ما مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صغار السن؟

تاريخ التعديل
6 سنوات
ما مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صغار السن؟

ريم العسيري

كثير منا يلمس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صغار السن؛ لأنه يصعب رقابة ما يتابعونه من خلال هذه الوسائل، وهو ما حمل كثيرا من المختصين إلى المطالبة بتقنين استخدام صغار السن لها، بالإضافة إلى أن  بعض الدول بدأت في سن قوانين تحدد العمر المناسب؛ لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
«آفاق» طرحت هذا الموضوع على عدد من طلاب الجامعة؛ لمعرفة آرائهم التي انقسمت بين مؤيد ومناهض لهذه الفكرة.

حلول بديلة
قالت الطالبة بقسم إدارة الأعمال بكلية المجتمع بأبها ريم صالح درويش: «يصعب سن قانون معين، خصوصا ونحن مقبلون على ثورة إعلامية تقنية عالمية، حيث يصعب حجب هذه المواقع عن صغار السن. فهي أصبحت جزءا مهما من حياتهم العلمية والعملية، ولكن يمكن أن نضع حلولا بديلة ونستمر عليها، مثل التعاون بين المؤسسة التعليمية والمنزل، حيث  يتم إيجاد  برنامج خاص للطالب بالمدرسة حسب ميوله، إما رياضة أو قراءة أو ابتكار أو عمل يشغله ذهنيا وجسديا عن الأجهزة».
وأضافت «في المنزل يبدأ الوالدان أو من ينوب عنهما بأنفسهم، بأن يكونوا قدوة، فلا يسرفون باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بل يعمدون إلى الاقتراب منهم والنقاش معهم بشكل مستمر، وإشراكهم في قرارات الأسرة وتبادل  حلول المشاكل،  ثم الإشراف عليهم في حال استخدامها».

تعزيز الخصوصية
بدورها، قالت الطالبة بقسم الجغرافيا هدى محمد القحطاني: «لا يختلف شخصان على أن مواقع التواصل الاجتماعي، تحولت إلى واحدة من أهم الأمور في حياة جميع الأشخاص مهما كان سنهم. إذ بات من الضروري جدا أن يكون لدى أي شخص صفحاته الخاصة على مواقع مثل فيسبوك، أنستغرام أو تويتر، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
إلا أن هذا العالم الافتراضي قد يخلف الكثير من المشاكل، لا سيما على نفسية المراهق؛ نظرا للعالم المجهول الذي يظهر في الجانب الآخر من الشاشة، والذي يترك تأثيره على واقع الحياة الثورية التي يعيشها كمراهق، فيحرضه على التمرّد على الواقع العام».
 وتابعت: «من الأمور التي تخلفها مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين، التوتر والإجهاد والاكتئاب والإحباط واضطرابات النوم وضعف الجهاز المناعي وبالتالي الإصابة بالعديد من الأمراض. إضافة إلى تأثيرها السلبي على الصحة العقلية للمراهقين.
فالمراهقون الذين يمضون أكثر من ساعتين يومياً على الشبكات الاجتماعية أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض العقلية أوالميول الانتحارية، وعلاوة على ذلك يحتاجون إلى دعم نفسي أكبر».
وأضافت: «ربما من الصعب منع المراهقين وصغار السن من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولكن على الأهل إذا قرروا السماح لأبنائهم المراهقين  بالاشتراك في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، التأكد من بعض الخطوات المهمة للحفاظ على سلامتهم وخصوصيتهم وأمنهم، مثل اخفاء المعلومات الشخصية ومعلومات السكن والإقامة و إلغاء خاصية تحديد الموقع».  
وأردفت «أصبح هناك كثير من الاختيارات لتعزيز الخصوصية، حيث يمكن  تغيير إعدادات الخصوصية. ولمنع الغرباء من الاطلاع على معلومات مهمة وشخصية عن طفلك وصوره، قم بتعديل الإعدادات، بحيث لا يتم تضمين الاسم في قوائم البحث العامة وأن تكون الصور حصرية للعائلة والأصدقاء الموثوقين فقط, وذكر طفلك بضرورة الحفاظ على كلمة المرور الخاصة به واختيار الأصدقاء بعناية فائقة، ونبهه إلى عدم قبول دعوات الاتصال من أي شخص لا يعرفه».