هل خلفت جائحة كورونا آثار إيجابية مستمرة على طالبات الجامعة؟

تاريخ التعديل
سنتان 3 أشهر
هل خلفت جائحة كورونا آثار إيجابية مستمرة على طالبات الجامعة؟

 هل يمكن أن تكون التغييرات التي أحدثتها جائحة كورونا على العالم  إيجابية ومستمرة سواء كانت على النطاق الشخصي أو الاجتماعي... استطلعنا آراء عدد من طالبات الجامعة بمختلف التخصصات حول التغيرات الإيجابية التي أحدثتها الجائحة على حياتهن، والأنماط والسلوكيات التي تعلموها الطالبات منذ بداية الجائحة وينوين الالتزام بها مدى الحياة على الصعيد الصحي أو الاجتماعي أو النفسي.

الصحة لا تقدر بثمن

بدايةً تحدثت لنا الطالبة بقسم الرياضيات عائشة العمري قائلة: علمتني كورونا أن وطني عظيم، وأن الصحة لا تقدر بثمن، وأضافت:  تعرفت على نفسي أكثر وغيرت عادات وسلوكيات سيئة كنت أمارسها. وفي جانب التعلم والتعليم  أشارت بأن أوقات الفراغ التي أتاحتها الجائحة  مكنتها من الإلمام بالمواد الدراسية أكثر، من خلال البحث والتعلم الذي سهل عليها العملية التعليمية، كما ترى بأن فترة كورونا أتاحت لوزارة التعليم الوقت لتطوير المناهج وإضافة مناهج جديدة ذات فائدة أكبر بالنسبة للطالب.

التكاتف لمحاربة الصعاب

من جانبها قالت طالبة الإعلام والاتصال لمى أحمد: "جائحة كورونا علمتنا كشعب الوحدة والأخوة والتكاتف في محاربة الصعاب".  كما أيدت رأي عائشة العمري بكون الجائحة جعلتها تدرك كفرد بأننا نتبع حكومة عظيمة وفي أيدي آمنة مُنذ بداية الجائحة وإلى الآن.

كما كشفت أن الجائحة جعلتها تدرك قيمة الحياة النظيفة والمعقمة وأهميتها، وعلمتها الصمود والصبر واستشعار أهمية العائلة  وأهمية تقوية الروابط العائلية وتقدير كٌل ما يحيط بحياتها واعتادت على ممارسته أو رؤيته في واقعها وخلال يومها مثل الذهاب إلى المسجد أو إلى الجامعة، وإمكانية الخروج في أي وقت.

تقارب أفراد العائلة

كما كشفت أن من التغيرات الإيجابية التي أحدثتها جائحة كورونا على حياتها الشخصية تقارب أفراد العائلة من بعضها لبعض والتفكير في إمكانية القيام ببعض الأعمال عن بعد  وزيادة الاهتمام بالنظافة وتعقيم الأيدي بشكل منتظم، والتخلي عن العديد من العادات التي قد يكون بها إسراف.

وفي جانب التعليم والتعلم أكدت بأن الجائحة كشفت الإمكانيات والجهود العظيمة التي أتاحتها الدولة لاستكمال العملية التعليمية بشكل لم يؤثر على مسيرة التعليم والطالب ، ومن خلال تجربتها الشخصية  للتعليم عن بعد خلال فترة الحظر أشارت إلى أنها تلقت التعليم بشكل سهل وواضح عن طريق برامج متخصصة أعدتها الجامعة.

التكاتف في الأزمات

وتحدثت لنا طالبة الفيزياء شهد العسبلي  قائلة: "تأكدت في فترة ظهور الجائحة من مقدرة الشعوب الهائلة على التكاتف والتعاون للوقوف في وجه الأزمات، وشهدت جوانباً إنسانية جما لم أكن لأراها لولا قضاء الله ثم ظهور فيروس كورونا، كما أن سرعة تصرف الوزارات وإطلاق التطبيقات لمتابعة العملية التعليمية ومحاولة التأقلم ومقاومة الجائحة قدر الإمكان أوصل لي رسالة في مجملها بإمكاننا كأفراد التكيف السريع وإيجاد الحلول والبدائل القاهرة للأزمة."

السمو بالذات

وأضافت: تعلمت ولاحظت أن هناك فرص تختبئ خلف بعض الأزمات التي تحدث للمرء، حيث  رأيت أشخاصا نجحوا في تغيير نمط حياتهم وسلوكهم بدرجة مهولة خلال الجائحة. ومن جانبي عكفت منذ بداية ظهور الجائحة على تطوير جوانب حياتي النظرية كالتعليم والقيم والمبادئ،  وأدركت أن الروح هبة قد تؤخذ من المرء في طرفة عين، لذا أذكر نفسي دائما بالإحسان إلى شخصي طالما أني أملك هذه الروح، كما أسعى إلى السمو بنفسي.

العناية بالصحة الجسدية

 وعن التغييرات الإيجابية التي أحدثتها الجائحة على حياتها تقول: اعتبرت فترة الحظر فترة نقاهة وراحة، ولم أكن لأحصل عليها بهذه الوفرة قبل انتشار الفايروس، وقد ساعدني الشعور بالملل و توفر الوقت لتفضيل عدد من المجالات والسعي لتعلمها، كما تعلمت في بداية ظهور الجائحة في المملكة واكتسبت قيماً كثيرة تضاهي ما اكتسبته قبل الجائحة، كما أدركت ضرورة العناية بالصحة الجسدية وممارسة الرياضة خاصة بمرحلة الشباب،  لذا وضعت في مهامي اليومية بعض التمارين الرياضية.

وأردفت قائلة: ممتنة للجائحة لأنها أخرجتني من منطقة الراحة، كما أتاحت لي قدر كبير من الوقت للاستزادة في طلب العلم، وساعدتني على التعلم ذاتيا.

 

ولاء با رحيم