نظرية «تريز» TRIZ لغينريتش ألتشلر Genrich Altshuller.. قواعد منهجية منتظمة لتعزيز التفكير الإبداعي

تاريخ التعديل
6 سنوات شهران
نظرية «تريز» TRIZ لغينريتش ألتشلر Genrich Altshuller.. قواعد منهجية منتظمة لتعزيز  التفكير الإبداعي

عبدالله زارب

قال مفكر ياباني «معظم دول العالم تعيش على ثروات تقع تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن، أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها».
حظي الإبداع باهتمام كبير من قبل رجال الفكر والسياسة والاقتصاد والتربية وغيرها من المجالات، فنحن اليوم بحاجة أكثر من قبل إلى استراتيجيات تعليم وتعلم، تمدنا بآفاق تعليمية واسعة ومتنوعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم العقلية المختلفة، وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجديد والمختلف.
غير أن كثيرا من جوانب هذا الاهتمام ركزت على الجانب النظري لهذا الموضوع، ومن هنا فقد ظهرت هذه النظرية؛ لتسهم في تطوير وتنمية الإبداع، من خلال توفير برامج تدريبية جديدة لتنمية التفكير الإبداعي، استنادا إلى قواعد منهجية منتظمة في نظرية «تريز» التي بدأت تتطور هذه الأيام بسرعة كبيرة.

نشأة نظرية تريز
ولدت نظرية تريز في الاتحاد السوفييتي، سابقا، وعرفت باسم نظرية الحل الابتكاري للمشكلات، وهي تقنية ذات قاعدة معرفية تتضمن مجموعة غنية من الطرق لحل المشكلات، وتنبع قوة النظرية من اعتمادها على التطور الناجح للنظم وقدرتها على تجاوز العوائق النفسية، وتعميم طرائق استخدمت في حل عدد كبير من المشكلات، وتتمتع هذه النظرية بقدرة كبيرة على تحليل المنتجات ووظائف العمليات من أجل الاستخدام الأمثل للمصادر المتاحة وتحديد أفضل الطرق لتطورها.
وتنسب هذه النظرية إلى العالم الروسي غينريتش ألتشلر Genrich Altshuller، الذي بدأ العمل في هذه النظرية عام 1946, وتمكن من تأليف 14 كتابا حول النظرية، فضلا عن العديد من الأوراق البحثية التي تضمنت كثيرا من الموضوعات في مجال الاختراعات الإبداعية. 

المبادئ الإبداعية التي استخدمها غينريتش ألتشلر
سوف نتطرق إلى (15) مبدءا إبداعيا من أصل أربعين مبدءا توصل إليها صاحب هذه النظرية، هنري التشلر، وقد تم اختيار هذه المبادئ لسهولة استيعابها وقابليتها للتطبيق في حل المشكلات غير التكنولوجية؛ وهذه المبادئ هي:

مبدأ التقسيم - التجزئة Segmentation
ويستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق تقسيم النظام إلى عدة أجزاء. أو عن طريق تصميم الشيء بحيث يكون قابلاً للتقسيم. أما إن كان النظام مقسما على نحو مسبق فيمكن زيادة درجة تجزئته أو تقسيمه.
 
مبدأ الفصل - الاستخلاص Separation - Extraction 
يتم حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق تحديد المكونات التي تعمل بشكل جيد والعمل على استبقائها وتحديد المكونات التي لا تعمل جيدا للتخلص منها.

مبدأ النوعية المحلية Local Quality
يشير هذا المبدأ إلى حل المشكلات التي يواجهها النظام عن طريق تحسين نوعية الأداء في أجزائه المختلفة، من خلال تغيير بيئة النظام الداخلية والخارجية المنتظمة بحيث تصبح غير منتظمة، وعن طريق توفير أفضل الظروف لعمل أجزاء النظام المختلفة، وأخيراً عن طريق الاستفادة من كل جزء في النظام لتأدية وظائف مفيدة أخرى.

مبدأ الربط - الدمج Combining - Merging
ويتضمن هذا المبدأ الربط المكاني أو الزماني بين الأنظمة التي تؤدي عمليات متوازية أو متجاورة، أي جميع الأشياء التي تؤدي وظائف متشابهة أو متقاربة بحيث تؤدي عملياتها في أماكن وأوقات زمنية متقاربة .

مبدأ الخدمة الذاتية Self-Service
يستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات من خلال تصميم النظم والأشياء بحيث تكون قادرة ذاتيا على تنفيذ عمليات الصيانة اللازمة والإفادة من مخلفات المواد ومصادر الطاقة، والاستمرار في تحقيق مزايا إضافية ترفع من قدرة النظام على تحقيق أهدافه.

مبدأ العمل التمهيدي المضاد Preliminary Anti-action
ويشير هذا المبدأ إلى أنه إذا كان من الضروري القيام بعمل له آثار مفيدة وأخرى ضارة، فلا بد من القيام بعمل مضاد لضبط الآثار الضارة، وإذا تبين أن النظام يحتوي توترا أو اختلالا في جانب معين، فيجب توفير الإجراءات المضادة لمواجهة ذلك التوتر مسبقا.

مبدأ القلب - العكس Inversion
يشير هذا المبدأ إلى استخدام لإجراءات مغايرة لتلك المستخدمة عادة في حل المشكلة، أي أننا نواجه الموقف عن طريق قلب العمليات أو الإجراءات المستخدمة رأساً على عقب.

مبدأ التحوط المسبق للاختلالات Cushion in advance
يتضمن هذا المبدأ تعويض الانخفاض النسبي في موثوقية نظام ما عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه المشكلات قبل وقوعها.

مبدأ العمومية - الشمولية Universality
يتضمن هذا المبدأ جعل النظام قادرا على أداء عدة وظائف، لتقليل الحاجة لاستخدام أنظمة فرعية أخرى.

مبدأ العمل الدوري Periodic Action
يتضمن هذا المبدأ استخدام الإجراءات الفترية (الدورية) أو المتقطعة بدلا من الإجراءات المستمرة؛ أما إذا كانت هذه الإجراءات فترية أصلا، فيتم تغيير مقدار العمل المتقطع أو نسبة تكراره، إضافة إلى الاستفادة من فترات التوقف أو الانقطاع عن العمل في أداء أعمال أخرى.

مبدأ العمل المسبق Prior-Action
يشير هذا المبدأ إلى القيام بتنفيذ التغييرات المطلوبة في النظام جزئيا أو كليا قبل ظهور الحاجة لذلك ، وترتيب الأشياء مسبقا بحيث يمكن استخدامها في أكثر المواقف ملاءمة لتجنب الهدر في الوقت.

مبدأ تحويل الضار إلى نافع Convert Harm Into Benefit
يتضمن هذا المبدأ استخدام العناصر أو الآثار الضارة للحصول على آثار إيجابية، والتخلص من العناصر الضارة بإضافتها إلى عناصر ضارة أخرى ، وزيادة كمية الضرر أو الآثار الناجمة عنه إلى أن يصبح غير ضار.

مبدأ الدينامية Dynamicity
يشمل هذا المبدأ تصميم خصائص الشيء أو بيئته الخارجية أو العمليات التي يقوم بها ، بحيث يمكن تغييرها؛ لإيجاد أفضل ظروف للعمل، وتقسيم الشيء إلى أجزاء بحيث يكون كل منها قادرا على الحركة، وجعل الأشياء أو العمليات غير المرنة قابلة للتعديل أو الحركة.

مبدأ تغيير اللون Changing the Color
يشمل هذا المبدأ تغيير لون الشيء أو تغيير بيئته الخارجية ، وتغيير درجة شفافية الشيء أو درجة شفافية بيئته الخارجية.

مبدأ التمدد الحراري  Thermal Expansion
يشير هذا المبدأ إلى خاصية تمدد المواد بالحرارة أو تقلصها بالبرودة ، واستخدام مواد متنوعة بمعاملات تمدد حراري مختلفة.