جوهرة آل معافا: لغة الجسد تعكس طبيعة الشخص وحالته النفسية
رناد سرحان
لا تضع لطموحها حدا، ولا تتقيد بوقت محدد عند ممارسة موهبتها، حيث تعتمد على الإلهام الذي يجعلها تبدع في ممارسة موهبتها.
إنها الطالبة بالمستوى الخامس بقسم علم النفس، جوهرة أحمد عرار آل معافا، التي حباها الله تعالى بموهبتين مختلفتين في قراءة لغة الجسد، والمكياج السينمائي. «آفاق» حاورتها لتتعرف عليها عن كثب.
كيف اكتشفت موهبتك؟
الاكتشاف كلمة عميقه لها معان كثيرة لدى كل شخص؛ ولكن من هم في حالتي حينما ترتبط بالموهبة لا يكون اكتشافهم لها بمعنى بحث واستخراج، وإنما شعور داخلي كان ينتابني يشدني ويبهرني ويجعلني اتعمق به.
في كل مرة أبحث عن شيء يجعلني سعيدة ويأخذني بعيدا عن الحياة بصخبها؛ فكنت أجعل من الأشياء البسيطة التي استخدمها في حياتي أشكالا تتحدث عني وتعبر عما بداخلي وأجد فيها جوهري العميق.
ما الذي أثار فضولك لمعرفة لغة الجسد؟
هنالك عدة دوافع جعلتني أبحث لمعرفة لغة الجسد، بداية لم أكن أدرك أن هذا الشيء يسمى لغة الجسد. وحين أدركت هذا الشيء قمت بالبحث عنه وتوسعت فيه؛ لأنني كنت ألاحظ أحيانا أنه لا يوجد ترابط بين حديث الشخص وإيماءات جسده، فأشعر أن هناك خطأ ما يثير فضولي ويجعلني أبحث عن المعاني لتلك الإيماءات. واكتشفت بأنها لغة عالمية بإمكان أي شخص أن يفسر المقصود من الإيماءات والحركات؛ ولأنها تترجم المشاعر والأحاسيس الداخلية لا شعوريا عن طريق الإيماءات والإشارات وكذلك معرفة ما يفكر فيه الشخص الذي أمامك أو فهمه على الأقل.
هل توجد مواد في تخصصك لدراسة لغة الجسد؟
لا يوجد مادة بذاتها تتكلم فقط عن لغة الجسد؛ ولكن علم النفس بالأساس يهتم بدراسة النفس البشرية وفهم سلوكها وهذا يساعد بشكل كبير في فهم ودراسة لغة الجسد.
في حياتك الاجتماعية هل تركزين على لغة جسد الآخرين؟
في حياتي الاجتماعية لا أركز عليها كثيرا؛ ولكن في مقابلات العمل والاجتماعات الرسمية والمناسبات التي تستدعي ذلك أركز؛ لأنها تساعد في فهم الشخص الذي أمامك وما الذي يريده منك بالضبط حتى لو لم يبح به، كما تساعد كثيرا في إيصال الأفكار والمشاعر بسهولة وتساهم في بناء العلاقات بشكل كبير.
وبإمكانك أن تحملهم على فعل ما تريده منهم إذا قرأت مشاعرهم الحقيقية واستجبت بشكل ملائم لاحتياجاتهم، وعليك أن تدرك أن ما يقوله الناس ليس هو ما يعنونه، أو يشعرون به في الحقيقة.
هل تمارسين هواية المكياج السينمائي في أوقات محددة؟
أنا لا أتقيد بالأوقات عند ممارسة هذه الهواية؛ بل أبحث عن الإلهام عندما لا أجده لفعل الهواية التي أحبها.
فبالنسبة لي الإلهام هو ما يجعلني أبدع في هوايتي وأعبر عن المشاعر التي لم أستطع التعبير عنها ويساعدني في تصفية ذهني وينقلني لعالمي الخاص؛ لاستخراج العمل بالشكل المطلوب الذي يتميز به طبعي.
هل وصلت إلى ما تطمحين إليه أم ما زلت تسعين لتحقيق المزيد؟
ليس من السهل الجواب على هذا السؤال؛ لأني لم أضع لطموحي حدودا. كنت دائما أرى بأن من يريد شيئا يفعله؛ لأنه يحبه ويستمر بالتطوير به، والعمل عليه حتى يجعله شغفه؛ لأن الشغف يجعل من الحياة ذات قيمة للشخص.
وأريد نقل هذه الطاقة الجميلة لكل من أحبهم؛ لذلك أنا اهتم بالنفس البشرية والجسد أكثر من الكلمات، ليس هناك أعظم من أن يسهل تواصلك مع أشخاص بسبب الراحة التي يجدونها عند الحديث معك؛ فلذلك أجد أن الجواب على هذا السؤال يعتمد على الشخص وماذا يريد أن يحقق.
هل التحقت بدورات ساهمت في تطوير مواهبك؟
لا، لم أشارك بدورات؛ لأننا حينما نتحدث عن الدورات، نجد أننا نقرأ ونتعلم بالأساسيات والقواعد؛ ولكن ما تحتاجه الموهبة أكثر من ذلك؛ فمثلا عندما أقرأ كتابا لعالم أو فيلسوف بلغة الجسد؛ أجد بأنه يؤثر علي أكثر من تلك الدورات. وأيضا عندما أرى منحوتة عظيمة لفنان في التشكيل أجد أنها تجسد أعمالي أكثر من التعليم والقواعد في ذلك الفن.
فليس من الصعب أن تتعلم القواعد والأساسيات من الدورات، ولكن صعب أن تجد الموهبة في ذلك الشخص المتعلم. الدورات ساستخدمها لتضيف لي الجمال بموهبتي ليس لتطويرها.