من النظرية إلى التطبيق.. طالبات الصيدلة يتدربن على كيفية التعرف على الأدوية وتفاعلاتها

تاريخ التعديل
6 سنوات 10 أشهر
من النظرية إلى التطبيق.. طالبات الصيدلة يتدربن على كيفية التعرف على الأدوية وتفاعلاتها كلية الصيدلة والتدريب

كلية الصيدلة والتدريب 

د. محمد يزيد الغزواني
أستاذ الصيدلانيات والصيدلة الصناعية المساعد
وكيل كلية الصيدلة

إن الهدف الأساسي والغاية السامية التي تسعى لتحقيقها كلية الصيدلة هو إعداد وتخريج كوادر وطنية ذوي كفاءات مهنية عالية ومنافسة في سوق العمل، ترقى بالمهنة وتضيف إليها.
 ولكي تتكلل الجهود المبذولة في تطوير الجانب العلمي بالنجاح، وجب بالضرورة أن يتبع ذلك برنامجا تدريبيا واضح الرؤية، يترجم الأهداف الأساسية للعملية التعليمية.
 وقد أولت كلية الصيدلة اهتماما كبيرا لتطوير برنامج التدريب (فترة الامتياز) لخريجيها، حيث سعت إلى عقد اتفاقيات والتعاون مع جهات حكومية وأخرى في القطاع الخاص لتأهيل خريجيها؛ للعمل في مختلف أطياف مهنة الصيدلة.  وقد كانت تجربة الكلية في هذا المجال ثرية وناجحة، ومن ذلك التعاون مع مستشفى القوات المسلحة بالجنوب في تدريب خريجي برنامج دكتور صيدلي في مجالي صيدلية المستشفيات والصيدلة السريرية في وحدات متنوعة مثل وحدات العناية المركزة والأمراض المعدية والسرطان وغيرها. 
وأيضا التعاون مع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة بمنطقة عسير، منها مستشفى عسير المركزي ومستشفى خميس مشيط العام ومستشفى الصحة النفسية، وأيضا المستشفيات الخاصة مثل مستشفى السعودي الألماني ومستشفى أبها الخاص ومستشفى الحياة الوطني، في تدريب خريجي برنامج علوم الصيدلة وبرنامج دكتور صيدلي في المجالات المذكورة سابقا، بالإضافة إلى التدريب في وحدة المحاليل الوريدية وعيادات السكري والأمراض المزمنة.
وفيما يخص التعاون مع القطاع الخاص، أبرمت كلية الصيدلة اتفاقية مع شركة الأدوية العريقة «إيلاي ليلي» Eli Lilly برنامج التدريب الصيدلي للخريجين في مجال التسويق الدوائي، وأيضا في برنامج التدريب ما بعد التخرج لتأهيلهم للعمل بالشركة بعد إتمام البرنامج. وإضافة إلى ما ذكر، فقد تم عقد اتفاقية مع شركة النهدي لتدريب خريجي كلية الصيدلة بجامعة الملك خالد في مجال صيدلية المجتمع في جميع صيدليات النهدي على مستوى المملكة العربية السعودية. وستستمر الكلية في تطوير برنامجها التدريبي وتوسيع مجالات التعاون ولجعله برنامجا عالي الجودة ومنافسا على مستوى كليات الصيدلة بالمملكة.

 

المهارات وخبرات تطبيقية في مستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط

اسم المتدربة: أسماء آل صادق
تخصص «دكتور صيدلي» مستوى 11 «تدريب امتياز»

توجهت طالبات الصيدلة إلى مستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط؛ لتطبيق ما درسنه خلال السنوات السابقة، وذلك من خلال العمل ضمن الفريق الطبي، وربط تشخيص المرض بالأدوية الموصوفة على خطة عمل إكلينيكية، ودراسة أهم المعلومات المرتبطة بموانع وتداخلات الأدوية.

فترات تدريب مختلفة 
يحتوي مستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط على ١٦ قسم من مختلف التخصصات، تبدأ من خدمات الطوارئ وتنتهي بوحدات جراحة الأعصاب وزراعة الكلى، وقد تقسمت فترة تدريب الطالبات لفترات مختلفة تتضمن الصيدليات الخارجية والداخلية وما يتم مناقشته ضمن الفريق الطبي.

تدريب في شتى التخصصات
وزعت الطالبات لمجموعات على تخصصات مختلفة، وبعد ذلك تم توضيح  نظام معين لهن ومن خلاله يتم إدخال وكتابة ومتابعة الحالات والعلامات الحيوية للمريض وتسجيل Wipro.
المواعيد والأدوية وتواريخ صرف الأدوية المزمنة، كما قاموا بجولات صباحية ضمن الفريق الطبي وملاحظة الخطط العلاجية للمريض، والتدريب على إنشاء سياسات دوائية وقوانين لصرف المضادات الحيوية، وأيضًا التدريب على كيفية التعامل مع الملفات الطبية و مع الأطباء في شتى التخصصات الصحية.

أهداف التدريب
وقام الدكتور فادي الخطيب بتوضيح أهداف التدريب الأساسية، والتي  ترتكز على تعريف الطالبات على الأدوية وتفاعلاتها الجانبية من خلال العمل ضمن فريق طبي ورفع الكفاءة المهنية للصيدلي خلال العمل الجماعي والتعاون.
وقد تدربت الطالبات في صيدليات خارجية أبرزها صيدلية مستشفى الملك فهد الخارجية وتحت إشراف المدربة الصيدلانية شيماء السلاطين، وتم خلالها مناقشة الأمراض وخططها العلاجية وفهم آلية عمل الأدوية وأبرز تداخلات الأدوية والتطرق لأسماء الأدوية العلمية والتجارية.

مهارات متعددة
تكتسب كل متدربة أثناء التدريب العديد من المهارات والخبرة التي تمكنها فيما بعد من العمل بشكل جيد، ومنها مهارات التواصل الفعالة وتحفيز العمل الجماعي والعمل ضمن فريق وفهم طبيعة المرض وتحليل الأدوية ومدى تأثيرها على المريض، كما تكتسب مهارة ملاحظة الأخطاء العلاجية وطريقة تصحيحها.

 

الصيدلانية أول شيماء رشدي:  اللغة الإنجليزية والبحث عن المعلومات أبرز معوقات التدريب 

رناد سرحان

أكدت الصيدلانية أول بـصيدلية الملك فهد الخارجية بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب شيماء رشدي، أن هناك مجموعة من الصعوبات التي تواجه الطلبة المتدربين في تخصص الصيدلة. وكشفت في حوار أجرته معها «آفاق» أن الطالب يكتسب الكثير من المهارات بعد فترة التدريب كقراءة الوصفات معتمدا على التشخيص الذي يكتبه الدكتور، ومعرفة كيف يتم التعامل مع المريض.

ما الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال التدريب فيما يتعلق بالطلبة؟
اكتساب الطلاب والطالبات الخبرة الكافية التي تمكنهم من ممارسة مهنتهم مستقبلا بكفاءة عالية.

بماذا تميزت تجربة التدريب للطلاب لديكم، وماهي ثمارها؟
وضع خطة تدريبية للطلاب تشتمل على قراءة السياسات والإجراءات التابعة للصيدلية وكيفية سير العمل في المكان، بداية من استلام الوصفات من المريض إلى تسليم الدواء له. كما أنه تم تقسيم الأدوية في الصيدلية إلى مجموعات، وكل طالب عليه مناقشة مجموعته طبقا للجدول الذي يتم وضعه للطلبة معي، يوميا مناقشته صباحا، وآخر الأسبوع يتكلم عن مرض أو أي حالة كتقديم للصيادلة، بجانب التعرف على كيفية قراءة الوصفات وأشهر الأسماء التجارية المشهورة للأدوية، و في آخر فترة يتم وضع اختبار تقيمي للطلاب.

ما المهارات والمزايا التي اكتسبها الطلاب والطالبات من التدريب؟
بعد اكتمال فترة التدريب يكون الطالب قد اكتسب الكثير من المهارات فمنها مثلا أهم شيء قراءة الوصفات، معتمدا على التشخيص الذى يكتبه الدكتور، بمعنى فهم الوصفة الطبية ومعرفة الأدوية عن قرب والتعامل معها ومعرفة التركيزات المختلفة لها، ومعرفة كيف يتم التعامل مع المريض، وكيفية إرشاده لأخذ الدواء بالجرعات المخصصة له. بالإضافة لكيفية مواجهة الأخطاء التي تواجهنا في الوصفات والتواصل مع الأطباء من أجل حل هذه المشكلات.

ما أبرز المصاعب التي واجهت الطلبة في التدريب؟
هناك مجموعة من التحديات والصعوبات التي تواجه الطلبة المتدربين باعتبار أن التدريب نقلة من الدراسة النظرية إلى ميادين التطبيق العملي، فمن تلك الصعوبات عملية التعرف على التعامل مع آليات وأدوات التطبيق والبحث عن المعلومات. كذلك يمكن أن تكون هناك صعوبات متعقلة بإتقان لغة أجنبية كاللغة الإنجليزية وغير ذلك مما يعد أمرا طبيعيا يمكن حله، بحيث لا يعيق العملية التدريبية.

 

40 أسبوعا لتدريب صيادلة المستقبل بالجامعة 

اسم المتدربة: هاجر دعجم  
تخصص: دكتور صيدلي 
الجهات التدريبية: مستشفى عسير المركزي،
مستشفى القوات المسلحة بالجنوب،
مركز صحي مدينة سلطان، مستشفى الحياة الوطني.

في ثلاث مستشفيات ومركز صحي يتدرب طلاب وطالبات الامتياز بكلية الصيدلية، حيث سيمضون 1600 ساعة (40 أسبوعا) ما بين الممارسة والتدريب على مدى ثلاثة فصول دراسية، ما يسهم في تطوير مهاراتهم وإكسابهم الخبرة التي تؤهلهم لسوق العمل.

تعريف ببرامج التدريب
عقدت كلية الصيدلة اجتماعا لطلاب الامتياز، اجتمع فيه المدربون من المراكز والمستشفيات المختلفة مع طلاب الصيدلة؛ لتقديم تعريف ببرامج التدريب ونصائح وتوجيهات للطلاب.
كما شارك بعض طلاب الامتياز السابقين بالاجتماع، حيث عرضوا تجاربهم والمواقف التي واجهتهم أثناء فترة تدريبهم، الأمر الذي بدوره أدى لشحن الطلاب بالهمة والعزيمة في سبيل تقديم أفضل ما لديهم من مهارات، حيث بادروا بترتيب رغباتهم ورسم خططهم الشخصية لبدء وإنهاء فترة الامتياز بحماس وإنجاز.

1600 ساعة تدريب
اجتمع وكيل التدريب بالطلاب في الجامعة وناقش في الاجتماع تفاصيل برامج التدريب وطرق ترتيب الرغبات، حيث تنوعت أقسام وفترات الدورات التدريبية، والتي كان منها أربعة ملزمة لجميع الطلاب وهي: التدريب في مستشفى أو مؤسسة صحية أو صيدلية مجمع أو عيادات خارجية وتدريب في الطب الباطني، بالإضافة إلى فترات اختيارية عن الأمراض والأورام السرطانية والمستحضرات والتغذية الوريدية والأمراض المعدية وطب الأطفال والطب النفسي وأمراض الكلى والمجال الأكاديمي والبحثي، على أن تكون مدة الممارسة والتدريب 1600 ساعة (40أسبوع) على طول ثلاثة فصول دراسية.


الأسبوع الأول
بحسب المتبع في المستشفيات يذهب طلبة التدريب في أول يوم لقسم التدريب أو قسم الصيدلة؛ لإنهاء إجراءات التدريب مثل: الحصول على بطاقة التدريب، والجدول الذي يبين الأقسام التي سوف يتم التدريب فيها، وبعض الإجراءات الروتينية، ثم يتوجه مدير الصيدلية مع المتدربين إلى الأقسام المختلفة لتعريف المتدربين بالزملاء والمكان ومحتوياته.
بعد ذلك يوجه الطالب لأداء أنشطة مختلفة من قبل المشرفين التدريبيين، وسيكون تقييمه وتوزيع درجاته بناء على مشاركته في تلك الأنشطة، والتي يمكن أن تحتوي على: تقييم بحوث منشورة، عروض تقديمية، كتابة استشارات دوائية، بالإضافة إلى أي واجب يكلفه به المشرف التدريبي.
وحرصت لجنة التدريب في الكلية على أن يبدأ الطلاب تدريبهم تدريجيا، حيث كانت البداية بالمراكز الصحية ذات التنوع الأقل من الأدوية، الأمر الذي سهل علينا بناء قاعدة مكنتنا من التعامل مع أدوية أكثر تنوعا ودقة.
  
ذكاء طالب الامتياز
كما هو معروف بأن الصورة الذهنية لدى غالبية الطلاب أنه على طالب الامتياز أن يبذل أضعاف ما يبذله غيره؛ ليتميز في أدائه على أقرانه، لكن الذكاء في التعامل مع المجتمع الطبي بمختلف طبائعه وآراءه وفهم الدور التكميلي لا التنافسي وفهم المهام المطلوبة للعمل مع الفريق الطبي هو ما يميز الطالب أكثر.

مفتاح التدريب الأسهل       
إن خلق صورة إيجابية عن شخصية المتدرب في أول يوم امتياز هي بمثابة المفتاح لتدريب أسهل، كما أن البحث في تجارب المتدربين السابقين الإيجابية غير المحبطة، بالإضافة إلى البحث السليم عن مصادر المعلومات وكيفية الوصول إليها بكل يسر وسهولة هي أهم مهارة تميز طالب الامتياز وتساعده على توفير الجهد والوقت.