سعود شبير: الابتعاث فرصة لتطوير المخزون العلمي والثقافي
عبد الله آل ظاهر
وجه سعود شبير المبتعث لدراسة الدكتوراه في علوم الاتصال والإعلام ببريطانيا، عدة نصائح للطلاب الراغبين في الابتعاث الخارجي، مؤكداً أن اختيار الرفيق الصالح خلال فترة الابتعاث تعين على التحصيل الدراسي المميز، كما بين خلال الحوار الذي أجرته معه «آفاق» أنه طيلة مشواره التعليمي، متمسك بطلب العلم، إيماناً منه بأن العلم لا ينتهي ولا يتوقف عند حد، أو عمر معين، مما رسخ لديه قناعة داخلية بعدم التوقف عن نهل العلم.
حدثنا عن نفسك أولا؟
بشكل موجز، أنا ابن من ابناء الوطن والجامعة، مبتعث حاليا لدراسة مرحلة الدكتوراه في علوم الاتصال والإعلام في بريطانيا، وكنت قد حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في الإعلام من جامعة الملك سعود. تشرفت بخدمة وطني والعمل في عدد من المنشآت منها: مدينة الملك سعود الطبية، وجامعة الملك سعود، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وحاليا في جامعة الملك خالد.
حدثنا عن بداية طموحك حتى وصولك مرحلة الابتعاث؟
بحمد الله وتوفيقه، نشأت في كنف عائلة محبة للعلم وأهله، حيث حرص والداي على ترغيبي بالتعلم وعدم الاكتفاء بتعلم المناهج الدراسية في المدرسة خلال دراستي في الصفوف الأولية وما بعدها، بل كنت مهتما بجميع العلوم وأبحر في شتى المجالات مما جعلني أتمسك بطلب العلم، وذلك ايمانا مني بأن العلم لا ينتهي ولا يتوقف عند حد أو عمر معين رسخ لدي قناعة داخلية بعدم التوقف عن نهل العلم، ولاسيما بأن أغلب العلوم تتجدد وتتطور بمرور الزمن، وعلى كل متخصص وأكاديمي الإلمام بكل ما هو حديث في تخصصه.
وجميع العوامل السابقة شكلت لدي أهمية بالغة لعدم التوقف ومواصلة الطموح؛ حتى تحقيق الأهداف المنشودة.
ماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء مرحلة الابتعاث؟
بداية أود أن أشكر حكومتنا الرشيدة والجامعة التي وفرت لنا فرصة الابتعاث وسهلت لنا جميع إجراءات مرحلة الابتعاث من البداية وحتى وصولنا لمقر الابتعاث. أما عن الصعوبات، فإنه بلا شك ستواجه أي طالب مبتعث العديد منها، ولكن بالعزيمة والإرادة يتم التغلب عليها والاستذكار دوماً بأن الابتعاث فرصة تحققت لك؛ لتثبت لنفسك وللمجتمع وصاحب القرار بأنك كنت أهلا لها.
ولعل من أبرز الصعوبات التي يمكن مواجهتها، حاجز اللغة وعدم الإلمام ولو بالقدر البسيط من اللغة التي تمكنك من التواصل مع الآخر لتلبية احتياجاتك الضرورية.
اختلاف طريقة التدريس في بعض الجامعات الأجنبية عن بعض جامعاتنا في السعودية قد يشكل عقبة أخرى، حيث تميل الجامعات بالخارج لجعل الطالب يبحث عن المعلومة خارج القاعات الدراسية، إضافة إلى الانغماس في إجراء البحوث العلمية بشكل دوري كمتطلب أساسي في جميع المقررات. وذلك على عكس بعض الجامعات السعودية التي تميل إلى عملية التلقين.
ماهي الثمار التي يجنيها المبتعث من ابتعاثه؟
الابتعاث ليس فقط أخذ شهادة والعودة بها للوطن، وإذا كان هناك من يعتقد ذلك فليسمح لي بالقول بأنه لم يتعلم أي شيء!
من وجهة نظري، يجب على المبتعث المشاركة في الأنشطة اللاصفية والمؤتمرات والندوات خلال فترة ابتعاثه والغوص في ثقافة البلد الذي ابتعث إليه، وعدم الانعزال عن الآخر. والعمل على إيصال صورة إيجابية وحسنة عن السعودية.
و كل ذلك مرهون بعدم التقصير في الدراسة. فالابتعاث فرصة لتطوير المخزون العلمي والثقافي للمبتعث، ومخالطة طلاب من جنسيات مختلفة والتعرف على أكثر من ثقافة.
ماهي أوجه الاختلاف بين الدراسة داخل المملكة وخارجها؟
كلمة حق هنا يجب أن تقال، جامعاتنا السعودية أضحت منارة للعلم، وأكاد أجرم أن هناك جامعات سعودية تضاهي وتنافس الجامعات الأجنبية في مخرجاتها من طلبة وبحوث علمية، ولعل طريقة تعليم الطالب في الخارج وعدم تقديم المعلومة مباشرة له من أبرز الفروقات بين الداخل والخارج.
كيف ترى الترابط بين الطلاب المبتعثين؟
وحدة الطلاب السعوديين في الخارج مصدر فخر لنا جميعاً كسعوديين، وهنا أذكر مساعدة الطلاب السعوديين لغيرهم باختلاف جنسياتهم ودياناتهم ولعل الشواهد على ذلك كثيرة.
ماهي نصيحتك لمن أراد الابتعاث؟
هنا أجدني أمام أمانة كبيرة أود ايصالها لجميع من يرغب في الابتعاث حاليا أو مستقبلا ولعلي أوجزها على خمسة نقاط ليسهل على القارئ تذكرها لاحقا:
• التمسك بالدين والصلوات ودوام الدعاء من أهم ما يجب على المبتعث التركيز عليه، بالحفاظ عليها يتحقق الهدف.
• شرفنا وقدرنا بأن نكون مواطني دولة تحمل رسالة سامية، ومحط أنظار الجميع وفي نعم يحسدنا عليها القاصي والداني. لذا من الضروري عكس صورتنا الحقيقية والإيجابية، والابتعاد عن أماكن الشبهات والأشخاص ذوي الأجندات المتطرفة.
• عليك بالرفيق الصالح الذي يعينك على الدراسة؛ ولعل هذا من أبرز العوامل التي ساعدت الناجحين في التفوق والوصول إلى مراتب عليا. الابتعاد ثم الابتعاد عن رفقة السوء!
• على أي مبتعث الاطلاع عن الدولة والمدينة التي يرغب الابتعاث إليها بشكل دقيق؛ ليكون مهيأ نفسيا للعيش فيها عند وصوله إليها.
• تعلم لغة الابتعاث قبل موعد السفر بفترة كافية. وهنا لا أقصد التعلم لدرجة الاتقان، بل الشي اليسير والأساسي الذي يسهل عملية التعليم لاحقا. وهذه بدورها ضرورة وتسهل الطريق بشكل سريع للبدء في دراسة الدرجة التي يرغب المبتعث تحقيقها.