أ. فاطمة الدوسري: اللغة الصينية توازي الإنجليزية انتشارا وأهمية
رائدة آل محي
اعتبرت المحاضرة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية العلوم والآداب بأحد رفيدة، الحاصلة على الماجستير من جامعة برمنجهام في تخصص TEFL الأستاذة فاطمة حمد الدوسري، في حوارهها مع «آفاق» أن من أسباب ضعف الطلاب الجامعيين في إتقان اللغة، عدم وجود الدافع والاستعداد الكافي لديهم.
ما القيمة التي يضيفها اتقان لغة أجنبية للإنسان؟
إن إتقان اللغات الأجنبية ولاسيما اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الرابطة بين الناطقين بلغات العالم أو Lingua Franca لها من الفوائد الكثير ليس فقط في حياة الإنسان الأكاديمية بل في حياته العملية وحتى في الحفاظ على صحته العقلية، فإتقان اللغات الأجنبية يفيد في تنمية قدرة الفرد على التواصل اللغوي والثقافي مع الآخرين، كما أن تعلم اللغات الأجنبية مفيد في تحسين فرص الحصول على العمل في الشركات متعددة الجنسيات بل في الشركات الوطنية التي أصبحت اللغات الأجنبية ولاسيما الأكثر انتشارا كالإنجليزية أو الصينية ضرورة للتواصل بين العاملين فيها.
كما أن إتقان اللغات الأجنبية يساعد الأفراد والدول في تنشيط حركة الترجمة ونقل المعارف والثقافات، ويساعد في بناء جسور التواصل بين الثغرات الثقافية والوعي الثقافي والانفتاح على الثقافات الأجنبية وتفهم الاختلافات الثقافية واللغوية بين الناس، ومعرفة أسباب هذه الاختلافات، ومن أجل ذلك خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف.
أما عن فوائدها في المحافظة على الصحة الذهنية، فتنمية اللغات الأجنبية يفيد في تنشيط العمليات المعرفية؛ ذلك أن اتقان لغات أجنبية والتحدث بها من شأنه تحسين وظائف الدماغ ومن ثم تعزيز الذكاء وتنمية أنظمة التواصل اللغوي وإيجاد الحلول للتواصل بين البشر.
ما أفضل السبل لتنمية وإجادة اللغات الأجنبية؟
الحقيقة إنه لا توجد طرق تعلم وتعليم مثالى، وذلك نتيجة الفروق الفردية بين الناس في مستويات ذكائهم اللغوي واستعداداتهم الفطرية، ومهاراتهم في التعلم ودوافعهم للتعلم اللغوي، لكن بصفة عامة، أرى أن أفضل الطرق هي التعلم بالمشاركة، واستخدام اللغة للتواصل الحقيقي مع الناطقين باللغة سواء الأصليين أو متعلميها ممن يمارسها بشكل يومي.
ومن ذلك تعلم وظائف اللغة والتراكيب والمفردات والاصطلاحات والتعابير التي تفيد في التواصل ثم الاطلاع على الأدب الكلاسيكي والمعاصر وقراءة الصحف والمواقع الأجنبية الصادرة باللغات المستهدفة بالتعلم، وتدوين المصطلحات والمفردات الجديدة ومطالعتها في المعاجم فمطالعة المعاجم تفيد في إثراء المعجم الذهني لدى الفرد ويساعد على دقة استخدامه للمفردات في السياقات المناسبة.
وأرى أن التحدث مع الأشخاص وممارسة القراءة بصوت مرتفع ومطالعة قنوات يوتيوب بالإنجليزية ونشرات الأخبار والسفر إلى الخارج والتعلم بالأقران ومع الأقران ومنهم من خلال طرح الأسئلة وعدم التحرج من السؤال عما يجهله الفرد كلها سبل ناجحة وفعالة، لكنها تحتاج إلى مثابرة ورغبة وجهد وعدم يأس.
ما اللغة التي تعتقدين أنها توازي أهمية تعلم الإنجليزية؟
أرى أن تعلم اللغة الصينية ولغات الدول الواعدة في شرق آسيا مثل المالاوية واليابانية هي على أهمية موازية لأهمية اللغة الإنجليزية، فتلك اللغات ينطق بها أعداد كبيرة من البشر الذين لهم تأثير على كوكب الأرض، ونحن بحاجة إلى تعلم تلك اللغات لضرورتها في التبادل الثقافي والتجاري.
وما السبب في ضعف اتقان الطلبة الجامعيين للغة؟
أهم سبب في نظري عدم وجود الدوافع والاستعداد الكافي؛ فالشخصية الإنسانية مكونة من ثلاثة مجالات أو آفاق كبرى هي المكون المعرفي والمكون الوجداني والمكون النفسي، والتعلم يجب أن يحدث بمؤازرة بين تلك الجوانب الكبرى للشخصية، ومن أهمها الجانب الوجداني، ولا نعني بهذا الجانب العواطف الرومانسية بل الدافعية والاتجاه، فكلما كان لدى الفرد دافعية وبواعث قوية على التعلم، ولديه الاستعداد والاتجاه الإيجابي نحو اللغة وأهلها، كلما ساعده ذلك على التعلم الفعال والسريع.
من خلال عملك رئيسة قسم ما الذي يعيق تواصل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس؟
ربما ضيق وقت أعضاء هيئة التدريس وانشغالهم بأعمال خلاف التدريس كالأعمال الإدارية وهذه ليست مقتصرة فقط على رؤساء الأقسام والإدارة العليا، بل على الجميع، وكنتيجة لقلة أعداد عضوات هيئة التدريس وأحيانا صعوبة التفاعل والتواصل مع الأجنبيات نتيجة الاختلافات الثقافية أو ضعف مهارات التواصل اللغوي لدى البنات.