الدكتورة غيداء العمري: أطمح للإشراف على تصميم كلية الفنون بجامعتنا في المستقبل
في حياة الدكتورة غيداء علي العمري الكثير من المحطات المميزة فقد أخذها الشغف بالجمال والميل إلى الفن إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتدرس هناك العمارة والتصميم الداخلي وتغترب 9 أعوام عن الوطن لتعود إليه محملة بالكثير من المعارف والخبرات والطموح، وها هي اليوم رئيسة لقسم الاقتصاد المنزلي بكلية العلوم والآداب بمحايل عسير، ولكنها لا تكتفِ بهذا الحد فبداخلها المزيد من الطموحات التي أفصحت عنها من خلال الحوار الذي أجريناه معها في "آفاق".
درستِ الاقتصاد المنزلي في مرحلة البكالوريوس ثم اتجهت إلى التصميم الداخلي في مرحلة الماجستير، والتكنولوجيا والتصميم الداخلي في مرحلة الدكتوراه، لماذا العمارة و التصميم الداخلي تحديدا؟
عدا أنه تخصص جديد إلا أن شغفي بالجمال وميولي الفنية جعلتني أتخصص بهذا المجال وثقتي بأن التغيير في البيئة التي يعيش بها الإنسان لها أثر كبير في تغيير حياته للأفضل.
ما أهم المشاريع التي قدمتِها في التصميم الداخلي؟
تصميم بيئة العمل (مكاتب) لشركة الهندسة المعمارية والتصاميم في ديترويت.
تصميم مركز للرعاية الصحية والتعافي؛ (عند مناقشة التصميم حصلت على عقد عمل للانضمام لشركة هنري فورد للتصميم الداخلي)، وترميم وإعادة تصميم مبنى تاريخي لشركة صناعة الورق، وتصميم حديقة داخلية في أحد المستشفيات مع إدخال العناصر التفاعلية (التكنولوجيا) وكان ذلك مشروع الدكتوراه، بالإضافة إلى عدد من المشاريع السكنية بالسعودية.
ما الذي تطمحين لتحقيقه من خلال عملك كرئيسة لقسم الاقتصاد المنزلي بكلية محايل؟
طموحي لا حدود له، وقد يكون احتواء القسم بطالباته وأعضائه والعمل كعائلة قبل أن نكون مؤسسة من أولى اهتماماتي.
كما أطمح بالمساهمة في تحقيق أفضل بيئة تعليمية وعملية على الصعيدين المنهجي واللامنهجي تماشيا مع أهداف الجامعة ورؤية المملكة ٢٠٣٠ ومنها اكتشاف المواهب وتبنيها، وتحول الدراسات النظرية إلى خبرات وربط الطلاب باحتياجات البيئة، تنمية الروح الجماعية واحترام العمل اليدوي المهني، وبث روح المنافسة بينهم.
بالإضافة إلى المساهمة في أن يحصل القسم على هيكلة جديدة واعتماده كلية بمساراتها المتخصصة يجعل الطالبة أكثر إبداعا وتركيزا في مجالها إضافةً إلى سهولة التحاقها ببرنامج الدراسات العليا.
ما مدى رضاكِ عن المناهج التي تدرس بقسم الاقتصاد، وهل هناك مناهج تتمنين إضافتها؟
قد يكون سؤال حساس نوعا ما، لكن مدى الرضا ٧٥٪ يشمل نوعية بعض المقررات والبعض الآخر يشمل طريقة تدريسها، نعم أكثر من نصف الخطة الدراسية عبارة عن مهارات يدوية لذلك أتمنى إضافة مناهج للتصاميم بالتكنولوجيا.
ما أنواع التصميم الداخلي التي تجدين نفسك بها؟
تصميم منشآت تجارية ومؤسسات حكومية، توزيع المساحات، مشكلات وقضايا البيئة كما في المباني الخضراء.
ما مدى انجذاب الطالبات من كليتكم لمجال العمارة والتصميم الداخلي؟
نظرا لعدم وجود تخصص التصميم الداخلي بشكل مسار واضح بالكلية لكن تقييمي من خلال بعض المقررات وجدت إقبال جميل جدا من الطالبات وأسئلة متكررة عن كيفية العمل فيه ومنهن من بدأن دراسة الماجستير في التصميم الداخلي.
ما الذي يمكن أن تقدميه للفتيات بمنطقة عسير وطالبات الجامعة تحديدا في مجال التصميم الداخلي؟
استشارات، ورش عمل تدريبية، وحاليا أعمل على ربطهن بالمجتمع المحلي من خلال إنشاء المعارض الخارجية، ودعوة أصحاب الفن والمهن والمهتمين باستقطاب المهارات المتخصصة، وزيارات ميدانية لمواقع مميزه من واقع البيئة خاصة في تهامة عسير ذات الطابع المعماري المميز والذي يساعدنا كثيرا على التفكير والإبداع.
خضتِ تجربة الابتعاث في الولايات المتحدة الأمريكية، ما الفوائد التي تحققت لكِ منها؟
تجربة الدراسة في الخارج كانت رحلة ٩ سنوات وثمانية أشهر جميلة، وفوائدها عديدة على مستوى التفكير واكتساب المهارات والخبرات، ونتيجتها أن أصبح شخص جديد بروح جديدة لا تخلقها إلا الغربة، قادمة باندفاع لخدمة ديني ووطني ومؤسساته، فشكرًا للمملكة العربية السعودية وشكرًا لجامعة الملك خالد.
منطقة عسير مقبلة على نهضة تنموية، ما الدور الذي يمكن أن يلعبه مجال التصميم الداخلي في الإسهام في تنمية المنطقة؟
التصميم الداخلي علم واسع بالإضافة إلى فن توزيع المساحات وتنسيق الأثاث والإضاءة وسيكولوجية الألوان وتصاميم خاصة لذوي الاحتياجات وكبار السن فهو أيضا يشمل مشكلات وقضايا البيئة والمباني الخضراء وحفظ الطاقة، كما يشمل التصميم الحضري أو العمراني للأحياء السكنية (urban design)، والبناء الناجح لابد أن يشترك فيه منذ البداية المعماري والمصمم الداخلي، لتفادي الأخطاء وإهدار الأموال.
ومنطقة عسير لها طابع مميز بالطراز والألوان يمكن إنشاء تصاميم حديثة ممزوجة بروح الهوية والأصالة.
ما أهم المهارات التي يتطلبها العمل في التصميم الداخلي؟
تعد مهنة التصميم الداخلي مجال جديد خصوصا للنساء ولكنه شهد إقبالا شديدا هذه الفترة وأولت الجامعات له اهتمامًا كبيرا، ولعل أهم المهارات هي:
- القدرة على الرسم والمعرفة الحاسوبية باستخدام الكمبيوتر لإنشاء نماذج مرئية لعملهم.
- متابعة كل ما هو جديد.
- فن استغلال المساحات.
- إدارة الجدول الزمني والميزانية.
- الاتصال الفعّال وفن التعامل مع العملاء.
- سيكولوجية الألوان.
- تعلّم كيف تصنع الحالة المزاجية.
ما نصيب جامعة الملك خالد من خبرتك ومهاراتك ومشاريعك في التصميم الداخلي بعيدا عن العمل في التدريس والعمل الإداري؟
جامعة الملك خالد صاحبة فضل كبير عليّ بعد الله، وكل ما أملك من خبرة ووقت وجهد سوف يكون في خدمة الجامعة لرد جزء ولو بسيط من أفضالها الكبيرة عليّ.
أما في مجال المبادرات فمن جانب قضايا البيئة قد أطلقنا مبادرة (استدامة) والتي تأتِ تزامنا مع أهداف التنمية المستدامة ١١،١٢،١٣ والداعمة لمبادرة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (السعودية الخضراء) وهي عبارة عن سلسلة من البرامج التوعوية للحفاظ على البيئة وإعادة التدوير وهي الآن في مرحلتها الأولى التي (تركز على توعية الأشخاص) نأمل أن تلقى الدعم حتى نتمكن من الانتقال الى المرحلة الثانية ( تبني شركات إعادة التدوير للمخزون) حتى نحقق الهدف بخفض الانبعاثات الضارة الناتجة من المحارق العشوائية…والثالثة (إعادة تصميم وترتيب الأحياء) بهدف تحقيق جودة الحياة.
ما طموحاتك في مجال التصميم الداخلي؟
أطمح للإشراف على تصميم كلية التصاميم والفنون بجامعة الملك خالد مستقبلًا وإنشاء شركة مختصة في مجال التصميم الداخلي.
كلمة أخيرة؟
أشكركم على إتاحة الفرصة لي بهذا اللقاء، أتمنى أن أكون ضيفة خفيفة على القراء الكرام.
بطاقة
- د غيداء علي العمري
- أستاذة مساعدة بفرع الجامعة في تهامة
- دكتوراه في التكنولوجيا والتصميم الداخلي من جامعة ميشيغان الشرقية بأمريكا بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
- ماجستير في العمارة والتصميم الداخلي من جامعة لورنس التكنولوجية بأمريكا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
- دراسات في اللغة الإنجليزية من معهد اللغة بجامعة وين استيت بأمريكا
- بكالوريوس في الاقتصاد المنزلي من جامعة الملك خالد بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
- عملت بالتدريس في جامعة الملك خالد
- عملت وكيلة للشؤون التعليمية والأكاديمية بكلية العلوم والآداب بفرع الجامعة في تهامة
- نفذت عدة مشاريع خلال مرحلة دراسة الماجستير
- حاصلة على عدة دورات وتمتلك العديد من المهارات في تخصصها.
