كيف تتشكل الإمكانات الذهنية لدى الإنسان؟

تاريخ التعديل
7 سنوات
كيف تتشكل الإمكانات الذهنية لدى الإنسان؟

 

ارتبط مفهوم الذكاء بالعمليات العقلية المتعلقة بالذاكرة والمعرفة والإدراك والطلاقة والاستدلال والقدرة العددية والانتباه والاستيعاب، وهناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير الذكاء، ومن أوائل النظريات التي بحثت في الذكاء نظرية «سبيرمان» التي تنظر إلى الذكاء بصورة بسيطة؛ إذ اعتقد هذا الباحث أن الناس يختلفون في مدى ما يمتلكون من طاقة عقلية. ثم أتى آخرون بعد «سبيرمان»، أمثال «ثيرستون» و«جلفورد» و«كاتل» فحددوا أبنية القدرات العقلية بتفصيل أكثر.  

ثم جاء «ستيرنبرج» الذي اقترح نظرية تقوم على تحليل مكونات الذكاء، والأساليب التي يستخدمها الإنسان عندما يقوم بحل المشكلات، مشيرا إلى مظاهر أساسية للذكاء يجب أن تقوم عليها النظرية المكتملة في الذكاء العملي الذي يستخدم في مواقف الحياة اليومية وليس من السهل قياسه لعدم سهولة حصر تلك المواقف ، والذكاء الإبداعي الذي يتجلى في اكتشاف حلول للمشكلات الجديدة أو اكتشاف حلول مختلفة غير مألوفة

ووسعت هذه النظرية مفهوم الذكاء لتغطي مجالات لم تؤكدها نظريات الذكاء الأخرى

ثم جاء غاردنر واضع نظرية الذكاءات المتعددة الذي نحا نحوا مختلفا عن بقية الباحثين في محاولته تفسير طبيعة الذكاء، مستمدا نظريته من ملاحظاته للأفراد الذين يتمتعون بقدرات عقلية خارقة في بعض المجالات، لكنهم لا يحصلون في اختبار الذكاء إلا على درجات متوسطة أو دونها، مما جعله يعتقد أن الذكاء مؤلف من كثير من القدرات المنفصلة التي يقوم كل منها بعمله مستقلا استقلالا نسبيا عن الآخر. وترى النظرية أن الناس يملكون أنماطا فريدة من نقاط القوة والضعف في القدرة العقلية.

 

مرتكزات النظرية 

تنطلق نظرية الذكاءات المتعددة من أن  كل الأطفال يولدون ولديهم كفاءات ذهنية متعددة منها ما هو ضعيف ومنها ما هو قوي، ومن شأن التربية الفعالة أن تنمي ما لدى المتعلم من كفاءات ضعيفة وتعمل في الوقت نفسه على زيادة تنمية ما هو قوي لديه

وقد قدمت نظرية الذكاءات المتعددة تفسيرا جديدا لإعادة النظر في قياس الذكاء الذي تجسده نظرية العامل العقلي IQ، كما اهتمت بمحاولة فهم الكيفية التي تتشكل بها الإمكانات الذهنية للإنسان والطرق التي تهتم بها صيرورات التعلم

 وكانت أفكار«غاردنر» Gardener, H,1983 التي حملها كتاباه «أشكال العقل البشرى»، و«إطارات العقل» ترفض فكرة أن الإنسان يمتلك ذكاء واحدا، بل ذكاءات مستقلة، يشغل كل منها حيزا معينا في دماغه، ولكل منها نموذج واضح في العقل، ونظام مختلف في الأداء

إن الأمر يتعلق بتصور تعددي للذكاء، تصور يأخذ بالاعتبار مختلف أشكال نشاط الإنسان، وهو تصور يعترف باختلافاتنا الذهنية وبالأساليب المتناقضة الموجودة في سلوك الذهن البشري.

وفي هذا الإطار، يقول غاردنر : إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء، ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي، والتفرغ للاهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها، ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار، إنهم يهتدون إلي طريقهم من بين عدد كبير من الطرق، وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء وبفضل بعض العلامات المشتتة. إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني دون شك براعة في الملاحة

ولننظر كذلك إلى المهندسين والصيادين والقناصين والرسامين والرياضيين والمدربين ورؤساء القبائل والسحرة وغيرهم. إن كل الأدوار التي يقوم بها هؤلاء ينبغي أن تؤخذ بالاعتبار

إن كل الكفاءات والقدرات التي يظهرها هؤلاء في حياتهم وعملهم تعد دون شك شكلا من أشكال الذكاء الذي لا يقتصر على المهارات اللغوية أو الرياضيات والمنطق، مما تمجده اختبارات المعامل العقلي؛ وعلى هذا الأساس، فإن نظرية الذكاءات المتعددة تقف موقفا خاصا من اختبارات الذكاء، التي طالما مجدت وقامت بإصدار أحكام بخصوص الطلاب ومستقبلهم الدراسي

أقام غاردنر نظرية الذكاءات المتعددة على عدة أسس، يمكن اختصارها في النقاط التالية :

الذكاء مجموعة متعددة من الذكاءات قابلة للنمو والتطور .

• يتوافر كل شخص على تكوين متفرد من الذكاءات المتعددة المتنوعة .

تختلف الذكاءات في نموها داخل الفرد الواحد أو بين الأفراد.

يمكن تنمية الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة إذا أتيحت الفرصة لذلك .

يمكن تحديد وقياس الذكاءات المتعددة، والقدرات المعرفية العقلية التي تقف وراء كل نوع.

 

أنواع الذكاء

يتحدث هوارد غاردنر عن مجموعة من الذكاءات المتعددة التي تتأثر بما هو وراثي فطري يولد مع الإنسان من جهة، وبما هو مكتسب من البيئة والمجتمع». وقد صنف غاردنر هذه الذكاءات إلى ثمانية أنواع سنتطرق إليها بالتفصيل:

الذكاء اللغوي.

الذكاء المنطقي، الرياضي.

الذكاء التفاعلي.

الذكاء الذاتي.

الذكاء الجسمي

الذكاء الموسيقي.

الذكاء البصري، الفضائي.

الذكاء الطبيعي.

الذكاء الوجودي.

 

عبد الله زارب