الدكتورة شذى أحمساني: قبولي الواسع للاختلاف ساعدني على الاندماج مع المجتمع البريطاني

تاريخ التعديل
سنتان 7 أشهر
قبولي الواسع للاختلاف ساعدني على الاندماج مع المجتمع البريطان

"الإنسان حين يكون في مواجهاتٍ وحيدة ومستقلة مع ذاته فإنه يعرف نفسه بعيدًا عن سقف الوطن وحماية الأهل والاعتماد على الوجود وسط مجتمع يشبهك ويفهمك" هكذا تقول المبتعثة لدراسة تخصص بيولوجيا الفم في جامعة كارديف الدكتورة شذى محمد أحمساني والتي حاورناها في "آفاق" لنسلط الضوء على تجربتها مع الابتعاث.

ماذا يجب أن يعرف عنكِ القارئ؟

شذى محمد أحمساني.. إنسانة باحثة عن المعنى الذي وُجدت في الحياة من أجله.

حدثينا عن حياتك علميًا وعمليًا؟

كانت سنواتي العلمية فترة عظيمة من حياتي ولا زالت، فالجامعة أعطتني دروسًا في الحياة صنعت هويتي، بجانبِ الدرجة العلمية التي منحتني إياها، درستُ تخصص طب وجراحة الفم والأسنان في جامعة الملك خالد وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وأنهيت تدريب الامتياز عام ٢٠١٨. ثم تم تعييني معيدة بجامعة الملك خالد في كلية طب الأسنان، قسم علوم التشخيص وبيولوجيا الفم في عام ٢٠١٩، ومبتعثه في جامعة كارديف تخصص بيولوجيا الفم، لذلك لهذه الجامعة في نفسي عظيم الانتماء، إذا أنها احتضنت أحلامي من مهدها حتى رأيتها واقعًا بين يديّ.

 

متى بدأت تراودك فكرة الابتعاث؟

بدأت في التعامل مع الفكرة بشكل جاد في فترة تدريب الامتياز، لأنها كانت الفترة الفاصلة بين الحياة العلمية والعملية وكان يلزمني فيها تحديد الوجهة والصورة النهائية لمستقبلي واختيار الطريق الصحيح المناسب لي.

من هو الداعم الرئيسي لك في البعثة؟

عوني الأول بعد الله سبحانه وتعالى هم والديَّ رعاهما الله وعائلتي الغالية، ثم المسؤولين في كلية طب الأسنان، كان لهم أيدٍ كريمة في تقديم المشورة والنصيحة والدعم.

ماذا اكتشفتِ في نفسك أثناء فترة الابتعاث؟

اكتشفت أني لا أعرفُ نفسي وأنا التي كنتُ أظن أني بلغتُ أقصى درجات المعرفة الذاتية، فالإنسان حين يكون في مواجهاتٍ وحيدة ومستقلة مع ذاته فإنه يعرف نفسه بعيدًا عن سقف الوطن وحماية الأهل والاعتماد على الوجود وسط مجتمع يشبهك ويفهمك، فأنا عرفتُ جوانب قوتي الحقيقية وقمت بتطويرها وعرفت جوانب ضعفي وقمت بمعالجتها.

كيف كانت تجربتك مع التغيرات الثقافية والتعايش مع بيئة مختلفة؟

لدي مسبقًا قبول واسع للاختلاف بجميع صوره، وهذا ساعدني على الاندماج مع المجتمع البريطاني ثقافيًا واجتماعيًا وساعدني على التعايش في بيئة مختلفة. لم يستغرق مني التكيف وقتًا طويلًا.

هل كان تكوين العلاقات أمرًا سهلاً ؟

نوعًا ما، لأن العلاقات على وجه الخصوص مسألة مهمة في دعم نجاح الإنسان، والعكس صحيح، فهي  تستحق أن يكون الشخص انتقائي الاختيار، بشكل عام أنا شخصية منفتحة للحوار والتعامل والتعاون مع الأصدقاء وزملاء العمل ولا ينفي هذا أهمية جوانب الفطنة والحذر "قُل لي من تصاحب أقل لك من أنت".

 

كيف كان تعامل المجتمع البريطاني عند احتياجك للتوجيه أو الإرشاد؟

كان التعامل مهني وإنساني للغاية، هناك عدد من الجهات المختصة بالإرشاد والتوجيه منذ الوصول وفي مختلف المجالات، هناك دعم واهتمام رائع بالجوانب النفسية والإنسانية للطالب.

 ما هو أكثر ما ستفتقدينه بعد العودة من البعثة؟

أظن أني سأفتقد مقاعد الدراسة، لأني انتمي جدًا لطلب العلم.

ولكني اؤمن أن طالب العلم سيستمر في طريقه وسعيه نحو العلم، حتى وإن فارق مقاعد الدراسة، فالعلمُ الحقيقي هو نتيجة للتعلم وليس نتيجة للتعليم.

بعيدًا عن التجربة العلمية كيف كانت تجربتك الحياتية أثناء الابتعاث؟

رائعة، إن الانفصال عن مصادر الأمان الكبرى في حياة الإنسان قد تكون تجربة قاسية ومؤلمة، ولكنها تجربة تعطي دروسا مهمة وتعلم الإنسان حقيقة نفسه وحقيقة الحياة.

لقد عرفت قدسية شعور الوصول حين توجت طبيبة، ومنذ ذلك الحين لازلتُ أسعى للحفاظ على تكرار هذا الشعور في حياتي، لقد عرفتُ لذة الحياة في أن أملك حلمًا، وعرفتُ شجاعة نفسي وأنا أسعى نحوه، وعرفتُ سعة الحياة وتعدد الاحتمالات وروعتها حين سمحت للنجاح أن يتجلى في حياتي دون أن أحصره في قالبٍ محدد وصلب.

بماذا تختمين الحوار؟

حين تملك حلمًا، لا تدعه يبقى حبيس الخيالات.. اجعله هدفًا واسعى نحوه ولكن تذكر أن النجاح كلمة مرنة وواسعة وملونة، وأن الأبواب كثيرة ومتعددة، ويبقى النجاح بذات اللذة والبهجة.

 فيّ المسعودي