منار القحطاني : لا يوجد قارئًا ضيّق الخيال، لأنهُ سِرُّ السفر عبر سطور الكُتب

تاريخ التعديل
سنتان شهران
منار القحطاني : لا يوجد قارئًا ضيّق الخيال، لأنهُ سِرُّ السفر عبر سطور الكُتب

 

" وجدت في الجامعة الدعم الذي لم أكُن أتوقعه، حيث كان الإنبهار باديًا على مُديرة القسم و الدكتورة المُكلّفة بالنشاط حين أخبرتهم أني كاتبة وكانوا ينظرون لي بنظرة التفاؤل بأن سيكون لي كتاب في المستقبل "  لقد كان الشغف وحب القراءة هو الدافع الأساسي لتنمية الكتابة لديها كما انه اتيحت لها الفرصة لفتح منصة عبر اليوتيوب لتروي لنا القصص التاريخية وتأخذ بنا إلى بلدان مختلفة وأشخاص ربما مروا بنا عبر التاريخ ، تلك هي الخريجة ( منار القحطاني ) من قسم اللغة الانجليزية بكلية اللغات والترجمة التي حاورناها في (آفاق ) لتحدثنا أكثر عن شغفها بالكتابة وحبها لقراءة الأدب و التاريخ .

بدايةً كيف أكتشفتي شغفك بالكتابة وحبُك لكتب الأدب و التاريخ، ومن هو الداعم و المُلهم الدائم لمنار ؟ 

 اكتشفت حُب الكتابة من خلال مادة كانت تُدرّس بالصف الثالث الإبتدائي، اسمها " مادة التعبير" كانت مليئة بالصور والأنشطة التي تدعم مهارة التعبير والكتابة لذلك كنت أحبها جدًا وأهتم لأمرها كثيرًا وأراها مادة للتسلية أكثر من كونها مادة للدراسة فقط.

ايضًا منزلنا منذ نعومة اظفاري كانت المكتبة فيه جزء مهم جدًا… على الرغم من كثرة تنقلات والدي في الماضي بحكم عمله الا انه في كل " شقة " كان يسكنها هو و امي وانا، كان لا بد ان يكون فيها مكتبة .

ما الدافع وراء دخولك ودراستك لتخصص اللغة الأنجليزية ؟ 

 كان لدي شغف بتعلُّم اللغة الإنجليزية منذ كُنت بالصفوف الإبتدائية ، و أذكر تمامًا كم كُنت سعيدة حين بدأت أدرسها، وكان شغفي بتعلُّمها يكبُر سنةً بعد سنة حتى قررت أن يكون مجال دراستي الجامعية هو اللغة الإنجليزية حيث أني لم أرى أنسب منها لتخصُّصه.

البيئة الجامعية لها دور كبير وفعّال في تنمية وصقل المواهب الطلابية، كيف ساعدتك الجامعة في أبراز موهبتك في الكتابة و الألقاء؟

 لقد وجدت في الجامعة الدعم الذي لم أكُن أتوقعه، واهتمام الجامعة فاقَ توقعاتي في تشجيعها لي ولموهبتي، كان الإنبهار باديًا على مُديرة القسم و الدكتورة المُكلّفة بالنشاط حين أخبرتهم أني كاتبة وكانوا ينظرون لي بنظرة التفاؤل بأن سيكون لي كتاب في المستقبل، حتى انهم قرروا إنشاء فريق للكاتبات وكانت القائدة " انا " بكل تواضع، حتى أنهم صنفوني كأوّل كاتبة تنظم لفريق النشاط، أيضًا شاركت في العديد من الانشطة الجامعية وليست فقط انشطة الكُتاب او القُراء، فمرة شاركت كمُترجمة، ومره شاركت كمُقدمة لحفل الثقافات، ومره شاركت في الأولمبياد والعديد العديد من الانشطة المتنوعة. 

لديكِ قناة في اليوتيوب تقدمين فيها فقرات  تاريخية وثقافية وبعض القصص ايضاً، حدّثينا أكثر عن محتوى هذه القناة وبداية نشأتها ؟

بداية نشأتها كان بسبب أنني كُنت ولا زلت أقدم فقراتي الأدبية والتاريخية على منصة " سناب شات" ولكن كما تعلمين الفقرة لم تكُن تدوم في هذه المنصة سوا ٢٤ ساعة فقط، مما أفقد بعض الفقرات أهميتها وحرم بعض المتابعين مشاهدتها، لذلك قررت إنشاء قناة "Manar books "  في اليوتيوب، وأما محتوى القناة فهو كما ذكرت قصص تاريخية و مُراجعات كُتب .

يقال بأن القراءة تمنح أجمل الأسفار ، حتى بالنسبة إلى من لم يغادر أبدا  أرضه، فـ ما الأثر المترتب على حياتك من القراءة؟

فعلاً المقولة صحيحة، وذلك عبر الخيال الواسع للقارئ، لا يُمكن أن تجدي قارئًا ضيّق الخيال، لأنهُ سِرُّ السفر عبر سطور الكُتب، قد أكون في منزلي تحديدًا على مكتبي الصغير، ولكني أقرأ في التاريخ، عندها ستجدينني أتأمّل مجالس بلاط الحُكم في الدولة الأموية  وأُحدّث الفُرسان في إحدى معارك الدولة العباسية، و أشتري رغيف خُبزٍ من أحد أزقّة مملكة كندة، و أتذاكر بداية النقوش في مصر القديمة… 

لقد جعلتني القراءة أخوض امورًا في مُخيلتي أكثر من هذا بكثير، حيثُ أنها جعلت من المساحات الصغيرة عوالم بالغة الضخامة، وبالتالي أيضًا ساهمت في موهبة الكتابة لدي.

المرحلة الجامعية مرحلة تتطلب الكثير من التركيز والانتباه و النشاط، كونك شغوفة بالكتابة ومتميزة في الألقاء والتعليق الصوتي، كيف أستطعتي التوفيق بين هذه الأهتمامات و المواهب وبين دراستك ؟

كان الأمر صعبًا بطبيعة الحال، ولكنّي كُنت أجل الوقت، ما دُمت لا انشغل بالهاتف كثيرًا، وأيضًا كُنت أخلُق لي الوقت رُغم ضيقه، كُنت في كثير من الأحيان أسهر لأُحيط بكُل ما ذكرتيه في سؤالك وأكثر، ولكنهُ كان الجُهد اللذيذ.

في الختام لحظة التخرج هي مكافأة جهد جهيد وأعمال شاقة على مدار أربع سنوات، كيف تصفين لحظة أنتهاء مسيرتك الجامعية ؟

 لقد كانت لحظة عظيمة بالتأكيد، شعرت فيها وكأن شريطًا طويلاً من الذكريات مرّ من أمامي و أنا استمع لكلمات الأمير" تركي بن طلال" حين هنّأ دُفعتي بإتمام مشوار الدراسة، كُنت سعيدةً جدًا وكذلك كان الحُزن يمُد عروقهُ في مدى فرحي، حيثُ حزنت على تفاصيل كثيرة حرمتنا منها " جائحة كورونا " وكان أبسطها توديع الرفاق الذي لم نحظى به.

 

 

 

 

 

وعد آل بداح ، بشائر آل مريع