السنة الأخيرة من الجامعة.. فرحة التخرج تصطدم بالخوف من البطالة

تاريخ التعديل
سنة واحدة 8 أشهر
التخرج

مع حلول سنة التخرج لطلاب وطالبات الجامعة والانتقال من مرحلةٍ لأخرى وتوديع ١٦ عامًا من الدراسة ، وشعور تحقيق الحُلم وعيش أجمل لحظات العُمر، يُخيم الخوف و القلق على الكثير من الطلاب والطالبات  من المستقبل المجهول للوظائف ، والذي  قد يؤثر سلبا عليهم.

تواصلنا في "آفاق" مع عدد من الطلاب والطالبات الذين سيتخرجون هذا العام ليحدثونا عن مخاوفهم وكيف يتعاملون  معها.

البحث عن أدق التفاصيل

تقول الطالبة رهف الحارثي من قسم المختبرات الاكلينيكية:  الحقيقة لا زلت في خوض تجربة التعامل مع هذه المخاوف ولكن بطريقتي، ولتهدئة هذه المخاوف استمر بالبحث عن أدق التفاصيل؛ مثلا فرص العمل،  تجهيز السيرة الذاتية ومتطلباتها قبل التخرج، وكيف أكون متميزة عن باقي الخريجين، والوضع الحقيقي لفرص العمل لكي لا أصطدم بالواقع، باختصار أرى جميع الأحداث قبل أن أعيشها عن طريق البحث في تجارب الآخرين ونصائحهم.

الاطلاع وتطوير المهارات

من جانبها قالت الطالبة عبير حسن من قسم الإعلام والاتصال  في مسار علاقات عامة:  في البداية ما كنت لأفعل هذا لولا أن الله مكنني ومهد لي الطريق لأصل لهذه المرحلة وتعتبر نقطة البداية لمستقبلي القادم ليست النهاية، في الحقيقة أشعر بكثير من المشاعر ما بين فرح وإنجاز، و ما بين تشتت وخوف من ما ينتظرني من أيام.

 

وطبعا الأكيد والمتعارف عليه أن حياة بعد التخرج لا تشبه حياة الدراسة، مليئة بالفوضى وعدم الاستقرار والتفكير وخياراته وفرصه كثيرة.

وأضافت: من الضروري ان يكون الطالب مُطلع من الآن على حياة ما بعد التخرج ولكن ليس بقدر الإفراط بالتفكير والخوف المبالغ فيه، بل أن يعمل ويكّون علاقات داخل الجامعة وخارجها، ويطور من مهاراته الفردية:  (الكتابة، القراءة، فن الاستماع، مهارات التواصل، مهارات حل المشكلات، البحث عن المعلومات) هذه من أهم المهارات التي ستفيده سواءً في التدريب الجامعي أو الوظيفة أو العمل الحُر مثلا، وأن يقدم على الاختبارات المطلوبة في الوظيفة (القدرة المعرفية) وغيرها، لأن هناك من يقدمون على الوظيفة وحديثي تخرج ولا يملكون أي منها، بالإضافة إلى الاهتمام باللغة خصوصًا  أننا في عسير  سنصبح واجهة سياحية .

واختتمت قائلة: الدورات مهمة جدا سواء في الشهادة أو لتنمية المعلومات، ومعرفة كتابة السيرة الذاتية ونماذج عن مُقابلات العمل، على الطالب في تخصص الإعلام على وجه الخصوص أن يكون مطلعا على مجالات عديدة في التسويق والإعلان والمحاسبة وخدمة العملاء ، وفي النهاية  ليس للإنسان إلا ما سعى.

تجديد الشغف نحو الهدف

من جانبها قالت الطالبة بمسار الإذاعة والتلفزيون من قسم الإعلام والاتصال لينا سعيد: الخوف من المستقبل والمجهول أمر طبيعي ولكن يجب أن يعرف الطلاب والطالبات كيفية التعامل مع مخاوف ما بعد التخرج والطرق الصحيحة لتحويل هذه المخاوف إلى أمر إيجابي، لا بد من تعزيز جانب الثقة بالله وتجديد الشغف نحو الهدف الذي نريد الوصول له.

وأردفت قائلة: بالنسبة لي ساعدتني البيئة التي حولي في  مواجهة مخاوفي، وكانت جهة التدريب التي تدربت بها أكبر دافع للتخلص من هذه المخاوف حيث قمت بتطوير مهاراتي وتقوية ذاتي في المجال الذي أفضله، واسأل الله التوفيق.

إن الله يدبر الأمر

وعن تجربتها تحدثت لنا طالبة نظم المعلومات البندري علي قائلة:  من أجمل الأشياء التي ينتظرها الطالب الجامعي هو انتظار التخرج وحماس التخرج ، دائما ما تكون سنة التخرج هي السنة التي تحصل فيها جميع الذكريات وجميع اللحظات الجميلة والمنتظرة، ويكون الحماس مغايرا لهذه السنة، أما بالنسبة للوظيفة بعد التخرج فأحاول بقدر المستطاع أن أتعامل معها بمعرفة أن الرزق بيد الله،  لذلك مهما حصل فأنا موقنة أن الله مدبر لكل شيء.

وأضافت:  هناك بعض الخوف والتوتر حيال الأمر لكن كلما تذكرت أن الله يدبر الأمر وأن الرزق بيده يهون علي كل التفكير والتعب.

التقديم على وظيفة

من جانبها  قالت الطالبة بقسم الرياضيات ريهام الشديدي: أفكر في التقديم على أكثر من وظيفة  وإذا ما تم الرفض فهذا شيء مقدر ومكتوب لي،  لكن سوف أحاول الاستمرار و عدم التوقف والتطوير من ذاتي أكثر من خلال الالتحاق بالعديد من الدورات، وسأحاول تثقيف نفسي أكثر في مجال تخصصي، وبإذن الله من خلال تطوير ذاتي أستطيع التقديم على وظائف وأنال القبول.

مرحلة انتقالية

ولمعرفة النصائح والحلول التي تساعد الطالبات و الطلاب الخريجين على تجاوز مخاوفهم الوظيفية والتعامل معها في سنتهم الأخيرة  تحدثت لنا  عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية الدكتورة إيناس محمود أبو سالم قائلة" لا بد بداية أن يعيش الخريج فرحة إنجازه وثمرة جهده بما حصده خلال أعوام دراسته، متضمنًا ذلك ثقته بنفسه وبأنه أصبح فردًا فاعلًا في المجتمع وتنتظره حياة عملية جديدة يقدم فيها مهاراته ومواهبه وميوله. ولا بد أن يدرك من هم على أعتاب التخرج بأنهم في مرحلة انتقالية تحتاج مسؤولية أكثر من ذي قبل".

 وأضافت" أصبحتم مسؤولين عن غيركم ومجتمعكم ووطنكم إضافة إلى أنفسكم في هذه المرحلة.  والأفضل للخريجين أن يختاروا التخصص المناسب لسوق العمل منذ بداية الدراسة، أما إن كان هذا غير ممكن بحكم المعدل، فلا بأس بالتخصص الذي يقبله المعدل،  بيد أنه عند التخرج والبحث عن العمل يجب أن يتم طرد الخوف إن لم يجد الخريج فرصة عمل بمجال تخصصه، ويكون لديه ليونة للعمل في أي شيء يبدع به، ويعدها فرصة لتنمية مواهبه وإثبات نفسه بالمتاح القليل لأن هذا المتاح سيكون في يوم من الأيام (كثيرًا)، و يفتح أمامه آفاقا وتحديات كبيرة ، ويعد الخطوة الأولى نحو النجاح ؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. إضافة إلى اكتساب الخبرات والبحث عن دورات بمختلف المجالات، وهذا يعني البحث عن الفرص لا انتظارها، بالسعي والإرادة وتجاوز المستحيل ، فلا مستحيل مع الإرادة القوية.

البدء بشيء مهما كان

وأردفت"  هذه الفرص والمهام الصغيرة - كما أسلفنا- هي الخطوات الأولى التي تعزز الثقة بالخريجين وتمنحهم مسؤوليات وواجبات، على الأقل لتحقيق بعض الأهداف الأولية لمستقبلهم القادم. وخطوة فخطوة يقضي الخريجون على شعورهم بالخوف والفراغ؛ فالمهم البدء بشيء مهما كان، إن تعذر مجال التخصص، والقادم سيأتي إن شاء الله، لأنه كما نعرف (ما حك جلدك مثل ظفرك) ، فكن أنت المبادر والباحث عن ما يناسبك وأطلق العنان لما تملكه من مواهب وقدرات وإمكانيات .

وأخيرًا أود أن أقول: إن الإرادة التي لا تنثني تعلو على كل شيء حتى الدهر، والإيمان بالله شجرة دائمة الثمر، ونهر دائم العطاء ، وكما قلنا مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، فخذ خطوتك وأبدأ وتوكل على الله. ومبارك لكل الخريجات والخريجين في جامعتنا الحبيبة جامعة الملك خالد.
                                                                                                                        ريناد الشهراني، أمجاد القحطاني