الدكتور إبراهيم خالد: اليوم العالمي للغة العربية ذكريات الماضي وطموحات المستقبل

تاريخ التعديل
سنة واحدة 8 أشهر
الدكتور إبراهيم خالد: اليوم العالمي للغة العربية ذكريات الماضي وطموحات المستقبل

 

أوضح أستاذ الأدب المقارن المشارك بكلية العلوم الإنسانية  الدكتور إبراهيم أحمد خالد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت  قرارها رقم 3190 في الثامن عشر من شهر ديسمبر عام 1973م ، الذي يقرّ بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة؛ ومن ثم بدأ الاحتفال بهذا اليوم كونه يومًا عالميًا للغة العربية .

تميُّز العربية وتفرُدها على اللغات الأخرى

 كما بيَّن أن اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة، يتوزعون في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، ولاسيّما في بلدان العالم الإسلامي.

 وهي من بين اللغات السبع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلَّا بإتقان بعض من كلماتها.

ونظرًا لأن اللغة العربية تشكل امتدادًا جغرافيًا إلى «22» دولة عربية من دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة وفي اليونسكو ــ (193) عضوًا، وكونها أداةً فاعلةً للتواصل مع الشعوب والثقافات العالمية الأخرى، حيث إنّها لغة قادرة على تبادل المعارف وإثراء الثقافات وتنوعها بين الشعوب، وتبادل الدعم والتمكين في الكثير من المجالات المتنوعة؛ فقد قررت منظمة اليونسكو أن تكون اللغة العربية اللغة السادسة بجانب اللغات: الفرنسية، الصينية، الإنجليزية، الروسية، الإسبانية ؛ لأنّها تمثل نمط الشخصية العربية وقوامها.

وقال سعادته: " تعدّ اللغة العربيّة أكثر اللغات الساميّة استخدامًا وتداولاً، وقد أحصى الخليل بن أحمد الألفاظ المستعملة من اللغة العربية فوجدها خمسة ملايين وتسعة وتسعين ألفًا وأربعمائة لفظ، من جملة اثني عشر مليون وستمائة وتسعة وتسعين ألفًا وأربعمائة لفظ".

  وأضاف" اللغة العربية زاخرة بالألفاظ والمعاني والتراكيب، نتيجة الاشتقاقات اللغوية ومرونة الاستخدام؛ مما جعلها أكثر اللغات من ناحية المفردات اللغوية والتراكيب اللسانية، وقد نَجِد في لغات أخرى غير العربية حروفًا أكثر عددًا، ولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق، كأن تكون متزاحمة من جهة الحلق، أو تكون متجمعةً ومتكاثرةً عند الشفتين واللسان. فعلى سبيل المثال: اللغة الإنجليزية لا يوجد فيها إلَّا حرفان حَلْقِيَّان فقط، وهما: H و حرف ِA  أما بقية الحروف الحلقية في العربية ، وهي : الحاء ، والخاء ، والعين ، والغين، فلا وجود لها في اللغة الإنجليزية".

 فأصوات العربية أوسع أصوات اللغات العالمية من حيث المخرج الصوتي حيث تبلغ 34 صوتًا، وهي أكثر عددًا من اللغات الشرقية مثل الفارسية التي تبلغ 32 صوتًا، والأصوات الغربية مثل الإنجليزية التي تبلغ 26 صوتًا، و تبدأ الأصوات العربية من الحلق حتى الشفتين، بينما الفرنسية أغلب أصواتها تخرج من الشفتين، ومعنى هذا أن العربي الذي نشأ على العربية يستطيع تعلم أي لغة في العالم، ولا يحدث العكس لأن جهازه التشريحي الصوتي تدرب منذ صغره على أن ينطق ويتحرك؛ فيجيد اللغات الأجنبية ويتحدث بها كأهلها.

  تأثير العربية في اللغات الشرقية والغربية: 

  لقد أثّرت اللغة العربيّة على كثير من اللغات، وخاصة في المناطق التي حكمها المسلمون فترات طويلة، فنجد الكثير من المصطلحات العربيّة في كلّ من:  الفارسية، والتركية، والأوردية، والكردية، والأمازيغيّة، والماليزيّة، والإندونيسيّة، والألبانية، والمالطية، والإسبانيّة، والصقليّة، وغيرها.

 وتدّرس اللغة العربيّة بشكل رسمي في بعض دول أفريقيا، وفي أغلب الدول الإسلاميّة، وفي كلّ من إسرائيل، وتشاد، وأريتيريا.

كما بين أن تخصصَّه في الأدب المقارن أتاح له استيعاب هذا الحقل الأدبي واللغوي؛ فعلى سبيل المثال: أثرت اللغة العربية على الفارسية إحدى اللغات الشرقية فيما يأتي:

1 – تضمين بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال العربية في ثنايا المتون الفارسية، وسوف أقتصر على طرح الشواهد من ثلاثة كتب مشهورة لدى الأدباء والمؤرخين، بل عامة المثقفين، وهي: تاريخ البيهقي، كليلة ودمنة، المعجم في معايير أشعار العجم، ومن الشواهد الواردة:

أ‌-      جاء في كتاب تاريخ البيهقي ( ص 71 ) قول الله عز وجل ﴿والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين﴾ في ثنايا النصوص الفارسية.

ب‌-  ورد في كتاب كليلة ودمنة ( النسخة الفارسية ص 193 ) حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ما دخل الرِّفْقُ في شيء إلَّا زانَهُ وما دخل الخُرْقُ في شيء إلَّا شانَه ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( زُوِيَتْ لي الأرضُ فأُرِيْتَ مشارقَها ومغاربَها ، وسيبلغُ مُلْكُ أمتي ما زُوِيَ لي منها) (النسخة الفارسية ص3 ).

ت‌-  ومن الأمثال العربية ؛ ما جاء في كتاب كليلة ودمنة :  * من ذهبَ مالُه هانَ على أهلِه  ( ص 149).  * بقَدْرِ الكَدِّ تُكْتَسَبُ المعالي ( ص 15).

2-    تضمين العديد من أبيات الشعر العربي في كتاب المعجم في معايير أشعار العجم، وهو مدون بالفارسية، بالإضافة إلى ظهور فن التلميع، وهو فن من الفنون الشعرية التي تعتمد على لغتين، ويكون بنظم مصراع عربي، وآخر فارسي، ويجوز أن يكون بيت عربي وآخر فارسي، أو بيتان عربيان، وآخران فارسيان، أو عدة أبيات عربية، وعدة أبيات فارسية.

3-   ذكر عناوين الفصول بالعربية في الكتب النثرية المؤلفة بالفارسية، مثل: " باب التفحص عن أمر دمنة".

4-   ذكر مقدمة الكتب المؤلفة بالعربية، وتبدأ هذه المقدمة بحمد الله، ومدح الرسول وأهله، مثل: مقدمة كتاب " المُعجَم في معايير أشعار العَجَم "، يقول المؤلف : الحمد لله المنعوت بنعوت الجلال، الموصوف بصفات الكمال، المنزه عن التغير والزوال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد، منقذ الخلق من الضلال، وشفيع الأمة يوم عرض الأعمال، وعلى آله وأصحابه أكرم صحب وخير آل.  ( ص1 ).

5-   تسمية الكتب الفارسية بأسماء عربية، مثل: تُرْجُمان البلاغة، تذكرة الشعراء، زاد المسافرين، لُبَاب الأَلْبَاب، وأحيانًا تكون أسماء الكتب بعبارات تظهر فيها الصنعة اللفظية والمعنوية، مثل: حدائق السِّحر في دقائق الشِّعر.

6-   ذكر المصادر العربية المنونة داخل النصوص الفارسية، مثل: عزيزًا، مكرمًا، حقًا، صدقًا، يقينًا، بالإضافة إلى استخدام كلمة (ابن) العربية بدلاً من علامة الكسرة، فيقولون: عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه، بدلًا من عمرِ خطاب رضي الله عنه.

7-   ومن الناحية اللغوية: كان الدخول في الإسلام سببًا رئيسًا في انتشار نفوذ اللغة العربية واتساع ثقافتها، فانتقلت العديد من الألفاظ العربية إلى الفارسية مع تغيير المعنى أحيانًا:

* التسبيح: ويعني في العربية قول سبحان الله، أما في الفارسية بمعنى المِسْبَحة ( أداة التسبيح ).

* حرف: بمعنى حرف من الحروف العربية، وفي الفارسية بمعنى الكلام.

* كثيف: تعني في العربية غليظ أو كثير، وفي الفارسية بمعنى قذر.

* روية: وتعني في العربية الفكر والنظر في الأمر، وتعني في الفارسية الأسلوب أو الطريقة.

* صدا: في العربية بمعنى صدا الصوت، وفي الفارسية بمعنى الصوت نفسه.

   ولم يكن الأمر قاصرًا على اللغات الشرقية، بل الغربية أيضًا.

   فقد تأثرت اللغة الإنجليزية باللغة العربية ، فنجد - على سبيل المثال -  كلمة "الله" (Allah) مثبتة في المعاجم الإنجليزية ، وهي تختلف تمامًا مع كلمة (God ( التي يتم استخدامها بمعنى إله، وقد بدأ استخدام لفظ الجلالة في اللغة الإنجليزية في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، والبسملة " بسم الله ") bismilla )، انتقلت من العربية إلى الإنجليزية، وشاع استخدامها في القرن التاسع عشر إلى الآن ، وكذلك دخلت كلمة "قاض " العربية إلى معاجم اللغة الإنجليزية ( Cadi) على الرغم من وجود كلمة (Judge)، وكلمة "الهجرة " (Hejira)، وهي في اللغة الإنجليزية (Migration)، بالإضافة إلى كلمة " شيطان" التي نقلت إلى المعاجم الإنجليزية (Satan).

وأحيانًا يتم التأثر بالعربية بقراءة الكلمة الإنجليزية من اليمين إلى اليسار، فعلى سبيل المثال: كلمة (Play) الإنجليزية بمعنى يلعب، إذا قرأناها من اليمين إلى اليسار؛ نلمح فيها المعنى العربي.

وإذا انتقلنا إلى بستان اللغة الفرنسية؛ لنقتطف بعض الزهور العربية، نرى العديد من الألفاظ العربية التي نقلت إلى المعاجم الفرنسية، ومنها:

* خليفة: نقلت إلى الفرنسية (Califa).

* قميص: نقلت إلى الفرنسية (Chemise).

* قطن: نقلت إلى الفرنسية (Coton).

* غزال: نقلت إلى الفرنسية (Gazelle).

* أمير: نقلت إلى الفرنسية (Emir).

كما تأثرت اللغة الألمانية باللغة العربية، فنجد - على سبيل المثال:  كلمة " مسك " Moschus " ، لاتزال حية في اللغة الألمانية، وهناك العديد من الكلمات احتواها قاموس الألفاظ الألمانية ذات الأصل العربي ، منها :

* بنزين: نقلت إلى الألمانية (Benzin).

* الغُول: نقلت إلى الألمانية (Algol).

* التِّنْين: نقلت إلى الألمانية (Etanin). 

* فم الحوت: نقلت إلى الألمانية (Fomalhaut). 

وإذا انتقلنا إلى بستان اللغة الإندونيسية؛ نرى العديد من الزهور العربية، ومنها:

* جبريل: نقلت إلى الإندونيسية (Jibril).

* إبليس: نقلت إلى الإندونيسية (Iblis).

* دليل: نقلت إلى الإندونيسية (Dalil).

* أصل: نقلت إلى الإندونيسية (Asal).

* معلِّم: نقلت إلى الإندونيسية (Muallim).

ومن الكلمات العربية التي دخلت قاموس اللغة الإسبانية:

* فندق: نقلت إلى الإسبانية (Fonda).

* أرز: نقلت إلى الإسبانية (Arroz).

* طاحونة: نقلت إلى الإسبانية (Tahona).

ومن ثم أثرت اللغة العربية تأثيرًا بالغًا في اللغات الشرقية والغربية معًا.

وعن عوامل بقاء اللغة العربية حية عبر العصور بين الآتي:

1- العربية لغة القرآن الكريم:  فنرى المسلمين في جميع بقاع الأرض مطالبين بتعلم اللغة العربية، فالقرآن سر بقاء هذه اللغة المقدسة، ولذلك لا يمكن ترجمة القرآن إلى أي لغة لفظًا ومعنى، فالترجمة بالمعنى فقط ( ترجمة معاني القرآن)، ففي قول الله تعالى (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ )، والْمَنَّ، طعام يشبه العسل، والسلوى، طائر يشبه السُّمان، ولا نجد في أي لغة ترجمةً لهذه الألفاظ لفظًا ومعنى، فيكتبون هذه الكلمات بلغات مختلفة، ولكن بالأصوات السماعية للغة العربية.

2- منطقية اللغة وفهمها: فمثلاً في الإنجليزية الواو ترجمتها (ِAnd)، و أو ترجمتها (Or) ولو ترجمنا الواو في قوله تعالى ( And) ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )، لأبحنا للرجل أن يتزوج من تسع نساء، لأن الواو هنا بمعنى أو (Or).

3- الإيجاز والاقتصاد: نستطيع إيجاز الصفحات العربية في صفحات أقل، بينما لو ترجمت العربية إلى أي لغة من اللغات الشرقية أو الغربية؛ تزداد عدد الكلمات، وبالتالي تزداد الصفحات.

4- العائلات اللغوية والنمو اللغوي: هناك شجرة لغوية مترابطة في اللغة العربية كأن الكلمات والاشتقاقات بينها صلة رحم من سلالة واحدة و (DNA) يحمل الصفات الوراثية مثل الفعل: عمل، يتكون من ثلاثة حروف (ع ، م ، ل)؛ فنرى الجينات الوراثية تستمر عن طريق الاشتقاقات (عَمَلَ ، يعملُ، اعملْ، أعملُ، عامل، معمول، عَمَالة، عُمَال، عملٌ) بينما في اللغات الأخرى نرى الأرحام مقطعة.

5- المرونة والوضوح والتطور: فاللغة العربية – كما يشير أنور الجندي – تمتلك من المرونة ما لاتمتلكه لغة حية أخرى، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع فهم كلمة واحدة من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده من ألف عام، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام، ولولا تطور اللغة العربية ما استطاعت الأجيال الجديدة أن تفهم لغة أجدادهم.

إنشاء المجامع اللغوية:

نظرًا للتوسع الشديد في تأليف المعاجم المختصة، واقتراح كل معجم العديد من الكلمات والمصطلحات الجديدة، واختلاف الآراء حول استخدامها وتنسيقها؛ أدرك اللغويون والمفكرون أهمية وجود مؤسسات علمية أو مجامع لغوية للفصل في هذه القضايا المرتبطة باللغة العربية في ظل الصحوة والتقنية الحديثة.

وكان أول من دعا لهذه الفكرة " أحمد فارس الشدياق " في صحيفة الجوائب، ثم جاء من بعده إبراهيم اليازجي الذي ناشد المفكرين واللغويين بضرورة تأسيس المجامع اللغوية، فنالت الفكرة إعجاب علماء اللغة ومفكري الإصلاح، ثم تكون أول مجمع لغوي - بشكل غير رسمي - على يد توفيق البكري (مجمع البكري)، وكان يتكون من 50 عضوًا من العلماء المهتمين باللغة والثقافة الإسلامية، أمثال: محمد عبده، حفني ناصف، وغيرهما، وكان هدفه تنقية اللغة العربية من الشوائب التي علقت بها.

ثم بدأ تأسيس المجامع اللغوية في مطلع القرن العشرين استجابةً لمطالب المجتمع وواقع اللغة، وتم إنشاء أول مجمع لغوي رسمي عام 1919م بقيادة "محمد كرد علي " في دمشق كمؤسسة حكومية تحت اسم " المجمع العلمي العربي " بعد تخلصهم من الهيمنة التركية لغويًا وسياسيًا، ثم تأسس من بعده "مجمع فؤاد الأول" عام 1932م، بالقاهرة نتيجة ازدياد الاهتمام باللغة العربية كونها لغةً وطنيةً ولغةً رسمية في مصر، وفي عام 1947م؛ ظهر" المجمع العلمي العراقي" كي يكمل منظومة ثلاثية رائدة في مناقشة موضوعات اللغة العربية من جوانب تحديث اللغة ، وتيسير النحو ، ووضع المصطلحات العلمية.

وعلى الرغم من اختلاف أهداف كل مجمع من هذه المجامع الثلاثة؛ فإنها اشتركت في أربعة أهداف، وسعت على إنجازها وتحقيقها، وتتمثل فيما يأتي:

1-الحفاظ على سلامة اللغة.

2- التشجيع على تحقيق المخطوطات وإحياء التراث.

3- تناول قضية التعريب، ووضع المصطلحات الحديثة.

4- تيسير النحو وقواعد الإملاء.

ومن ثم قامت هذه المجامع بتحقيق أواصر الترابط بين الدول العربية عن طريق توحيد المصطلحات؛ لإيجاد لغة قومية مشتركة بين الشعوب العربية.

وقد أعلنت وزارة الثقافة السعودية عن إنشاء مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية في الرياض في 27 مارس عام 2019م ضمن رؤية المملكة 2030م لتعزيز دور اللغة العربية إقليميًا وعالميًا وتحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية، وليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها، وإبراز العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية.

اللغة العربية وطموحات المستقبل:

وأوضح أنه في ظل التحديات الحديثة والصحوة التي تتبعها كثير من الدول لإحياء لغتها، وتجميع شتاتها المتناثر عن طريق جعل لغتها القومية لغة الحياة والعلم؛ فالأولى على العرب أن يحققوا الطموحات الآتية لإثراء العربية والرقي بها عن طريق:

1-        الاهتمام بحركة التعريب والترجمة في العالم الإسلامي، وإبراز فضل الإسلام على الحضارة الغربية، ومواجهة حركة التغريب الحاقدة التي تجعل اللغة العربية لغةً ميتةً علمًا أنها لغة.

2-        تقويم وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، بأن تكون العربية الفصحى هي اللغة السائدة فيها مما يُمكِّن من سماع قدر يُعين على ترسيخ أنظمة اللغة العربية الفصحى في ذهن السامع، ليحاكي بعد ذلك ناسجًا على منوال ما سمع، لذلك أطلق كمال بشر في كتابه اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم اللغة الثالثة أو اللغة الخنثى، ويقصد الفصحى التي اختلطت بالعامية.

3-        إسهام بعض المؤسسات والهيئات الأجنبية في العمل المعجمي العربي بالإضافة إلى المؤسسات اللغوية في بلاد العرب، فلابد من قيام المجامع اللغوية في بلاد العرب بدورها المنوط بها على خير وجه.

4-        أن تتبنى الجامعات و المعاهد والمدارس إعداد دورات خاصة بتنمية مهارات موظفي الدولة في اللغة العربية بالمؤسسات الإدارية المختلفة، وربط هذه الدورات بالترقيات الإدارية، ورصد مكافآت رمزية أو مالية معًا لمن يظهر تفوقه في هذا المجال.

5-        توظيف اللغة العربية في مجالات التقنية الحديثة للإعلام والاتصال؛ وذلك عن طريق الاهتمام باللغة العربية الفصحى، ومن ثم سعت كليات وأقسام الإعلام بالمملكة العربية السعودية لفتح برامج جديدة في الدراسات العليا خاصة باللغة والإعلام مثل برنامج قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد.