أفنان العسيري: للمجتمع السعودي في مدينتي الفضل بعد الله في مواجهتي للغربة

"يساهم الابتعاث في توسيع مدارك الطلاب، ويعلمهم التفكير التحليلي والمنطقي والإبداعي أيضًا.
 هذا ما قالته لنا الطالبة المُبْتَعَثَة لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية، أفنان سعد العسيري، التي حاورناها في "آفاق" لتحكي لنا تجربتها مع الابتعاث.
في البداية سيكون حدثينا عن تجربتك مع الابتعاث؟
لقد كانت تجربة الابتعاث بالنسبة لي من أجمل تجارب حياتي؛ فعلى الرغم من أنني واجهت الكثير من الصعوبات خلالها، إلَّا أنّني حظيت بالكثير من الفرص الرائعة.
 ما هو أهم درس تعلمتِه في مرحلة الابتعاث؟
من أهم الدروس التي تعلّمتها هو تجنبُ القلق، فاللهُ يدبِّر كلَّ شيء، وما علينا سوى بذل الأسباب، فهو يتولّى كل شيء، وهناك الكثير من أمور الحياة التي تستحق التجربة والمحاولة.
 ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجه المُبتَعَثَين والمُبتَعَثَات؟
في رأيي الشخصي أنَّ الحنين للعائلة والوطن من أهم الصعوبات التي تواجه المُبتَعَث؛ فتارةً يكون للحنين آثارٌ سلبية تضعفه، و تارةً يكون الحنين هو السبب الأكبر للإنجاز.  وبما أنّنا مجتمع عائلي من الطراز الأول فقد يواجه الكثير منّا صعوبات في الاعتماد على النفس في بداية فترة الابتعاث.

نصيحة تقدمينها للراغبين في الابتعاث؟
أقول من واقع الخبرة والتجربة: اِعقلها وتوكّل على الله، واجعل الله نصب عينيك، اسعَ ولا تُحبَط، وابذل قصارى جهدك في سعيك لتحقيق حلمك.

 كيف واجهتِ تأثير الغربة عن الوطن؟
بالتواصل مع عائلتي دائمًا، فقد كانت مصدر قوتي، مثلما كان للمجتمع السعودي في مدينتي الفضل بعد الله في مواجهتي للغربة، فالمبتعث يشعر بالحزن والحنين، وتحديدًا في شهر رمضان المبارك، والأعياد، والمناسبات؛ لذلك وبحكم كوني إحدى عضوات النادي السعودي، فقد حرصنا كلَّ الحرص على إقامة إفطار صائم في شهر رمضان المبارك بشكل أسبوعي حتى يتسنّى لجميع المسلمين اللقاء في مكان واحد والتغلب على الحنين للعائلة والوطن، ثم إقامة فعاليات عيد الفطر، كما عيد الأضحى المبارك.
 حدِّثينا عن الجامعة التي تم ابتعاثك لها؟
 اسم جامعتي هو: Pennsylvania State University ، وهي تعدّ من أهم و أعرق الجامعات، حيث تحرص على توفير كلّ ما يحتاجه الطالب من أجل البيئة التعليمية المتكاملة، كما تحرص أيضا على العامل النفسي للطلاب؛ فتقيم الكثير من الأنشطة الطلابية خلال العام، كما توفر العديد من الأطباء النفسيين لإرشاد الطلاب على الطرق الصحيحة للتخلُّص من المصاعب التي تواجههم.

 ما هو تخصصك الجامعي؟
قانون - ملكية فكرية.
 كيف أفادَك الابتعاث؟
أعتقد أن الابتعاث يساهم في تغيير الشخصية للأفضل، وتوسيع المدارك؛ فيجعل الشخص منفتحًا لتقبُّل مظاهر اختلاف البشر وعاداتهم، مهما اختلفت جنسياتهم،  مثلما يصبح متقبلًا للجميع مهما اختلفت وجهات النظر لديهم.

من هم الأشخاص الداعمون لك لخوض تجربة الابتعاث؟
عائلتي بالمقام الأول، ثم صديقاتي.

ما هي سلبيات وإيجابيات الابتعاث من وجهة نظرك ؟
فيما يتعلّق بالإيجابيات:
يساهم الابتعاث في توسيع مدارك الطلاب.
يعلمهم التفكير التحليلي والمنطقي والإبداعي.
يتمّ اكتساب علوم و لغات جديدة.
إنشاء كوادر وطنية.
الاعتماد على النفس.
يتعلّم الطالب كيفية إدارة الوقت والادخار.
أمّا السلبيات:
 قد تساهم الصدمة الثقافية في إحداث آثار سلبية على الطلاب.
 الانقياد الأعمى واتباع العادات المنافية لتعاليم الإسلام.
 ضغط دراسي كبير.
مشكلة التباين في أسعار السكن والمواد الغذائية والكثير من الأشياء حسب المدينة؛ لذلك قد يواجه بعض الطلاب صعوبات مالية خصوصًا في المدن التي  تكون المعيشة فيها مرتفعة التكاليف.
 
           
 عبير الشهري، سالمة عيسى، وهج علي، عبير فهد، داليا عبد الله