شذى إبراهيم: كثرة المؤلفات الأدبية سببها حب الظهور وعقم المواهب
ريم العسيري
اعتبرت الطالبة بمرحلة الامتياز بتخصص طب و جراحة الفم والأسنان، الموهوبة بالكتابة، شذى محمد إبراهيم أن كثرة المؤلفات الأدبية في الآونة الاخيرة ليست نتاج موهبة في الغالب؛ وإنما تشكل انعكاسا لظواهر سلبية، مؤكدة أنها من خلال متابعتها لكتاب جدد على تويتر، واقتنائها لبعض المؤلفات الوليدة، لاحظت أن الغالبية يدفعها الى ذلك حب الظهور، وأن مواهبهم محدودة.
و كشفت خلال الحوار الذي أجرته معها «آفاق» أنها ضد الكتابة باسم مستعار، معتبرة أن الاسماء المستعارة تقتل الشعور بفخر الموهبة، ومؤكدة في ذات الوقت أن تويتر من أكثر برامج التواصل الاجتماعي التي صقلت موهبتها.
متى بدأت الكتابة؟
في الحقيقة أنا لا أعرف لموهبتي في الكتابة نقطة بداية؛ فأنا منذ طفولتي أحب تنسيق الكلمات على قافية متزنة وكنت أكتب في دفاتري بالأسلوب الطفولي البحت ثم تطورت الموهبة تدريجيا حين اختلفت الأفكار والاهتمامات.
ما الذي يدفعك للكتابة؟
غالباً ما أكتب بالإلهام والخيال ولا يوجد شيء يحفز للكتابة، لكن مؤخرا بدأت بتدوين بعض الأحداث التي صنعت فارقا في حياتي، بدأت في استغلال الموهبة بطريقة واقعية بدلا من التخيلية.
هل هناك فن كتابي معينتجدين نفسك أكثر فيه؟
تقريبا أحب أن أقرأ في جميع الفنون وأفضل النثر الأدبي على الشعر، وغالبا ما أكتب بفن الرسائل والسبب في ذلك اندماجي وسط الرسائل المتبادلة بين الكاتب جبران خليل جبران والكاتبة مي زيادة.
هل خدمت مواقع التواصل الاجتماعي موهبتك؟
تويتر أكثر موقع تواصل اجتماعي خدم موهبتي ودعمها، والفضل بعد الله للمتابعين الذين يقصدون حسابي للقراءة و اعتبر متابعي حسابي من أوائل و أقوى الداعمين لموهبتي.
ماذا عن تجربتك بالكتابة من خلال المدونة؟
المدونة مرتبطة بروحي أحبها كثيرا رغم أنها لا تحمل كل نصوصي وتدويناتي، لكنها ساهمت في نشر ما أكتبه بطريقة واسعة جدا، رغم محتواها المحدود في العدد، الغني بمحتواه. المدونة حصلت على رواج أوسع بعد كتابتي سلسلة من الرسائل للطفلة جمان، وهي رسائل، تخيلية أيضا، من أم لابنتها.
لمن تقرئين؟
اقرأ لعدد كبير من الأدباء و الروائيين على سبيل المثال لا للحصر د. محمود مصطفى، د. غازي القصيبي، بثينة العيسى، غادة السمان، عبدالرحمن منيف، إبراهيم نصر الله، د. عبدالله الغذامي، وغيرهم.
ما الدعم الذي تحتاجه الكاتبة المبتدئة من الجهات الثقافية؟
تحتاج للتشجيع وللنقد البناء، واحتواء الموهبة تحتاج أن تكون تحت مظلة مسؤولة عن بناء الموهبة، وأن يتم تقدير الموهبة من الجهة التي تنتمي لها وأن يكون هناك إمكانية لنشر الموهبة وفي المكان المناسب.
برأيك هل كثرة المؤلفات الأدبية هي نتاج موهبة حقيقة؟
لا أبداً ليست نتاج موهبة غالبا، ومن خلال متابعتي للكُتاب الجدد على تويتر ومن خلال اقتناء بعض المؤلفات الوليدة لاحظت أن الأغلب لديهم حب الظهور وأن موهبتهم محدودة، لذلك أعتقد أنها ظاهرة سلبية.
دراستك للطب هل سرقتك من موهبتك؟
لا ولله الحمد، بل على العكس أجد نفسي في تطور كلما تقدمت أكثر في التخصص وكلما تعمقت وتطورت الأفكار؛ التدوينات والنصوص التي كتبتها في السنوات الدراسية الأولى تختلف اختلافا جذريا عن الحالية، هناك تطور واضح واختلاف محتوى بعض والفضل يعود للطب.
هل تلقيت أي دعم من الجامعة؟
للأسف لم أتلق دعما، والسبب في ذلك يعود إلى أن اعمالي أكثر انتشارا خارج إطار الجامعة، وأتمنى الدعم من الجامعة وأن تكون موهبتي تحت مظلتها.
هل تؤيدين فكرة الكتابة من خلال اسم مستعار؟
أنا ضدها، وفي الفترة البينية بين الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي وبين هذه الفترة كتبت من خلا اسم مستعار وأرى أن الأسماء المستعارة تقتل الشعور بفخر الموهبة.
ما الذي تطمحين له؟
قمة طموحاتي أن أصل لأعلى درجة علمية في تخصصي، بإذن الله، وأن أكون ومن معي في مسيرتي على قدر من المسؤولية لتغطية احتياجات الوطن بأيدي أبنائه وبناته، وبالنسبة لموهبتي أطمح لنشر مجموعة مصغرة تضم رسائلي، وأن أتلقى الدعم المناسب لنشر أول كتاب باسمي.
باعتقادك هل الكتابة قوة؟
السنوات الأخيرة ليست كسابقاتها أبداً فهي تحمل ثورة ثقافية ضخمة على مستوى الشعوب العربية، حتى أصبح الجميع يملك حق رأيه، الجميع يملك كلماته وقلمه والجميع أيضا يستطيع نشر فكرته على أوسع نطاق بما في ذلك الغث والسمين، لذلك فحق الرأي وسهولة النشر جعلا من الكتابة قوة لا يستهان بها.
وثقت فترة دراستك الجامعية لطب الأسنان بالكتابة حديثنا عن ذلك ؟
نعم، كنت كل فترة أدون أهم التفاصيل والأحداث، أدونها بشعورها الكامل منذ أول خطوة في اختيار التخصص حتى يوم التخرج؛ وجمعتها كاملة في أحد نصوص المدونة باسم «حكاية الوصول» غرست في ذلك النص بذورا في بدايته و حصدتها ثمارا في ختامه.
متى يمكن أن نرى مؤلفات لشذى؟
في الحقيقة أنا أتلقى التشجيع من الأصدقاء وقراء المدونة لإصدار مؤلفي الأول، وهي خطة من ضمن أولوياتي، لكن الوقت لا زال مبكرا على ذلك.