الصعوبات الدراسية تحديات يلزم المرور بها

تاريخ التعديل
11 شهراً أسبوع واحد
الصعوبات الدراسية تحديات يلزم المرور بها

 

 

 يعاني العديد من الطلاب والطالبات من الصعوبات والتحديات الدراسية في المستويات الدراسية المتنوعة ، وتمتد هذه المشكلات على الصعيد الشخصي والجامعي مشتملة على جوانب عدة، وفي استطلاع الرأي الذي أجرته "آفاق" على الطلاب والطالبات بالجامعة أجاب بنسبة 88% منهم بأنهم يواجهون الصعوبات والتحديات الدراسية، والتي تمثلت في الجانب الشخصي بنسبة 5% والجامعي بنسبة 31%، و63% في الاثنين معًا.

ولفهم أكثر للجوانب التي قد تتصل بها هذه الصعوبات أجاب في استطلاع الرأي 55 % من الطلاب والطالبات بكونها لا ترتبط بنوع التخصص الذي يقوم على دراسته بمرحلة البكالوريوس بينما يرى 44% منهم بأنها كذلك، وعلى صعيد الجامعة 57% من الطلاب والطالبات أرجعها إلى الكادر التعليمي، 24% الى المواد الدراسية وربطها 18% بالبيئة الجامعية ، أما بالنسبة للجانب الشخصي أجاب 20% بأنها تتعلق بالوعي بالمرحلة الجامعية، و22% انها ترتبط بالمهارات التي يمتلكها، واختار 57.4% أنها ترتبط بالظروف الخاصة التي تواجهه كطالب أو طالبة، تؤثر الصعوبات الدراسية على التحصيل الدراسي لطلاب والطالبات، بالإضافة للمخرجات التعليمية في ختام المشوار الدراسي مما يجعلها في غاية الأهمية لزيادة الوعي حولها، وبآفاق .تاليًا شاركنا عدد كذلك من الطلاب والطالبات تفاصيل أكثر عن بعض الصعوبات التي مرت خلال فترتهم الدراسية.

الانتقال إلى المرحلة الجامعية

يخبرنا إبراهيم محمد تخصص إخصائي نفسي عن كيف أستطاع أن يتأقلم مع الانتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية وقال: "مرحلة تختلف عن الأخرى بخصائصها ومميزاتها، ومستوى الوعي المطلوب فيها، وهذا ما قد يصعب على بعض الطلاب إدراكه عند الانتقال من المرحلة الثانوية أنهم  مطالبون بتغيير أنماط التفكير لديهم، وزيادة الوعي والنضج باختلاف المرحلة، وضرورة تطوير القدرات الشخصية. لكي يتمكنوا من التعامل مع المرحلة الجامعية".

عدم معرفة إجراءات الجامعة

وأضاف الطالب موسى محمد  تخصص نظم المعلومات عن صعوبة معرفة الإجراءات وقال :"واجهت العديد من الصعوبات أثناء الدراسة الجامعية خصوصًا السنة الأولى منها ولعل من أبرزها عدم معرفة إجراءات وأنظمة الجامعة الأمر الذي أثر علي كثيراً في الجهتين  الشخصية والجامعية، إلا أنه حفزني للانضمام إلى منظومة إضاءة تحديدًا إضاءة جامعة الملك خالد، لأُضيء للطلاب دروبهم وأساعدهم على معرفة الأنظمة والإجراءات في الجامعة".

تغيير طريقة الدراسة من تلقين المعلومة إلى البحث عنها

بدوره بين الطالب ماهر العبيد المتخصص بالهندسة الميكانيكية أن هناك فرقا شاسعا! ولعل من أكبر التغييرات في بداية المرحلة  الجامعية هو اختلاف البيئة الاجتماعية ومهارات التواصل بين المجتمع الجامعي وتغيير طريقة الدراسة من تلقين المعلومة إلى البحث عنها، وقال" كانت أولى خطواتي هي التعرف على زملائي من الدفعات السابقة للتعرف على نظام الجامعة وكيفية التصرف في موقفي الحالي، شككت للوهلة الأولى بقدرتي على الإكمال! لكن هنا تذكرت والديّ ودعمهما لي فوالديّ ينتظرون ابنهما البكر ليكون خريجاً بأعلى المراتب، هنا بدأ مسار التغيير، بدأت بالتواصل مع الطلبة، التعرف على الجامعة، معرفة طرق البحث عن المعلومة والمصادر، استكشاف الجامعة من مرافق وخدمات، بعد إدراك ذلك وخلال عام واحد أصبحت ولله الحمد من أكثر الطلاب امتلاكًا لمهارة التواصل، مدركاً لمصادر البحث، محباً للجامعة بتفاصيلها".

من بيئة مدرسية حفتها الصحبة إلى فرد وحيد

من جانبها بينت الطالبة وجت السيف تخصص اللغة العربية أنها لم تتذمر من الصعوبات التي واجهتها وقالت:"  أولاً لا أعني بهذا السرد الظهور بصورة متذمرة، أبداً، بل وعلى العكس! أجد هذه الصعوبات، تحديات تدفعني للاستمرار، وتحفظ حماسة شعلتي من الانطفاء أن تكون طالبًا جامعياً وجود هذه الصعوبات، يصقلك، ويجعل منك طالباً أقوى في مقبل الأيام.

ولعل أول الصعوبات التي واجهتني، هو الفصل بين بيئة المدرسة والجامعة، والاندماج في البيئة الجديدة، فأنت من بيئة مدرسية حتفها الصحبة الممتدة ربما لسنوات ، فتأتي الجامعة فتشتت شملكم وتترك كل فرد يواجه عالمه الجديد لوحده، ولكن الأمر يحتاج فقط إلى الاندماج في البيئة الجامعية.

إفراط في الدراسة وتفريط في الهوايات والمهارات

من جانبها ذكرت لنا الطالبة سمر القرني تخصص الصيدلة ، أن أكبر التحديات التي تواجه الطالب الجامعي هي إفراطه في الدراسة وتفريطه في هواياته ومهاراته، خوفًا من نزول مستواه وخفض معدله! على العكس؛ فإن المساحة التي يخلقها الطالب لنفسه ستكون هي الدافع الأكبر ليتزوَّد بالطاقة والشغف من جديد وقت الإحساس بانعدام الشغف كالأندية الطلابية مثلًا، لذلك الموازنة بين دراستك وحياتك أهم لصحتك الجسدية والاجتماعية، نعم نستطيع الجمع بين الدراسة وهواياتنا دون دفع أنفسنا إلى أقصى حدود الاحتراف لأنها ليست أولوية لدينا مثل الدراسة، ونصيحتي دائمًا: لا تكن أسير للمعدل العالي وتهمل مهاراتك الأخرى! سوق العمل يتطلب مهارات أكثر من معدل مرتفع.. وإن جمعت بينها فهو خير.

تشتيت الطالب وإكثار التكاليف الجامعية

من جانب آخر أضاف الطالب نايف الفهد تخصص الشريعة ، أن الطالب يعاني بعد خوضه غمار ومسالك التعليم الفتور وامتناع الرغبة أيضًا ، وذلك  لأن طبيعة النفس البشرية يعتريها  الفتور في بعض الأوقات التي يبذل فيها مجهودا عاليا.

الطالب المستقل

وفي تعليق يساهم في التوعية حول هذه الصعوبات وتخفيفها بين  الدكتور عبد الرحمن ال موسى المشرف على وحدة التوجيه والإرشاد، أن الطالب ينتقل الى المرحلة الجامعية ويعيش فيها بطريقة تختلف عما كان يتبعه في مراحل التعليم العام وهذا ما يعرف بالطالب المستقل ويعني أنه يتحمل بشكل كبير اتخاذ قراراته والتكيف مع مرحلة جديدة تختلف تماماً عما كان عليه مسبقاً، وقال" هذا يترتب عليه الالمام بأنظمة الجامعة وكيفية التكيف معها سواء على مستوى الانظمة والتعليمات وعادة ما يجهل الطالب أهمية المعدل الجامعي والذي عادة ما يتسبب في التأثير عليه هو عدم معرفة اهمية تنسيق أوقات الجدول الدراسي وأحقيته في الحذف والاضافة وغيرها من العمليات التي توفرها عمادة القبول والتسجيل والاستعانة بالمرشد الأكاديمي في ذلك".

كما أوضح آل موسى ، أن  من أهم المشاكل التي قد تمر بالطالب هي مشكلة التواصل وتنظيم الوقت، وقال" من الأمور التي تؤثر على حياة الطالب الجامعية هو تغير مجتمعه الذي اعتاد عليه فبيئة الجامعة تجمعه بأصدقاء جدد والتأقلم معهم يحتاج وقتا والذي يعتبر مهم جداً لما تتطلبه الدراسة الجامعية من عمل جماعي وتبادل للخبرات وجهود مشتركة تحفز على رفع مستوى التحصيل العلمي وهنا يتطلب تطوير مهارات التواصل مع الآخرين وتكوين مجموعات دراسية، وأكثر ما يحتاجه الطالب هو إدارة الوقت والتي تنظم له الجمع بين التعلّم وممارسة المواهب ومتابعة الاهتمامات وتعتبر مهارة إدارة الوقت من أهم المهارات ليس للطالب الجامعي فحسب، بل لكل شرائح المجتمع و هنا تأتي كيفية تقسيم الوقت ٢٤ ساعة بناء على الأولويات فمتى ما ادرك الطالب كمية الوقت الكبيرة المتاحة له و قسمها بناء على الاولويات لن يجد صعوبة في التكيف مع هذه المرحلة".

وأضاف "الدراسة في المرحلة الجامعية تمتد إلى خارج أسوار الجامعة فالطالب و الطالبة لا بد أن يرتبط بتخصصه العلمي حول العالم بمعنى أن يتابع ما نشر من أبحاث و ما هو التطور الذي يطرأ ضمن هذا الإطار و لذلك يعتبر الطالب بعض الواجبات المتعلقة بمصادر مختلفة غير المنهج من الأعباء ، و لكن عندما يدرك أن هذه طبيعة المرحلة الجامعية يعي حينها أن عليه أن يكون ملماً بجميع الجوانب التي تؤدي إلى تطوير مستواه و أن يلتزم بذلك اذا أراد أن يتميز و يحصل الى الدرجة العلمية التي يطمح إليها".

 

أثير الشهري، نورة الفهد، رهف العبدلي