الحاصل على المركز الثالث في مسابقة عالمية لأفضل مترافع
يُعد طالب قسم الحقوق بالجامعة إبراهيم الألمعي، أحد الشباب الموهوبين في مجال القانون، وبدا ذلك واضحا بعد أن حقق المركز الثالث خلال المسابقة العالمية لأفضل مترافع عن المدعي، والتي شارك بها أكثر من 900 طالب وطالبة من 27 دولة من مختلف بلدان العالم .
آفاق التقت الألمعي ليسلط الضوء على تلك المشاركة وماذا أضافت له تلك الجائزة خلال الحوار التالي.
حدثنا عن تجربتك والتحضيرات التي قمت بها لهذه المسابقة؟
في البدایة تم اختيار عدد 5 طلاب من قسم القانون بالجامعة بمعايير مختلفة ولم أكن من ضمنهم، بعد ذلك بدأت المسابقة وخلال تلك الفترة انسحب طالبان من المسابقة ، الأمر الذي هيأ لي المشاركة بعد أن طلب مني مشرف المسابقة الدكتور أحمد بانعمة أن أشارك في المسابقة وأن أرشح أحد طلاب التخصص لسد النقص الموجود.
كما طلب مني أن أكون قائدًا للفریق، كما طلب من الفريق تسليم مذكرة (المدعى عليه ) المحتكم ضدھا ( خلال 5 أیام وقد كانت ھذه المدة من أصعب فترات حياتي الدراسية ، حيث أننا لم نسترح وكنا نعاني من قلة النوم لكثرة المجهود المبذول.
وأما عن التحضيرات التي ساعدتني خلال فترة ما قبل المسابقة كانت القراءة، حيث تمكنت من قراءة 7 كتب متخصصة في التحكیم في مدة قصيرة لا تتجاوز5 أيام تقريباً ، وبفضل الله نجحنا في تسلیم المذكرة في الموعد المناسب والمحدد، الأمر الذي جعل المشرفين يشيدون بما قدمناه من جهد في فترة قصيرة، بعد ذلك جاءت مرحلة المرافعات الشفهية التي تفانى فیھا الدكتور ھاني عبد ربه المشرف الثاني للفريق وقدم لنا وقتا وجھدا يشكر علیه ولو أننا بدأنا منذ البدایة لحققنا المركز الأول في الجوائز الفردية والجماعية.
ماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء المسابقة ؟
أكبر مشكلة واجھتنا ھي ضيق الوقت وذلك كما أسلفت لدخولي المتأخر في المنافسة، فمثل هذه المنافسات الدولية تحتاج عدة شھور للتحضير لھا ولیس عدة أیام.
كيف شعرت عندما تم الإعلان عن فوزك بالمركز الثالث؟
حصلنا قبل الإعلان عن النتائج على دعم معنوي كبير من قبل لجنة التحكيم الذين أشادوا بما رأوه، بل إن إحداھن قالت لي لم أر مترافعا في مسيرتي بھذا الأداء، كما قال رئیس الھیئة" إن استمريت بھذا الأداء وفي مجال المحاماة على وجه الخصوص فستكون علامة فارقة في مجال القانون".
وفي الحقيقة كنت أتوقع الفوز وذلك بناء على التغذیة الراجعة التي قدمھا لنا أعضاء ھیئة التحكیم، الا أنني لم أتوقع أن أحقق المركز الثالث وتوقعت أن أكون من ضمن الـ10 الأوائل، وكان شعور الانتصار لايوصف.
ما الذي دفعك لاختيار تخصص القانون، وما تأثير هذه المسابقة على تطورك الشخصي والمهني في مجالك؟
بالنسبة لسبب اختياري لتخصص القانون فعندما كنت صغيرا ! كنت كثير الكلام قوي الحجة ضعیف البنیة لا أملك الا لساني وعقلي فیؤخذ لي حقي أحیانا ويترك أحیانا وقد كنت متفوقا دراسيا ومن أسرة تمتھن المجال الصحي متأثرا بھا ولظرف صحي لم أتمكن من الالتحاق بما التحق به جل أقربائي ، وحبي للقراءة فقد وقع في يدي كتاب وھو " شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائھا " للشيخ احمد الأمين الشنقيطي فوقعت عيني على قول عمرو بن كلثوم في معلقته " ألا لا یجھلن أحد علینا ،،، فنجھل فوق جھل الجاھلینا " فوقع في قلبي موقعًا عظیما فعاھدت الله ألا أضیع حقا لي في الدنیا، وأن أساعد كل ذي حق ليسترد حقه، فوجدت القانون ھو الذي یحقق مرادي ، أما ما یتعلق بالشطر الثاني من السؤال وھو تأثیر المسابقة على تطوري الشخصي والمھني فأرى أنھا طورت ثقتي في النفس وقدرتي على التخاطب أمام الجمھور.
برأيك ما هي أهم الصفات والمهارات التي من الممكن أن تشكّل دعماً لطلاب القانون ليصبحوا مميزين؟
القانون یحتاج إلى صبر جامح ، وقلب حاضر، وعقل نبیه، ولسان ناطق ، وحجة قوية ، وكتابة رصينة وكلھا تأتي من القراءة فعلى طالب القانون أن یقرأ و یقرأ في شتى العلوم وأن يكثر من القراءة في السوابق القضائیة فھي زیادة علم و قوة حجة وفصاحة لسان.
من هم الأشخاص الذين دعموك وشجعوك خلال هذه الرحلة؟
لسان حالي یقول كما قال الشاعر :
إلى العظیمین، ما أقواھما سندًا
إذ طوقاني بحب، لست أحصيه
أبي عیوني، وأمي نبض أوردتي
ومن كھذین، أعطى كل ما فیه
وكذلك سعادة عمید كلیة الحقوق د. علي الھجري ومشرفي الفریق د. أحمد بانعمه و د. ھاني عبد ربه وكذلك أصدقائي المقربين.
حدثنا عن طموحاتك في ظل التطور الذي يشهده مجال القانون ضمن مجالات أخرى؟
في البدایة یجب أن نستشعر قول سمو سیدي ولي العهد الأمیر محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء عندما قال ما یمكننا فعله ھو تشجیع قوة القانون، فالقانون یتطور الآن بشكل ملحوظ لم تشھد المملكة العربیة السعودیة تطورا في القانون كما نشھده الآن ،وطموحي في ظل ھذا التطور وقد أختصره في جملة واحدة وھي "أن یذكر اسم إبراھیم الألمعي كلما ذكر القانون".
لمى القرني