الموهوبة في فن الكتابة آل حاضر: طقوسي تكمُن في العزلة والهدوء والاستماع لمعزوفة تساعد على تصفية الذهن
"لا أرغب أن أكون نجمةً ولا أرغب أن أضيء ولا أرغب أن أعود كما كنت أبحث عن الهدوء وراحة وعزلة التي أجد في منتصفها سلاما لقلبي، فما أنا إلا إنسان يمكث بين نقط حروف بخذلان، وشتات، واستياء فأبتعد عني.
أخيراً أعلم أنك سوف تتساءل بعد كل طية صفحة كيف علمت بهزائمك التي لطالما كانت بينك وبينك!
يا عزيزي هزائم البشرية متشابهة أكثر مما تتصور ودليلي بين يديك."
هذا ما كتبته طالبة قسم الصيدلة تخصص صيدلي دكتور الكاتبة حياة عائض آل حاضر، في كتابها "شياطين أغسطس"، آفاق التقت بها لتحدثنا عن موهبتها في فن الكتابة وتسلط الضوء على رحلتها العلمية.
بداية حدثينا عنك وعن موهبة فن الكتابة؟
بدايةً كنت هاوية للقراءة منذ الصغر وهذا جعل حصيلتي اللغوية جيدة كانت تراودني الرغبة في الكتابة، بدأت الكتابة كهواية أمارسها، وبدأت المشاركة في الأنشطة المدرسية التي تتضمن الكتابة.
من الذي شجعك على خوض هذا المجال؟
شجعني على ذلك رغبتي في خوض التحدي والحرص على تطوير الذات وما رأيته من تطور كتابي على مدار السنوات كما شجعني آنذاك محيطي من العائلة والأصدقاء.
هل واجهتِ صعوبة بدار النشر بحكم صغر السن؟
واجهت العديد من المشاكل بحكم صغر سني وقلة الخبرة، وخضت هذه التجربة من خلال خمس محاولات وجميعها باءت بالفشل، إلا أن تلك المحاولات أكسبتني الخبرة اللازمة للاختيار الجيد وطريقة التعامل المثلى مع دور النشر.
ما هي طقوسك في الكتابة؟
الطقوس تختلف من كاتب لآخر فقد تكون أوقات، سلوكيات، مكان معين، بالنسبة لي طقوسي تكمن في العزلة والهدوء والاستماع لمعزوفة تساعد على تصفية الذهن.
كيف توازنين بين حياتك الدراسية والكتابة؟
أحد أكبر العوائق التي واجهتها هي الموازنة بين حياتي الدراسية والكتابة وتغلبت على هذا العائق عن طريق تخصيص وقت معين للكتابة لا يتجاوز الأربعين دقيقة، وتنظيم الوقت ، وترتيب الأولويات.
ماهي أفضل أساليب الكتابة لديك؟
الأسلوب المفضل لي في الكتابة هو ما يسمى بـ تقنية اللوحة: بمعنى أن الكاتب ينقل ما رأى أو سمع ولا يظهر فيه رأيه الشخصي، فهي طريقة لنقل الانعكاس فقط ولها عدة أساليب.
بمن تتأثرين؟ ولمن تقرأين؟
بقصص الأشخاص الناجحين بتحديد الكاتب الناجح الذي شق طريقه بنفسه. أقرأ للعديد من الكُتاب الصاعدين.
بالنسبة لك أستاذة حياة من هو الكاتب الناجح؟
كل قارىء جيد هو كاتب ناجح، لأنه ينجح في ترجمة أفكاره من صورتها الذهنية إلى صورتها النصية نتيجة الحصيلة اللغوية وأساليب الكتابة العديدة المكتسبة من القراءة شبة المستمرة.
نصيحة تقدمينها لمن أراد الدخول في مجال الكتابة؟
من يعشق الكتب ويتغذى عليها يمتلك مفتاحًا ثمينًا للتعبير العميق والفهم الواسع، إن قراءة الكتب تمنح الفرد إلهامًا ومعرفة وتوسعًا في آفاق الفكر والتفكير، وتوسّع الذهن وتثري المفردات وتعزز المعرفة اللغوية، فالقارئ النشط يكتسب عقلًا متفتحًا ويصقل مهاراته اللغوية والتحليلية، مما يمكنه من الكتابة بأسلوب متعمق ومفيد. عدم قراءة الكتب يحرم الشخص من هذه الخبرات الثمينة ويقيده في دائرة ضيقة من الفهم والتعبير، ولا تنسوا أن الاستمرارية والممارسة المستمرة هما مفتاح النجاح في عالم الكتابة.
رنــا الرساسمة