فاطمة عمير
أكدت أستاذة أصول الفقه المساعدة بكلية الشريعة الدكتورة مريم عطية بوزيان، في حوار أجرته معها «آفاق»، أن ما يوجه المرأة من شبهات تستهدف تغيير معالم هويتها وانتمائها هي من الأمور التي تشغلها، مؤكدة أن قضايا العولمة والمرأة من أهم القضايا التي نالت نصيبا عالياً في أبحاثها.
ما السر في اختيارك لتخصص أصول الفقه؟
الحقيقة أنني نلت شهادة البكالوريا بدرجة قريبة من «جيد» وكنت الأولى على مستوى محافظتي، ولم يكن توجهي اختيار العلوم الشرعية، برغبتي وإنما كانت رغبة والدي الذي درس بجامع الزيتونة، وبعد توجهي لدراسة العلوم الشرعية اخترت التخصص الذي يتناسب وطريقة تفكيري الدقيقة فكان علم أصول الفقه بالنسبة لي علم المناهج كلها؛ لأنه علم آلة الفهم بغض النظر عن تعلقه بالفقه.
هل هناك موضوعات بحثية معينة تجدين نفسك فيها؟
قضايا العولمة والمرأة من أهم القضايا التي نالت نصيبا من أبحاثي، ولقد حاولت مؤخرا المساهمة ببحث حول الشبهات الخاصة بالمرأة السعودية وأيديولوجية تفكيك المجتمع. كما إن إشكاليات التاريخانية المطروحة حول المنظومة الأصولية والمشروع التفكيكي الذي يتبناه عبد المجيد الشرفي من أهم المواضيع التي أثارت قريحتي نحو الرد عليها ببحث معنون بالتاريخانية والمنظومة الأصولية.
أما مواضيع السياق والإشكالات الدلالية فهي من المواضيع التي يتخذها الحداثيون منهجا في إعادة قراءة النص الديني وهو من المواضيع الخطيرة التي احتاجت إلى جهد في بعض الأبحاث التي تقدمت بها.
صعوبات واجهتك في مسيرتك العلمية؟
الصعوبات والعراقيل التي تقف أمام المرأة المحاطة بمسؤوليات الأسرة كثيرة ومتعددة ولا يمكنني الحديث عنها طالما آمنت أن النفوس الكبيرة تتعب في مرادها الأجساد، إلا أنني أؤمن أن المرأة التي تريد التميز في المجال العلمي عليها أن تفقه جيدا فقه الأولويات والموازنات في حياتها وتخلص النية لله.
حدثينا عن تجربة التدريس في باريس؟
كانت التجربة في باريس حافلة بالعطاء على مستوى تدريسي بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية حيث درست هناك القواعد الفقهية، وفقه العبادات، وألقيت الدورات العلمية المختلفة للجالية المغربية المسلمة وللفرنسيين الذين دخلوا الإسلام؛ وكنت من المؤسسين للمنتدى الأوروبي لقضايا وأبحاث المرأة المسلمة والذي تصدرنا فيه قائمة من الأبحاث الخاصة بالمرأة.
وقد صدر لي كتاب بعنوان «الأحاديث الضعيفة والموضوعة في المرأة وأثرها في فكر المجتمع المسلم» وكتاب آخر خاص بإشكالية الأموال التي تسعى المرأة بها في حياتها الزوجية، كما سنحت لي الفرصة أن أدخل أروقة السوربون لأتلقى فيها محاضرات حول مقارنة الأديان؛ ما مكنني بعدها من ملاقاة بعض المستشرقين المهتمين بتحقيق المخطوطات المالكية أمثال jean-pierre vanstaevel الذي كان مهتما بأبحاث سعد غراب عن ابن عرفة و Chritien Muller كذلك الذي كان مهتما بوثائق ابن العطار.
ماذا أضافت لك تجربة التدريس هناك؟
التجربة في هيوستن مكنتني من الدخول في معهد لتعلم اللغة الإنجليزية والتعرف على اللهجة الأمريكية عن قرب، كما تمكنت من خلالها التعرف على المجتمع الأمريكي الذي استطعت أن أفرق بينه وبين المجتمع الفرنسي.
فالمجتمع الأمريكي أكثر انفتاحا وتقبلا للآخر ويحسن الإنصات للفكرة أيا ما كانت جنسيتها، وربما نجد لديهم التعصب؛ ولكن ليس ظاهرا كفرنسا.
ما الذي تسعين لتحقيقه من خلال التدريس؟
أهم هدف أسعى لتحقيقه من خلال رحلة التدريس هو شحذ همم الطالبات نحو تعلم العلم الشرعي، وأيضا تمكينهن من المنهجية العلمية في التلقي والتحليل.
ما اللجان العلمية أو الاستشارية التي كنت عضو فيها؟
• كنت عضوا في فرقة بحث بعنوان الفقه السياسي في العهد العثماني أو الأفكار والنظريات والمؤلفات والعلماء والحكام والقادة السياسيين في العهد العثماني 2011.
• عضو مؤسس لمنتدى البحوث الخاص بقضايا المرأة المسلمة بأوروبا ورئيس اللجنة العلمية.
• عضو اللجنة العلمية في الملتقى الدولي أحكام المواريث في التشريعات العربية بين القانون الوضعي والالتزامات الدولية بتاريخ 2/3 أكتوبر 2016.
• رئيس مشروع بحث: العزوف عن العلم الشرعي وأثره على الأمن الديني والفكري للمجتمع 1438 جامعة الملك خالد.
ما المؤتمرات العلمية التي شاركت فيها؟
حقيقة شاركت في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية بالجزائر، كان أبرزها مؤتمر أحكام المواريث في التشريعات العربية بين القانون الوضعي والالتزامات الدولية بكلية الحقوق والعلوم السياسية الغرفة الجهوية للموثقين بولاية وهران، بالتنسيق مع مخبر بحث قانون المجتمع والسلطة, كما شاركت خارج المملكة بملتقيات مهمة في الشارقة والهند وتركيا والرباط، وهناك ملتقيات كثيرة في السعودية ودول أخرى.
ما القضايا التي تشغلك كأكاديمية؟
الحقيقة أهم القضايا التي تشغلني حاليا هي ما يوجه للمرأة من شبهات يهدف من خلالها تغيير معالم هويتها وانتمائها.
هل لك جهود في خدمة المجتمع؟
لي مشاركات تعليمية في معهد التأصيل ومعهد إعداد الداعيات، ومشاركات بدورات علمية ومحاضرات مختلفة سواء في دور التحفيظ أو الجمعيات. كما شاركت في خيمة أبها الدعوية هذه السنة بمحاضرتين.
ما هي تجربتك مع النشاط اللامنهجي بالجامعة؟
كنت رئيسة للنشاط المنهجي بالقسم لمدة سنة ونصف تقريبا وقد توجت كليتنا فيه بالمركز الأول , كما شاركت في النادي التطوعي بوكالة شؤون الطالبات, وعينت رئيسا لنادي أثر المركزي بوكالة عمادة شؤون الطالبات، حيث أقمنا برامج مختلفة, ولا أنس تعاوني مع إدارة الموهوبات بمنطقة عسير .
أهم المؤتمرات السعودية التي شاركت فيها؟
مؤتمر التعليم العالي, ملتقى النعمة وترشيد استخدامها مسؤوليتنا، كما شاركت بمحاضرة في ملتقى حفظ النعمة بجامعة الملك خالد، وشاركت بملتقى المعلم وعصر المعرفة الفرص والتحديات بمحاضرة عنوانها توظيف المعلم في تحصين طلاب المدارس. فضلا عن برامج الأمن الفكري و يوم البحث العلمي للسنتين الماضيتين. والآن انا منسقة مركز البحوث لكلية الشريعة القسم النسائي.
هل لديك أية مشروعات تتعلق بالطالبات؟
حاليا أحاول أن أفيد طالبات كلية اللغات بتعلم اللغة الفرنسية، فقد أقمت دورات السنة الماضية وهذه السنة نحن بصدد إعطاء دورة متكاملة في علوم اللغة الفرنسية. والآن نحن نسعى لتطويرها لتكون قسما للراغبات في لغة ثانية.
كما نسعى إلى تطوير التفكير الأصولي عند طالبات الماجستير والدكتوراه وتحفيزهن للبحث العلمي.
نصيحتك للطالبات؟
نصيحتي الوحيدة لهن هي توسيع مداركهن بالقراءة المتنوعة في العلوم الشرعية.
+++++