الجامعة تنظم ندوة "التنمية المستدامة وآفاقها المستقبلية بمنطقة عسير"

تاريخ التعديل
شهر واحد أسبوع واحد
الجامعة تنظم ندوة "التنمية المستدامة وآفاقها المستقبلية بمنطقة عسير"

 

نيابةً عن رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، شهد وكيل الجامعة للأعمال والشراكة المجتمعية الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحديثي، انطلاق أعمال الندوة الحادية عشرة لأقسام الجغرافيا في جامعات المملكة العربية السعودية، تحت عنوان "التنمية المستدامة وآفاقها المستقبلية بمنطقة عسير"؛ والتي تأتي بتنظيم من  قسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السعودية، وذلك في مركز المعارض والمؤتمرات بالمدينة الجامعية في الفرعاء، بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في مجالات الجغرافيا والتنمية المستدامة.

وفي كلمته الافتتاحية، رحب الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحديثي بالحضور، مؤكدًا على أهمية الندوة التي تأتي ضمن جهود الجامعة لتعزيز البحث العلمي وتنظيم المؤتمرات النوعية؛ وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 شكلت منطلقًا لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا على التزام جامعة الملك خالد بالمساهمة الفعالة في تحقيق هذه الأهداف الوطنية من خلال تعزيز المعرفة والبحث العلمي.

وأضاف الحديثي: "إن هذه الندوة تكتسب أهميتها من بحثها في صميم التوجهات الوطنية واستراتيجية تطوير منطقة عسير، من خلال مناقشة الفرص والتحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة وتعزيز الوعي بالمحافظة على الموارد الطبيعية والنظم البيئية والتراث الثقافي؛ وإننا في جامعة الملك خالد نعمل جاهدين على تسخير كافة إمكانياتنا لدعم خطط التنمية المتوافقة مع رؤية المملكة، مع التركيز على التراث والثقافة والبيئة كجزء من مستهدفاتنا التعليمية والبحثية".

وأكد الحديثي أن الجامعة تسعى من خلال هذه الندوة إلى تحقيق التكامل بين البحث العلمي والمجتمع، مشيرًا إلى أهمية تسليط الضوء على الإمكانيات المتاحة في منطقة عسير، وكيفية استغلال هذه الإمكانيات لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة؛ وأضاف: "إن هذه الندوة تسعى لإيجاد الحلول العملية لتحديات التنمية في المنطقة، وتهدف إلى تعزيز دور البحث العلمي في معالجة قضايا البيئة والمجتمع، وتقديم رؤى مستقبلية مبتكرة تساهم في رفع جودة الحياة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي".

وتطرق الحديثي أيضًا إلى أهمية استخدام التقنيات الجغرافية الحديثة مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وتقنيات الاستشعار عن بعد، مشيرًا إلى دورها الكبير في دعم اتخاذ القرار والتخطيط المستدام؛ وقال: "نحن في جامعة الملك خالد نؤمن أن التقنيات الحديثة هي العامل المحوري الذي يساعدنا في تحليل الموارد المتاحة وتوجيهها بالشكل الأمثل لخدمة الأهداف التنموية؛ ونحن فخورون بما وصلنا إليه في مجال استخدام هذه التقنيات، ونسعى دومًا للتطوير والابتكار في مجالات البحث العلمي لخدمة مجتمعاتنا".

واختتم الحديثي كلمته بالتعبير عن أمله في أن تساهم النقاشات والأبحاث المقدمة خلال هذه الندوة في إثراء المعرفة وتقديم توصيات فاعلة تدعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا على أن التعاون بين مختلف القطاعات والجامعات هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف المنشودة.

وأشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور خالد أبوحكمة، خلال كلمته إلى أهمية تنظيم مثل هذه الندوات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في منطقة عسير، وهي جزء من استراتيجية جامعة الملك خالد للتنمية العلمية والمجتمعية؛ وأكد أن التنمية المستدامة تعتبر مسؤولية جماعية تسعى الكلية إلى تحقيقها من خلال أنشطتها البحثية والعلمية المختلفة، لافتًا إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز المسؤولية المجتمعية والبحثية، حيث تهدف الكلية إلى المشاركة الفعالة في تنمية المكان والإنسان.

وأوضح أن الندوة تسعى إلى بناء مستقبل أفضل يعزز من استدامة الموارد ويحقق جودة الحياة للأجيال القادمة، وذلك من خلال مناقشة الأفكار والحلول المبتكرة التي تضمن تلبية احتياجات المجتمع الحالي دون التأثير على حقوق الأجيال القادمة؛ وأكد أن التنمية المستدامة ليست اختيارًا بل هي ضرورة حتمية لضمان الازدهار المستقبلي، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية.

كما تناول أبو حكمة أهمية العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة من خلال إتاحة فرص التعليم والرعاية الصحية للجميع، مع تعزيز النمو الاقتصادي الذي يضمن الاستثمار الأمثل للموارد، مشيرًا إلى أن العمل على مثل هذه المشاريع يساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وبناء مجتمعات قوية ومستقرة.

وأشار إلى أن وجود هذا الجمع العلمي المتميز من الأكاديميين والباحثين يعكس الالتزام المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأعرب عن تطلعه لأن تُسهم النقاشات خلال الندوة في استكشاف أفضل الممارسات وتطوير استراتيجيات جديدة تساهم في دعم التنمية المستدامة في منطقة عسير والمملكة بشكل عام.

واختتم أبو حكمة كلمته بالتعبير عن تقديره لرعاية ودعم رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، ولحضور وتشريف وكيل الجامعة للأعمال والشراكة المجتمعية، وأعرب عن امتنانه لكافة الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث، سواء من داخل الجامعة أو خارجها، مشيدًا بالتعاون المثمر مع الجمعية الجغرافية السعودية وقسم الجغرافيا بجامعة الملك خالد.

كما أكد أستاذ نظم المعلومات الجغرافية المشارك بالجامعة ورئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور ناصر بن سعيد آل زبنة الحياني، على أهمية الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية في تحسين عمليات اتخاذ القرار وتحليل المقومات الجغرافية والتخطيط الأمثل لمسارات التنمية؛ وأوضح أن نظم المعلومات الجغرافية (GIS) تلعب دورًا حيويًا في دعم التنمية المستدامة في جميع مجالاتها، حيث تمثل أداة لا غنى عنها في تحليل البيانات الجغرافية، مما يسهم في تحديد المواقع المناسبة للاستثمار، وتحسين تخطيط البنية التحتية، وضمان الاستفادة المثلى من الموارد.

وأضاف الحياني: "إن أحد الأهداف الأساسية لهذه الندوة هو تعزيز فهم الجمهور والباحثين لأهمية الجيومعلوماتية وكيفية استخدامها بفعالية لدعم التخطيط المستدام؛ فبفضل هذه التقنيات، أصبح بإمكاننا توفير بيانات دقيقة وموثوقة تسهم في تحقيق استراتيجيات التنمية وتحليل تأثير السياسات التنموية على البيئة والمجتمع"؛ وأكد أن التقنيات الجغرافية الحديثة، مثل نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد، تُعد أدوات فاعلة في تقييم التحديات التنموية ووضع الحلول المبتكرة.

وتابع الحياني حديثه مشيرًا إلى أن الندوة تسعى أيضًا إلى تفعيل دور الباحثين في تحليل المشكلات البيئية والمجتمعية وتقديم توصيات عملية للتغلب على العقبات التي تواجه خطط التنمية المستدامة؛ وأكد أن النقاشات العلمية التي ستشهدها الندوة ستغطي مجموعة واسعة من المواضيع تشمل الاستدامة في التنمية الريفية، والحفاظ على النظم البيئية، وتعزيز التراث الثقافي كجزء من العملية التنموية.

وأكد الحياني على ضرورة التعاون بين الجامعات والقطاعات المختلفة لتحقيق التنمية الشاملة، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة هي السبيل الأمثل لتحقيق رؤية المملكة 2030 وتحقيق التنمية المتوازنة التي تشمل كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية؛ وأوضح: "نتطلع من خلال هذه الندوة إلى تطوير قاعدة معلومات جغرافية متكاملة يمكن أن تكون مرجعًا لصناع القرار في المنطقة، تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى بيانات دقيقة، مما يسهم في تعزيز جودة الحياة ودعم مسار التنمية الشاملة".

واختتم الحياني كلمته بتوجيه الشكر إلى جميع المشاركين، مشيرًا إلى أن تواجد نخبة من الباحثين البارزين في هذه الندوة يعد فرصة ذهبية لتبادل الأفكار والخبرات، مؤكدًا أن هذه اللقاءات العلمية هي أساس التقدم في مجال البحث الجغرافي، ودعوة لمواصلة العمل المشترك لتعزيز مسيرة التنمية في المملكة.

وفي ختام الندوة في يومها الأول، كرّم وكيل الجامعة للأعمال والشراكة المجتمعية الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن إبراهيم الحديثي، المتحدثين والمشاركين تقديرًا لجهودهم وإسهاماتهم في إنجاح هذا الحدث العلمي؛ ومساهمتهم الفعالة في إثراء الندوة.

وتخللت الندوة عدد من الفعاليات المصاحبة، منها معرض يعكس الموروث الثقافي لمنطقة عسير بمشاركة الجمعية الجغرافية السعودية بجامعة الملك سعود، وفرع الجمعية بجامعة الملك خالد، وكلية الثقافة والفنون برجال ألمع، بالإضافة إلى زيارة ميدانية إلى موقع جرش الأثري، لإلقاء الضوء على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.

وأوضح المشاركون أن الندوة تهدف إلى تعزيز المشاركة البحثية الفعالة ونشر الإنتاج العلمي القابل للتطبيق ميدانيًا؛ كما أكدوا على أهمية تسخير علم الجغرافيا وفروعه المختلفة، مثل الجيومعلوماتية ونظم المعلومات الجغرافية، لدعم خطط التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف المرجوة.

واستمرت فعاليات الندوة لمدة يومين بمشاركة أكثر من 300 من الأكاديميين والباحثين والمهتمين في هذا المجال؛ كما تتضمن الندوة ست جلسات علمية، من ضمنها جلسة عامة يشارك فيها خمسة من أبرز المتحدثين، بالإضافة إلى جلسات رئيسية يقدم خلالها متحدثان بارزان أوراقهما البحثية؛ كما يشمل البرنامج عرض عشرين ورقة علمية على المنصة، إلى جانب عشرة ملصقات علمية، فضلاً عن ورشة عمل متخصصة في التنمية المستدامة ودعم اتخاذ القرار.

وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها الجامعة لتعزيز الحوار العلمي بين المتخصصين، وتحقيق تكامل الجهود الوطنية والدولية في مجال التنمية المستدامة، مع التأكيد على دور منطقة عسير كنموذج للتنمية المتوازنة التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.

منصور كويع 

الجامعة تستضيف اجتماع لجنة عمداء طب الأسنان بالمملكة التاسع والثلاثين