الإتكيت الغربي كذبة!

تاريخ التعديل
5 سنوات 5 أشهر

لقد جاء الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان بما لا يحصى من السلوكيات والآداب الرفيعة القائمة علي الذوق والرقي والتحضر. وما يسمي بـ «الإتيكيت» الغربي ما هو إلا خدعة وكذبة كبيرة، وما هو إلا جزء يسير من الآداب الإسلامية التي جاء بها الإسلام والتي انتقلت إلي أوروبا أبان العصور الوسطي، من خلال الاحتكاك المباشر بالمسلمين وبما يسود بينهم من آداب وأخلاقيات راقية، فبدئ بتطبيقها أوائل القرن السادس عشر تحت مسمي «الإتيكيت».
ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الاتيكيت الغربي مأخوذ من الآداب الإسلامية، فالمسلم يجب أن يكون لطيفا مبتسما تبدو عليه علامات الرضا والمحبة، والحرص علي أن يكون كلامه خاليا من العبارات الجارحة أو الغرور والعجرفة أو التباهي بما عنده والاستماع الجيد والإنصات لما يقال، فلا ينبغي مقاطعة المتكلم وانتهاز الفرصة والاستيلاء علي دور المتحدث، أثناء المحادثة. 
كما يجب عليه تجنب الحديث بصوت مرتفع والإكثار من الالتفات أثناء المحادثة والانشغال بما حوله، كما ينبغي الابتعاد عن الحديث عن النفس كما أن حركات الوجه وتعبيراته تنم عن أخلاق وانطباعات المسلم.
فلا تترك وجهك تحت رحمة المؤثرات النفسية، واحرص على التحكم في حركاتك المعبرة كثيرا، وقل ما تريده مباشرة حرصا علي وقتك ووقت غيرك، كما أنه يجب عليك اختيار الموضوع المناسب لعقليات الحاضرين مع مراعاة المراكز والأعمار. واحرص علي قول الكلمة الحلوة الصادرة من القلب فـقد قال تعـالي «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً». وقال صلي الله عليه وسلم «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ».
لا تبد استياء من رأي أحد من الحضور مهما كان رأيه يختلف مع رأيك. وركز اعتراضك علي نقطة الخطأ، واحذر التعليقات الجارحة، وابتعد عن الاستهزاء والسخرية من الآخرين، والمغالاة في المدح أو الذم؛ وليكن تعبيرك صادقا، بعيدا عن النفاق.
كما يجب عليك ألا تكذب أحدا، أو تنفرد بزميل لك بين مجموعة من الزملاء لتبوح له بسر من الأسرار؛ لأن هذا يولد الشك في نفوسهم.
كما أن الإسلام قد نهى عن الكذب، والوشاية، والغيبة، والنميمة، والسخرية من الآخرين، وترديد الشائعات، وعدم التثبت من الكلام، وكثرة المزاح والضحك. 
وأخيرا، فقد كان النبي رائد «الإتيكيت» ومبتدعه، فقد كان لا يذم أحدا ولا يعيّره، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام.