الدور اللوجستي لوسائل الإعلام في تنمية الثقافات المتمازجة عند الشباب

ماجستير اللغة والإعلام
تاريخ التعديل
سنتان 6 أشهر

 

 

إن التحول الديمقراطي الذي يعيشه المجتمع اليوم قد أدى إلى زيادة الإعلام في نطاق العملية السياسية والاجتماعية في المجتمع كما أنه قد أدى إلى ان تؤدي وسائل الإعلام دوراً رئيسياً فعالاً  في تشكيل سياق هذا التحول, وأن تعكس القنوات  الإعلامية طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع, كما أصبحت هذه القنوات تحتل مكانة بارزه في مراقبه مفردات العمل الديمقراطي والتقصي عنها والاستحواذ على قدر لا بأس به من الاهتمام والمتابعة من قبل الجمهور.

 وقد استطاعت وسائل الإعلام الإسهام بقدر كبير في خلق تصورات وقناعات واتجاهات معينه بشأن القضايا الديمقراطية بين اوساط الجمهور وذلك من خلال اتباعها أساليب متعددة لتتناسب مع حجم الحريات المتاحة لها والمرتبطة بطبيعة النظام السياسي والاجتماعي والثقافي الذي تعمل في ظله.

وبدوره أدي هذا إلى تحقيق الانفتاح الإعلامي الكبير والتحول من بلد أحادي الإعلام الى بلد متعدد ومنفتح الإعلام، ومن ثم اصبحت الفضائيات مسرحاً للنقاش في قضايا الديمقراطية ومنها حماية حقوق الإنسان وزيادة نسبه مشاركة الفرد في صنع القرار السياسي والاجتماعي والفصل بين السُلطات والحديث عن نظام انتخابي حر وكذلك إبداء حريه الراي والتعبير.

كما كان لوسائل الإعلام أثر كبير على تأصيل الثقافة السياسية حيث تحتل وسائل الإعلام موقعاً مهماً في حياة الإنسان المعاصر، وتؤثر بدورها في الأفراد والمجتمع وفى الأحداث الراهنة بما تقوم به من مهمة تقديم المعلومات والأنباء.

يحاول القادة السياسيون والجمهور الاعتماد على وسائل الاعلام بشكل كبير وذلك من خلال مثلث الجمهور والسلطة السياسية ووسائل الإعلام، حيث تقوم وسائل الإعلام بدور الرقيب على أعمال الحكومة بحثاً عن أصغر الاخطاء او المفاسد الإدارية.

 

-        فالإعلام والسياسة وجهان لعمله واحده ولا يستقيم وجه دون الآخر , وأن مهمة وسائل الإعلام السياسي هي

(التوعية السياسية الصحيحة) التي تُنير أمام المواطن ضرب الحقيقة السياسية

ويُشير ابراهيم مرسي إلى دور وسائل الاعلام في مجال التثقيف السياسي ويقسمه الى:

 

•        توسيع دائرة النقاش حول القضايا العامة.

•        الإسهام في نشر الثقافة السياسية والمشاركة التي تُشجع درجه عالية من المشاركة السياسية.

•        إعلاء قيمه التسامح الفكري والتأكيد على الحرية.

•        تضييق الفجوة بين الثقافة السياسية للمواطنين والثقافة السياسية للسلطة.

•        دعم الممارسات الديمقراطية.

 

كما يبرز دور وسائل الإعلام في تنمية الثقافة الاجتماعية من خلال مصطلح الإعلام الثقافي ويدعو إلى تخصيص الجانب المعرفي والأدبي أو الدعم للمعرفة والادب في الاعلام، ويُقصد بالمعرفة هنا كل ارتباط بين المعلومة وذهنية المتلقي في محاولة لاكتشاف رؤية جديدة وقيمة ذات بُعد إنساني للعالم ...

فقد يُقصد بالإعلام كل الوسائل المتاحة لتوصيل المعرفة، فالعامل الأساسي هنا هو المعرفة، فالثقافة والإعلام لهما هدف واحد هو مخاطبة الناس والاتصال بهم كطريقة أساسية في تحقيق هدف توصيل المعلومة.

 

← يعتقد جربنر أن التعرض لوسائل الإعلام، على رأسها التلفزيون، ولفترات طويلة ومنتظمة، من شأنه أن "يُعلم" الفرد صوراً ذهنية عن الواقع، وقد تعمل مجموع هذه الصور لاحقا، على "غرس" ثقافة لدى المشاهد تُنمى كلما حصّل صورا أكثر.

لذا تعد وسائل الإعلام أمانة ومسؤولية ، من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات الفكرية و الثقافية بجميع مجالاتها ورسم ملامحها وتأطيرها بما يواكب مستجدات الأحداث وتطورات العصر ولا نبالغ إذا وصفنا الإعلام بالمدرسة الحيوية العصرية التي تطبع  كل عصر بسماته الخاصة؛ ومما يجدرُ بالإنسان أن يكون مُستعدًا للتعاطي مع وسائل الإعلام على صعيدٍ فرديّ أو على صعيد المُنظمات؛ إذ يجب أن يُفكّر ويعتمد السياسة التي سيتعامل مع وسائل الإعلام من خلالها، وعليه أن يُدرك طبيعة عملها وهيكليتها، وأن يكون أكثر انتقائية عند التعاطي مع وسائل الإعلام المُختلفة، والتعامُل معها بثقةٍ أكبر.