الواسطة قتل للكفاءة

تاريخ التعديل
6 سنوات 7 أشهر
صورة مشهور العمري.. مقال الواسطة

قال ملهمي غازي القصيبي مرة، رحمه الله، «ليس أسوأ من تحول أصحاب الشلة إلى زملاء عمل».

تعد الكفاءة مطلبا مهما عند التقديم لأي مصلحة أو عمل و تقاس بعدة أمور، منها :الشهادة الجامعية، والخبرة العملية، واجتياز الشروط المعينة في القبول، ولكن عدوها الذي لم تستطع القضاء عليه هو تغليب الصداقة والمعرفة على المصلحة العامة، ولم تعد الكفاءة هي المعيار الحقيقي عند الاختيار، لأن البعض منا صغر أو كبر منصبه الوظيفي تجده يسارع لجلب أصدقاء وأقاربه حتى لو كانوا يفتقدون الكفاءة المطلوبة وهم بعيدون عن العمل وفهمه كبعد الأرض عن المريخ، لذلك يضعف الإنتاج لدينا كثيرا، وتسوء إدارتنا للأمور حسب ما ينبغي، لأن الأمور قد أوكلت لغير أهلها.

كما أن التجانس بين فريق وأفراد العمل أمر حيوي ومستلزم للنهوض بأداء الجهاز وتقبل النقد، والسعي للتطوير والتحسين يأتي بقبول الاختلاف بين عقليات ونفوس البشر، وليس من خلال نظرية «الرأي الواحد».

إن أكثر ما نفتقد في هذا الزمن هو تصدر الكفاءات لمجال العمل بمختلف أنواعه، فبلادنا العظيمة تضم عقولا فذة درست وتعلمت وسعت بكل صور القوة للحصول على المكانة التي تريد، وأغلبهم ذاق مرارة الغربة والفراق عن وطنه وأهله من أجل حلمه، ثم يتفاجأ بعد عودته بتقدم أصحاب الشهادات الوهمية عليه وحصولهم على المناصب والوجاهة وهو يقلب أصابعه حسرة، الواسطة تقتل الكفاءة التي يجب أن تكون الأساس للعمل حتى نستطيع التقدم بأنظمتنا وتصب قراراتنا في الطريق الصحيح الذي نسعى إلى نيله.  

ماذا بقي؟

احضنوا مواهب البلد المبدعة وهم أكفاءة لهذا الاحتضان، وحتما سيحققون النجاح وأعظم منه، وهو تحقيق الأحلام، فالأحلام لا تعترف بالمستحيل وإن واجهته.