كيف تتجنب تلوث الجو

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر

يتزايد ارتباط تلوّث أجواء المدن بتدهور صحة الكبار ونقص نمو الأطفال، حيث يتسبب تلوث الجو في حدوث أمراض الرئة وحساسية الأنف وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والعَتَه الذهني، بالإضافة إلى خفض مستوى الذكاء وزيادة الأمراض العقلية والربو لدي الأطفال.
وثبت أن التلوث الجوي يزيد من مخاطر الولادات المبكرة، وحديثا وجدت أجزاء من مسببات تلوث الجو في مشيمات الوالدات، ونشرت  دراسة الشهر الماضي أن الأطفال في بريطانيا يستنشقون كمية مرتفعة من جزيئات الكربون المنبعث من عوادم السيارات العاملة بالديزل وهم في طريقهم ذهابا وإيابا لمدارسهم وحتى في الفصول وملاعب المدرسة.  
تلوث الجو متهم بأنه السبب الأكبر في تدهور الصحة العامة للأوربيين، حيث يتسبب في الوفاة «المبكرة» لحوالي أربعمائة ألف أوروبي، بل إن مدينة مثل لندن وصل تلوث الجو فيها إلى مداه في شهر واحد وهو المفروض أن تصله في عام كامل بحسب معايير منظمة الصحة العالمية.    
وبطبيعة الحال فإن الحل الأمثل لهذه المعضلة البيئية هو خفض التلوث الجوي لأقصى درجة، وحتى نصل لهذه المرحلة نستعرض هنا بعض الخطوات الواجب اتخاذها لحماية أنفسنا:
أولا: تجنب الطرق ملوثة الهواء: حيث السير في الشوارع غير الملوثة وذات المباني المنخفضة وبها نباتات مزروعة على جانبيها تفصل بين المشاة ومرور المركبات يخفض التعرض لتلوث الهواء بمقدار قد يصل إلى ٦٠٪.
ثانيا: استخدام التطبيقات على أجهزة الجوالات مثل التي طورتها جامعة «كنجز كوليج» لمدينة لندن وتبين مستويات التلوث في كل أجزاء لندن فيختار المرء المناطق الأقل تلوثا.
ثالثا: تجنب القيام بالرياضة (المشي أو الركض) خلال ساعات الذروة، وأفضل الأوقات هي التي قبل بداية تلك الفترة.
رابعا: لا داعي لوضع الكمامة على الوجه؛ فكفاءة أغلبها غير مضمونة ونسبة تسريب التلوث مرتفعة بجانب ضيق التنفس من ارتداء الكمامة على الوجه.
خامسا: تناول الطعام الصحي؛ نظرا لاحتوائه على مواد تقاوم الأكسدة مثل فيتامين سي وغيره، والمتوفرة في الفواكه والخضروات.
سادسا: تغطية عربات الأطفال: فلقد أثبتت دراسة أجريت هذا العام أن الأطفال يتعرضون إلى أكثر من ٦٠٪ زيادة عن الكبار، وذلك عائد لقامة الأطفال (سواء الماشي منهم أو المدفوع في عربة) تكون في أغلب الأحوال بارتفاع أقل من متر. وبهذا تكون قريبة من عوادم السيارات التي تنفث الغازات والجزيئات المتسببة في تلوث الجو، بجانب أن أجهزة المناعة في أجساد الأطفال لم تكتمل تماما بعد. وينصح الباحثون بتجنب الطرق الأكثر تلوثا والابتعاد عن مواقف الحافلات وإشارات المرور (حيث تقف السيارات عندها فترات من الزمن) وبتغطية عربات الأطفال بأغطية بلاستيكية إذا كانت محتملة من الطفل خاصة في الجو الحار وهذه لا تمنع، إنما تقلل من تلوث الجو الذي يستنشقه الطفل.
نعود مرة أخرى للقول بأن أفضل السبل لمواجهة تلوث الهواء في المدن، تبدأ من المركبات.
ولعل البدء في إنتاج المحركات التي تعمل بالكهرباء يبعث على الأمل في جو أنقى مما تعيشه مدن العالم في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي شرعت العديد من الدول بالوعد في تنفيذه خلال السنوات القادمة.