نسمع عنهم ولا نعرفهم

الاعلام والاتصال
تاريخ التعديل
سنتان 6 أشهر
شعار آفاق

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة التواصل وتبادل المعلومات المختلفة بين جميع فئات المجتمع نرى ونقرأ ونسمع مقولات و ابيات شعر  وقصص وحكم و رواية مرتبطة بأسماء أعلام ، ولكن لانعلم من هم هؤلاء الأعلام ؟ ولا نعلم ماذا قدموا للبشرية والتاريخ ؟ بل قد لا نعرف عنهم الا الالقاب التي ميزهم بها مجتمعهم وتعاقبت عبر التاريخ لنا ، فسأسرد لكم عبر سلسلة مقالات هؤلاء العظماء الذين خلدوا في التاريخ وفي اذهان الناس واصبحت حكمهم ومقولاتهم وقصصهم واشعارهم على اشفار المجتمع من ادباء ومثقفين وحكام وصغار وكبار .
من هؤلاء الأعلام الجاحظ يسمع الكثير منا بهذا الأسم ولا يعلم من هو ؟ وماذا قدم للتاريخ ؟ وما هي حياته وكيف كانت . الجاحظ لقب والأسم هو عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري عاش من عام 159 هجرية حتى عام 255 هجرية . وقد ولد في البصرة وعاش فيها وكان ذلك في العهد العباسي في خلافة المهدي .
كان الجاحظ في ذلك الزمان يتمتع بالاتصال بمختلف الثقافات منها الفارسية واليونانية والهندية ، لقد كان الجاحظ مولعاً بالقراءة والاستطلاع ، كما ذكر انه كان يبيت في المكتبات من اجل القراءة ، وقد وصفه ابن يزداد قائلاً : هو نسيج وحده في جميع العلوم علم الكلام ،والأخبار ، والفتيا ، والعربية ، وتأويل القرآن ، وأيَّام العرب ، مافيه من الفصاحة .
انتج لنا هذا العالم عدة مؤلفات لا تخلوا مكتبة منها ، من ابرزها البيان والتبيين والذي كتب في اربعة اجزاء ، وكتاب الحيوان في ثمانية اجزاء ، وكتاب البخلاء ، والمحاسن والأضداد ، اضافةً الى الأمل والمأمول .
ومما قاله ومازال يتناقلها الناس قوله " الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يغريك ، والرفيق الذي لا يملّك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولايعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب " ومما ابهج الناس به لفظاً قوله " أول العيب أن تعيب ماليس بعيب " .
ومن ابياته الجميله عن الاصدقاء قوله :
وكَانوا لَنا أصدِقاءَ مَضوا
تفَانوا جَميعاً فَما خَلَّدو
تَساقَوا جَميعاً كُؤوسَ المنون
فمات الصديقُ وماتَ العدو
و أختم بقوله لمحبوبه :
ولي شاهِدٌ مِن ضرِّ نفسي وَسَقمِه
يُخبِرُ عَنّي أنَّني لَكَئيب
كَأَنّي لَم أَفجَع بِفِرقَةِ صاحِبٍ
وَلا غابَ عَن عَيني سِواكَ حَبيب

 

إبراهيم الزين

الاعلام والاتصال