يوم الوطن.. رأي ورؤية

أستاذ بقسم الفيزياء
تاريخ التعديل
5 سنوات 7 أشهر

يوم الوطن ذلك الحدث الأكبر في حياتنا نحن السعوديون، فالأيام تمر والليالي ونحن نستمتع بالحياة والأمان مع ضيوف الوطن مشكورين والذين قدموا لمشاركتنا الإنجاز والنجاح من خلال أبوابنا النظامية المشرعة.
ولكن هذا اليوم ليس كسائر الأيام، بل هو استلهام قصص وجود وبقاء وحياة آمنة ورغد عيش والحمد لله، ولكن لم يأتي كل ذلك من فراغ ولا ضرب من ضروب الحظ والمغامرات، إنما ثمرة من ثمار جهود المخلصين تمخض عنها كل هذا العطاء لهذا البلد خاصة وبلاد المسلمين، بل كل بلاد العالم.
نعم أولئك المخلصين الذين وهبو دمائهم وأرواحهم رخيصة لتشييد هذا الصرح الشامخ الذي أذهل العالم قيادة وشعب ومكان، المملكة العربية السعودية، بما تم تجاوزه من صعاب وتحديات وبما انجزوا بكل تجرد من أي معنا للخوف وحب الذات للإقدام والنجاح، وبهذا السلوك النبيل تصل النفوس السامية إلى المنجزات الضخمة المشرقة والمشرفة.
بلادنا في زمن غير بعيد كانت صحاري وقفار تجوبها كل أصناف الفقر والجوع والخوف والتشرذم، معطياتها واعده وتنوعها الجغرافي وموقعها الإستراتيجي ممتاز ولكن الفوضى وبعض ثارات القبائل ومطامع الحاقدين والجهل لم تسمح بالبناء أو العيش بأمان.
ولم يكن الإنسان في مأمن على نفسه ولا دينه ولا أهله؛ حتى قيض الله لهذه البلاد ذلك الرجل العظيم، الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، الذي أنقذ هذه البلاد مما تعانيه ومعه ثلة من الرجال الأوفياء، وهم كثر في الماضي والحاضر والحمد لله، ليقفوا معه ويشدوا من أزره.
ولكن كان ذلك الرجل يحوي بين جنبيه قلبا جسورا وشجاعا ورؤية ثاقبة ويقينا صادقا أن ما يسعى إليه يرضي رب العالمين، فتجاوز كل الصعاب دون أن يسلم نفسه أو بلاده إلى أي تحالفات أو انتماءات فتحقق له ما أراد وهو ما نعيشه عيانا بيانا وننعم به رغم أنوف الناعقين فليمت بغيظهم الحاقدون.
لم ينتهي المطاف بطموح ذلك الرجل المقدام عند عمره الذي منحه الله إياه ولا رؤيته المستقبلية، بل امتد العطاء والحرص من بعده في أبنائه وأحفاده الذين أكملوا المسيرة بكل اقتدار.
إنها تلك البذرة الصالحة آتت أكلها، فها هم كل يوم يفاجؤون العالم بثاقب نظرتهم وصدق حبهم لبلادهم وشعبهم الذي هو ذخيرتهم التي لن تخذلهم مهما ساوم على ذلك المطبلون والمرجفون والخونة والإرهابيون، ونحن نقول لقادتنا بأعلى صوت قولا وفعلا سمعا وطاعة وفدى لكل ذرة رمل من بلادنا على لسان رحل واحد، لأننا والحمد لله نفخر بولاة أمرنا وتوجهاتهم وهم يتصدرون واجهات صناعة القرارات في كل المحافل الدولية بذلك الصدق والشفافية والصمود بكل ثقة وإيمان.
++++++