الجامعة تنظم "ملتقى مستقبل الذكاء الاصطناعي في القطاع الأكاديمي"
شهد معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، مؤخرًا، ملتقى مستقبل الذكاء الاصطناعي في القطاع الأكاديمي، والذي تشرف عليه وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، بتنظيم من كلية العلوم بالتعاون مع كلية علوم الحاسب ومركز الذكاء الاصطناعي، بمركز المؤتمرات والمعارض بالمدينة الجامعية بالفرعاء.
واستهل معالي رئيس الجامعة الملتقى بكلمة أكد فيها على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم وتطوير البحث العلمي، وأشار معاليه إلى أن العالم يشهد تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن استخدامه بشكل فعال يمكن أن يسهم في تحقيق العديد من الإنجازات والتطورات في مختلف المجالات؛ وفي إطار التزام الجامعة بتطوير بيئة تعليمية متطورة، أعلن الدكتور السلمي عن اعتزام الجامعة إدراج مادة أساسية لدراسة الذكاء الاصطناعي لجميع الطلاب، بغية تأهيلهم وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأوضح السلمي أن هذا الإجراء يأتي استجابة لاحتياجات سوق العمل المتزايدة للخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن أجل تمكين الطلاب من المشاركة الفعّالة في صناعة المستقبل؛ وعبر الدكتور السلمي عن أمله في تطوير برامج تعليمية مشتركة بين مختلف التخصصات، لتعزيز التعاون والتفاعل بين الطلاب وتوسيع آفاق البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي؛ كما قدم شكره للمشاركين في تنظيم الملتقى، معبرًا عن تقديره لجهودهم المبذولة في إثراء النقاشات الفكرية والعلمية في هذا المجال المهم.
وتجول معالي رئيس الجامعة، يرافقه عدد من منسوبي الجامعة في المعرض المصاحب للملتقى، حيث استمع إلى شرح من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والبكالوريوس، الذين قدموا 85 ملصقًا علميًّا؛ تناولت مناقشات متنوعة وعميقة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات العلمية، ما جذب اهتمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، كما استعرضوا نتائج بحوثهم ومشاريعهم العلمية التي ترتبط بمجال الذكاء الاصطناعي.
وأوضح عميد كلية العلوم الدكتور متعب بن سعيد الغامدي أن المواضيع المطروحة في المعرض تنوعت بين قسم الأحياء والفيزياء والرياضيات والكيمياء، حيث ناقش قسم الأحياء التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في العلوم البيولوجية، بينما تركز دور قسم الفيزياء على كيفية تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال التقدم الفيزيائي، وتناول قسم الرياضيات دور الرياضيات والنمذجة الرياضية في الذكاء الاصطناعي، بينما قدم قسم الكيمياء استعراضًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الكيميائي.
وأضاف الغامدي أن الملتقى شهد سلسلة من الندوات العلمية والجلسات الحوارية، بالإضافة إلى دورة تدريبية متخصصة، تهدف إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات؛ وتضمنت الندوات العلمية محاضرة بعنوان "ثورة الذكاء الاصطناعي" قدمها مدير مركز الذكاء الاصطناعي الدكتور علي بن محمد القحطاني، بالإضافة إلى محاضرة حول "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" قدمها مستشار معالي رئيس الجامعة الدكتور عبدالمحسن بن عيد القرني؛ كما قدم وكيل كلية علوم الحاسب للشؤون التعليمية والتطوير الدكتور أيمن قحمش، جلسة حول "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم".
وشهد الملتقى جلسة علمية تحت عنوان "تلاقي العلوم" تناولت أهمية التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتخصصات العلوم، وجلسة حول "الآفاق المستقبلية لمجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في البرامج البينية"، وجلسة تناولت "دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز البحث العلمي"؛ وقُدمت دورة تدريبية تحت عنوان "مقدمة في التعلم العميق وتطبيقاته العملية"، تضمنت تطبيقات عملية مباشرة وحالات دراسية توضح استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات البحثية والدراسية، استفاد منها أعضاء هيئة التدريس، وطلبة الدراسات العليا، والبكالوريوس.
وتركزت توصيات ملتقى الذكاء الاصطناعي، الذي شارك فيه عدد من الباحثين والمتخصصين، على عدة مبادئ تعزز التعليم والتدريب في هذا المجال المتقدم، شملت تعزيز تطوير الكفاءات وتأهيل الكوادر من خلال برامج متخصصة تعتمد على أحدث الممارسات العالمية، وضرورة إدراج مقررات الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي في المناهج الجامعية مع التركيز على تحديث المناهج لمواكبة التطورات الحديثة، بالإضافة إلى تطوير المنصات الرقمية والخدمات الافتراضية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في النظام الإداري والأكاديمي.
كما شملت التوصيات تعزيز التكامل المعرفي بين الكليات والجهات ذات الاختصاص لبناء برامج تعليمية متكاملة تدعم التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، ودعم الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق التعاون مع الجهات البحثية والشركات المحلية والدولية؛ كما دعت التوصيات إلى تأسيس كرسي بحثي للعلوم التطبيقية والذكاء الاصطناعي وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، بالإضافة إلى دعم الأبحاث في مجال العلوم التطبيقية والتقنية والذكاء الاصطناعي؛ ودعم توسيع التعاونات الوطنية والدولية لتطوير تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الجامعة، مع التركيز على تطوير وتأهيل الكوادر الأكاديمية وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا في هذا المجال المتقدم.
يذكر أن الملتقى شهد حضورًا فاعلًا تجاوز 2000 مستفيد من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة، الذين استفادوا من المحاضرات والجلسات الحوارية والدورة التدريبية في توسيع مداركهم وتطوير مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي؛ كما يأتي هذ الملتقى ضمن جهود جامعة الملك خالد في تعزيز المعرفة وتطوير المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على أهمية التطور التكنولوجي في مختلف المجالات؛ مما يعزز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة ومركز بحثي متميز في المملكة العربية السعودية.
منصور كويع