كلية الشريعة بالجامعة تنظم مؤتمرًا دوليًّا حول الدراسات الشرعية ورؤية 2030
أطلقت الجامعة موخراً مؤتمرًا علميًّا بارزًا بعنوان "الدراسات الشرعية وسؤال التنمية في أفق تحقيق رؤية 2030"، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيس كلية الشريعة وأصول الدين؛ وأقيمت فعاليات المؤتمر في مركز المعارض والمؤتمرات بالمدينة الجامعية في الفرعاء، ويستمر على مدى يومين، بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين من داخل المملكة وخارجها بالإضافة إلى عمداء كليات الشريعة بالجامعات السعودية.
واستهل رئيس الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، كلمته خلال حفل الافتتاح برفع التهنئة بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، سائلاً الله عز وجل أن يديم على البلاد الأمن والأمان والعز والتمكين في ظل القيادة الحكيمة؛ كما أعرب عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر الذي يعكس فخر جامعة الملك خالد بكلية الشريعة وأصول الدين التي تحتفل اليوم بخمسين عامًا من العمل الأكاديمي والعلمي الرصين.
وأكد الدكتور ابن دعجم أن حكومتنا الرشيدة تبذل جهودًا عظيمة في تطوير التعليم وتعزيز البحث العلمي، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر هو إحدى ثمار تلك الجهود المباركة؛ كما أشار إلى أن المؤتمر ينطلق من رؤية السعودية 2030 ويتسق مع استراتيجية جامعة الملك خالد 2030، التي تتماشى مع استراتيجية تطوير منطقة عسير، مؤكدًا على دور الدراسات الشرعية في تعزيز التنمية وتحقيق قضايا المجتمع.
من جانبه، أوضح عميد كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور محمد بن علي القرني، أن المؤتمر يأتي متزامنًا مع مرور خمسين عامًا على تأسيس الكلية، التي كانت باكورة التعليم الجامعي في منطقة عسير؛ وأكد أن الكلية تسير بكل عزيمة وهمة نحو تحقيق الإنجازات وأفق العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الخمسين عامًا تمثل مسيرة من البناء المعرفي والتأصيل العلمي والمشاركة البحثية وخدمة المجتمع.
وأكد الدكتور القرني أن الكلية تواصل العمل على تطوير برامجها الأكاديمية والبحثية بما يتماشى مع استراتيجية الجامعة، حيث انتهت الكلية من مواءمة برامجها مع تلك الاستراتيجية؛ كما أشار إلى أن الكلية تعمل على إعداد 11 برنامجًا نوعيًّا جديدًا في درجات الدبلوم والدراسات العليا، وتسعى إلى إطلاق برنامج دولي لدرجة البكالوريوس بنمط الدراسة الحضوري والإلكتروني؛ وأعرب عن شكره وتقديره لجميع من ساهم في تنظيم المؤتمر، مشيرًا إلى أهمية هذا الحدث العلمي في تعزيز الحوار بين العلوم الشرعية والتنمية المستدامة وفق رؤية المملكة 2030.
تلا ذلك كلمة للمشاركين في المؤتمر ألقاها نيابة عنهم عميد كلية الحقوق بجامعة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية الأستاذ الدكتور ماهر جميل، أشاد فيها بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في دعم التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن اختيار عنوان المؤتمر "الدراسات الشرعية وسؤال التنمية في أفق تحقيق رؤية 2030" يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات والفرص التي تواجهها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث؛ وأكد الدكتور ماهر على أهمية هذا المؤتمر في تعزيز الفهم المتبادل بين العلوم الشرعية وقضايا التنمية، مشيرًا إلى أن الجمع بين هذين المحورين يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.
كما تضمن حفل الافتتاح عددًا من الفقرات، حيث شاهد الحضور عرضًا مرئيًّا استعرض تاريخ كلية الشريعة وأصول الدين وأبرز إنجازاتها خلال الخمسين عامًا الماضية؛ كما تخلل الحفل فقرة شعرية ألقاها الدكتور راشد بن علي حلل أحد أعضاء هيئة التدريس في الكلية، وفي ختام المؤتمر، كرّم رئيس الجامعة المكلف ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ الدكتور حامد بن مجدوع القرني المتحدث الرئيسي في المؤتمر وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي بن إبراهيم النملة، تقديرًا لمشاركته كما شمل التكريم رؤساء الجلسات عمداء كليات الشريعة في عدد من الجامعات السعودية، تقديرًا لجهودهم في إدارة النقاشات العلمية وإثراء جلسات المؤتمر بأفكارهم ورؤاهم المتميزة.
يذكر أن المؤتمر يشهد تقديم 23 ورقة علمية ضمن 6 جلسات متخصصة، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على دور الدراسات الشرعية في تحقيق التنمية المستدامة وفقًا لرؤية المملكة 2030؛ كما يركز المؤتمر على تأصيل مفاهيم أساسية مثل التنمية والاقتصاد والوطن من منظور شرعي، ويبحث في دور كليات الشريعة في دعم رؤية 2030 ومواجهة التحديات المجتمعية والاقتصادية المعاصرة وعدد من المحاور الأخرى.
منصور كويع