سمو الأمير تركي بن طلال: خطة مستقبل المنطقة هي من الإنسان وبهِ ولهُ
علاقتنا مع الجامعة علاقة استراتيجية حقيقية ونصف فريقي من الجامعة
بين أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز خلال الحوار الذي أجرته معه صحيفة آفاق، أن ٦٠٪ من غابات المملكة هي بمنطقة عسير، إذ قال "نطمح أن نساهم في تعزيز هذه الغابات، وكما يعلم الجميع أن مبادرة السعودية الخضراء هي زراعة الأماكن التي لا يوجد بها غابات لكي تصبح المملكة كاملة خضراء، ولابد أن ندعم من الوضع الراهن، وبفضل من الله نملك القدرة على ذلك".
* بداية سمو الأمير من خلال الجولة معكم في منطقة عسير ومنها الجولة المتعلقة بالأندية الرياضية، لنادي أبها الرياضي ونادي ضمك الرياضي لاحظنا اهتمامكم بالرياضة والذي أثمر عن صعود ناديين لكرة القدم من الدرجة الثانية للدرجة الأولى ومن الدرجة الأولى لدوري المحترفين وثباتهم على مدى سنوات ماهي رؤيتكم عن هذا الدعم؟
هل سبق وأن مر عليك بيت شعر يقول "ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهرِ بين الحفر!، هذه الفِرق قررت أن تعيش متعة صعود الجبال وهذا الذي حصل.
* لاحظنا نشاط فريقك الدائم والحرص على العمل الميداني، ما الدافع لسموكم للعمل بكل هذا النشاط والحماس؟
لأن المهمة التي أوكلت لنا من قبل سيدي الملك- حفظه الله- مهمة تتعلق بوطننا وإذا لم نعشق العمل لوطننا فلمن نعشق!
* ماذا يعني لكم تكريم فريق عملكم؟
شكر الناس على عمل أتقنوه هو أجمل شيء في الحياة، فكلمة "بيض الله وجهك"، حين تقال من مقامها الصحيح فقد وافق شن طبقه، وهذا بلا شك يسعد أي شخص، أما إضاعة جهود أي فرد وعدم شكره فهذا أمر غير مقبول عندنا وعند كل منصف.
* نلاحظ منكم تواصلكم المباشر مع الوزراء وقيادات المنطقة، ما أثر هذا التواصل المباشر في العمل والإنجاز؟
هذا توجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ونعمل جميعاً منظومة واحدة فجميع المسؤولين دون استثناء وضعوا في مناصبهم لخدمة الجميع، وهي حلقة مترابطة، ولابد أن يعمل الجميع جنباً إلى جنب حتى نصل إلى ما كلفنا به، والحمد لله أننا نسير في هذا الاتجاه.
* سمو الأمير: ماذا يعني لكم الإنسان في منطقة عسير خصوصا أنه أحد ركائز استراتيجية تطوير المنطقة؟
خطة مستقبل المنطقة هي منه وبهِ ولهُ.
* كيف تنظرون إلى جامعة الملك خالد التي تتوزع فروعها في عدة محافظات، وهي إحدى ممكنات استراتيجية تطوير المنطقة، ما الذي تأملونه منها للمساهمة في التنمية والتطوير؟
كما ذكرت هي ممكن استراتيجي، وليست كل الجهات ممكنات في الإستراتيجية، فلدينا حاليًا 9 ممكنات أساسية، ومن المهم توثيق العلاقة الاستراتيجية معهم، والحمد لله علاقتنا مع الجامعة علاقة حقيقية، ونصف فريقنا من الجامعة، وأنتم منها، ونصف الحضور ينتمون إليها، فالجامعة مركز الاعتدال، وكلما كبرت قيمتها في المجتمع قل التطرف، والفقر، فنحن دورنا أن نقوي وندعم هذا الصرح من كافة النواحي، والآن كما تعلم مشروع المدينة الجامعية بالقرعاء على مشارف الانتهاء حيث تم إنجاز ٩٨٪، وجاري انتقال الكليات تدريجيا، كما أننا نهتم وندعم أوقاف الجامعة كي يصبح للجامعة دخل إضافي، حيث يجب على أي جامعة أن يكون لها دخل إضافي من مصادر غير حكومية، والأهم هي المواءمة، حيث وقعت الجامعة مؤخراً اتفاقية مع هيئة تطوير عسير، وسيكون هناك تتغير في بعض المناهج المتعلقة بالجامعة بما يتماشى مع رؤية المنطقة.
* ما هي رؤيتكم لتشجيع الاستثمار في المنطقة؟
لدينا مشاكل تواجه الاستثمار في المنطقة لابد من حلها ونعمل عليها الآن، وهذا أمر معروف لدى الجميع، وقد حضرتم بعض تلك الاجتماعات وشاهدتم هذا الأمر، وإذا ولدت الإرادة وجدت الطريقة، كما أن أغلب مشاكل رجال الاعمال تم حلها.
وعلى سبيل المثال تحدث معي رئيس نادي ضمك، في موضوع يخص نادي ضمك من لجنة تحديات الأعمال، ولأن اللجنة أصبح أداؤها بالطريق المحدد أثر هذا الأمر بشكل إيجابي على المستثمرين داخل المنطقة وخارجها، وكما تعلم أن استراتيجية المنطقة تهدف إلى حصد جزء كبير من المبالغ عن طريق الاستثمار، وهذا الأمر يجعلنا نعمل على ترتيب أولوياتنا داخل المنطقة، الأمر الذي نتج عنه استقطاب ١٧ رجل أعمال من شركات كبيرة سنعلن عنها قريبا، وليس الهدف جلب 100 شركة بقدر ما يهمنا قدوم شركات نحددها يكون لها قيمة مضافة، كما أننا لا نريد أن تتحول العملية إلى منافسة بقدر ما يهمنا تحقيق الأهداف المنشودة.
* كيف ستسهم منطقة عسير في مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-؟
منطقة عسير جزء رئيسي وكبير في هذه المبادرة، سأتشرف بطرحها على سموه -يحفظه الله - مساهمة من عسير في مبادرة السعودية الخضراء، حيث أن ٦٠٪ من غابات المملكة العربية السعودية في منطقة عسير، ونطمح أن نساهم في تعزيز هذه الغابات، وكما يعلم الجميع أن مبادرة السعودية الخضراء هي زراعة الأماكن التي لا يوجد بها غابات لكي تصبح المملكة كاملة خضراء، ولابد أن ندعم الوضع الراهن، وبفضل من الله نملك القدرة على ذلك.
* لاحظنا سعيكم الكريم في قضايا الصلح، الى أين وصل الإنجاز في إصلاح القلوب من خلال لجنة إرساء السلم المجتمعي؟
نحن نقول أيهما أولى إصلاح القلوب أم إصلاح الدروب، ولم نقل بأن هذا أهم من هذا، لكن الموضوع لفت نظر البعض فاعتبر إصلاح القلوب قبل إصلاح الدروب، وهذا سؤال سبق وأن طرحناه، ونقول ليس شرطًا إصلاح القلوب لإصلاح الدروب، وقد يكون لدينا جهتان لديهما مشكلة ويذكر أحدهما أنه لا يريد الصلح بهدف تحقيق مطالب خاصة به، ونحن نقول أن العلاقة بين إصلاح الدروب وإصلاح القلوب هي علاقة طردية ليست علاقة شرطية، كل ما زاد إصلاح القلوب كل ما اهتم المجتمع في إصلاح الدروب، وزادت الاستثمارات أكثر، ونحن نشجع هذا الأمر، لكن لا نقول إن هذا شرط لهذا، والحمد لله الناس ميالة للخير بفطرتها، ومقبلة على مستقبل مشرق، وتواجدكم معي خلال الأيام الماضية وما شهدتموه يؤكد أنه لا يكاد يمضي أسبوع إلا وقد تم حل أكثر من موضوع ينتهي أمره تماماً، والأهم هو إيجاد الحلول الصحيحة بين الطرفين لأن بعض القضايا استمرت إلى سنين طويلة وكانت تحتاج فقط لمثل تلك الحلول لتنتهي بالشكل السريع.
عبدالله آل منشط- خالد أبو ملحه