الدكتور أحمد التيهاني: الشعر تعبير عن شواغل الذات وهمومها وآلامها
"التأليف مهمة وواجب أما الشعر فهو تنفّس" هذا ما قاله لنا خلال الحوار التالي الأستاذ الجامعي والشاعر والمؤلف الدكتور أحمد عبد الله التيهاني الذي واجه هو وأبناء جيله العديد من الصعوبات في سبيل إكمال الدراسات العليا .
كيف بدأت مشوارك الجامعي؟
بدأته طالبًا محبًّا لتخصّصه، شغوفًا بالمعرفة، متمرّدًا على المسلّمات التي تقوم على النقل فقط، ولا تستند على البحث العلميّ الدقيق.
ما المعوقات التي واجهتها في مسيرتك المهنية؟
إن كان المقصود بالمسيرة المهنيّة، العمل الأكاديميّ، والدّراسات العليا، فإن أكبر الصعوبات التي واجهت جيلنا هي عدم وجود برامج دراسات عليا، لعدم وجود جامعة، إذ كانت دراستنا الجامعية في فروع للجامعات الكبرى، قبل تأسيس جامعة الملك خالد، مما اضطرنا إلى الاغتراب والسفر دون أي امتيازات كتلك التي يحصل عليها المبتعثون الخارجيون، فضلا عن أن موضوعات الرسائل كانت واسعة، وتحتاج إلى جهد خارق في جمع المادة العلمية، في ظل عدم توافر مصادر المعرفة الموجودة الآن، إذ كانت الكتب الورقية المصدر الوحيد للمعلومة.
هل يمكن أن تعطينا نبذة عن تخصصك الدراسي؟
تخصصي هو النقد الأدبي، وهو مجال واسع، لا يقف عند النصوص الأدبية، وحسب، وإنما يتجاوزها إلى شواغل الفكر والثقافة كلها.. إنه عالم من المعرفة المتجددة، والمناهج المستحدثة.. أما في جانبه الفني، فإن للنقد في ميادين النصّ الأدبي ـ شعراً كان أم نثراً - بصمته المفيدة السّارية في عمق هذا العمل، الرافعة له، السّابرة لأغواره، بغية السّير به إلى ما ينبغي أن يكون عليه، من تحقق الرّسالة الأدبيّة في الحياة، عند الذين يرون أنّ الأدب رسالة، ومن تطوّر الفنون الأدبيّة، عند الذين يرون أن الأدب جمالٌ خالص، هدفه ورسالته ينحصران في: الإمتاع فقط، وهم أصحاب نظرية: "الفنّ للفنّ"، وهي نظرية محترمة جدا بالمناسبة، وليست كما نظر إليها الذين أرادوا استخدام الأدب والفن لمآرب سياسية وآيديولوجية.
بصفتك دكتور في الجامعة وشاعر ومؤلف كتب كيف استطعت النجاح والتوفيق بين كل ذلك؟
الأساس هو العمل الأكاديمي، ومن مهام أستاذ الجامعة البحث والتأليف في تخصصه، بل إنها أجلّ مهامّه، وربّما فاقت أهميتها التدريس الجامعي.. أما الشعر فهو تعبير عن شواغل الذات وهمومها وآلامها.
هل تأليفك للكتب وإلقاء الشعر موهبة أم شغف؟
التأليف مهمة وواجب كما أسلفت، أما الشعر فهو تنفّس.
كمؤلف مخضرم ماهي نصائحك للمؤلفين الجدد؟
الأمانة العلمية.. ثم الأمانة العلمية.. ثم الأمانة العلمية، وبعدها تكون قضية الإيمان بالقضايا البحثية، وإدراك دورها في تشكيل الوعي، والإضافة إلى المعرفة.
ما أقرب أعمالك في التأليف إلى قلبك؟
أقرب أعمالي إلى قلبي هو كتيب صغير عن نشأة الأدب وتطوره في منطقة عسير، وهو لا يتجاوز 200 صفحة، إلا أنني بذلت فيه جهدا خارقا، وحبي له يعود إلى أنه فتح أمام الباحثين والباحثات أبوابًا جديدة نحو موضوعات غير مطروقة.
حدثنا عن أبياتك الشعرية المفضلة؟
هذه الأيام أحب هذه المقطوعة؛ لأنها تعبير ساطع عن ألم حقيقي:
مُهدرٌ..
كالماءِ في الأرضِ اليبابْ
وخفيٌّ..
مثلَ هاءِ الآهِ في أقصى العذابْ
ووحيدٌ..
يَتَحرّى زفْرةَ الرّيحِ التي تجلو غبارًا
عَجَّجَتْهُ اللحظةُ الحمقاءُ في وجه الضّبابْ
وعنيدٌ..
يشبهُ اللاءاتِ حين اقتادها الإيمانُ..
نحو الكُفْرِ بالشؤمِ المُغطّى بالهديلِ العذْبِ..
لكنْ..
تحتَهُ ألفُ غرابٍ..
وغرابْ
ناعقتْهم بومةٌ شوهاءُ..
أدْنتهُمْ..
فساسُوها..
ليزدانَ الخرابْ
مُهدَرٌ..
أوْ
أوحدٌ..
أوْ
لا يُرى
قُلْ:
إنّهُ الجُرْحُ الذي وافاهُ جُرْحُ الأرضِ..
فاختارَ الغيابْ
أوْ..
هو النّهرُ الذي خلّاهُ مجراهُ،
فسالتْ أرضُهُ الأُولى..
سرابًا
وتُرابًا
وخرابًا
ووشاياتٍ وأحزابًا
وبوّابًا وبابْ
لو كنت ستوجه نصيحة لطالبات الإعلام ماذا ستكون؟
عليكن الاهتمام بسلامة اللغة نحوا وصرفا، فأكثر شيء يزعجني في أعمالكن هو رداءة اللغة، وكثرة الأغلاط.
"ولد عائشة و زوج عائشة" ما هي الرسالة التي تود إيصالها عند اختيارك لهذا "البايو"؟
كتبت هذا "البايو" حين كان البعض يتعيّر من اسم المرأة وصوتها وحضورها.
صِف لنا علاقاتك بمؤلفاتك في كلمة؟
قلق.
كتاب تنصح بقراءته؟
كتاب: "المثقف والسلطة"، لإدوارد سعيد.
ما هي أهم انجازاتك والتي تتمنى أن تُخلّد؟
صبري على أذى المؤدلجين وداعميهم بغير إحسان.
لو كانت حياتك كتاب ماذا سيكون عنوانه؟
"مُهدر"
مرام علي، ريم إبراهيم، وجدان محمد