تاريخ التعديل
سنتان 3 أشهر
مشاري آل صالح

 

 

من طالب إعلام واتصال في جامعة الملك خالد إلى عضو هيئة تدريس في ذات الجامعة،  بدأت رحلة  الأستاذ مشاري علي آل صالح  في عام ١٤٣٥ هـ حيث قادته المعرفة بشخصيته وموهبته إلى اختيار التخصص المناسب، بعد الخوض في تخصص لا يتلاءم معه.

تغيير التخصص الدراسي

بدأ حديثه عن تخصص الكيمياء الذي يُعد محطته الأولى في الجامعة، وقال: شعرت حينها أنني بالطريق الخطأ؛ لأنني لم أجد نفسي في هذا التخصص، وبدأت أفكر وأتساءل عن التخصص الذي قد يكون مناسب لقدراتي وقريب لشخصيتي، واكتشفت حينها أنه تخصص الإعلام والاتصال، وكانت بداية مسيرتي بهذا التخصص عام ١٤٣٥ والذي شجعني بهذا المسار بأنه قريب جدًا لشخصيتي الاجتماعية، حيث أحب مشاركة المحتوى عبر صفحات وسائل الإعلام الجديد.

التأقلم مع التخصص

وأضاف بأنه لم يواجه أي تحديات أو صعوبات قوية خلال دراسته للتخصص، وذلك يعود إلى تأقلمه السريع مع هذا التخصص، ولكن على مستوى الدراسة الجامعية يرى  بأن كان هناك بعض الأوقات التي يمر فيها أي طالب بضغط نفسي بسبب السنوات الطويلة التي أمضاها بالجامعة.

اكتشاف الذات في الغربة

وعن رحلته للابتعاث في المملكة المتحدة والتي يعتبرها نقطة تحول في شخصيته قال: المبتعث لطالما يقضي أوقاته دائمًا مع نفسه وهذا ما يجعله يكتشف نفسه أكثر في الغربة التي تأخذك بعيدًا عن أقاربك، وأصدقائك، ومجتمعك السابق.  وأضاف: عندما تخالط العديد من الجنسيات المختلفة وترى الثقافات المتنوعة تبدأ تتغير شخصيتك ونظرتك للحياة؛ لأن تلك الشخصيات تنقل لنا قصص معبرة عن كيف كانت بداياتهم لتحقيق تلك الانجازات التي كانت بالنسبة لهم حلم.

الاطلاع الإعلامي والنقد

وعند سؤاله عن المهارات التي يجب على الإعلامي التميز بها، أجاب: أن يكون ذو إطلاع عالي على الصحف العالمية، وطريقة عملها ودراسة مجتمعه بالشكل المناسب؛ لكي يكون هناك قوة وتوافق جيد، بالإضافة إلى أن يكون مستمع جيد ويعتاد على هذه المهارة التي ستضيف له الكثير، وأن يكون لديه الحس النقدي الذي يفحص لنا أي عمل، ويستخرج ما به من صواب وعيوب، ونواقص، ومن ثم الحكم عليه.

أسس إعلامية

ويرى مشاري بأن هناك العديد من الأسس التي يعتمد عليها تخصص الإعلام وأبرزها، أن تخاف الله في كل ما تنشر وتلتزم بما يتناسب مع قيم وتقاليد مجتمعك، وتتأكد من صحة المعلومات التي تنشرها، وتكون محايد في كل ما تنشر؛ حتى نخرج بصورة رائعة أمام المجتمع المحلي، والعالمي.

أهمية فريق الأزمات الخاص

في الوقت الذي يرى مشاري بأن العالم خلال هذه السنوات أصبح يواجه أزمات كثيرة وأسبابها مختلفة، قال حول ذلك: كي يكون هناك استعداد تام للأزمات الغير متوقعة، فمن الواجب على جميع المنشآت الحكومية والخاصة تدريب فريق أزمات خاص، يكون لديه القدرة العالية في مواجهتها، وتكوين فريق خاص من جميع الاقسام المختلفة، ويكون هناك لهم خط خاص للطوارئ حيث لو حصلت أزمة غير متوقعة، فلن يستطيع إدارتها وانهائها، أو تصعيدها، إلا هذا الفريق، فمن الواجب أن يكون هناك لهم تدريب من وقت إلى آخر، ومراجعة تلك المعلومات التي تخص شركتهم، وتحديثها من وقت لآخر.

التمكن من اتخاذ القرار

وأضاف بأن أبرز المهارات التي تمكنك من إدارة الازمة هي القدرة العالية على اتخاذ القرار، فمن خلال تلك القرارات يتحدد مصير الشركة، وختم حديثه حول طريقة التواصل المناسبة للأزمة، وقال: أن يكون هناك غرفة اتصالات خاصة، بأرقام مختلفة؛ لتسهيل التواصل مع أصحاب المصلحة.

تأثير الصحف الورقية

 وردا على سؤاله عن تأثير الصحف الورقية أكد بأنه لم يعد هناك لها تأثير قوي حتى وأن كانت رقمية، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أقوى بكثير في إثارة الرأي العام، وايصال المعلومات بشكل أسرع، وأدق للجمهور المقصود، وأضاف قائلاً: التحول الرقمي أضاف لنا الكثير وسهّل علينا عملية إيجاد المعلومات، ونشرها، وإيصالها لمختلف الثقافات العالمية، ولكن في المقابل يرى بأن من سلبياتها إتاحة الحرية المطلقة للمحتوى غير الهادف في نشره، ومشاركته مع جميع عناصر المجتمع.

نشر الإيجابية

وفي ختام اللقاء دعا  إلى نشر الإيجابية، ودعم جميع عناصر المجتمع، لكي نخلق بيئة مختلفة وقادرة على مواكبة هذه التطورات الملحوظة، كما تمنى التوفيق والنجاح لجميع طلاب وطالبات هذا الجيل، وقدّم شكر خاص لصحيفة آفاق على كل جهودها.

 

سمية القحطاني