أ.مرام المالكي:النشاط الطلابي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية
اعتبرت عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة، رائدة النشاط بالكلية الأستاذة مرام سليمان المالكي أن النشاط الطلابي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية السليمة عوضا عن كونه متنفس للطالب، وفرصة لصقل مهاراته الشخصية، مؤكدة على أهمية استشارة طلاب وطالبات الكلية عند الشروع في كتابة الخطة الفصلية للنشاط, وقالت من خلال الحوار الذي أجرته معها «آفاق»: علمتني الغربة أن أكف عن الاعتماد على الأخرين وأتحمل المسؤولية، في حينٍ آخر أخذت مني بهجة أعياد وتكاتف عزاء، ثم واستني بشهادات وخبرات لامعة، بينما استنزفت طاقة جسد وذهن, حدثينا عن مسيرتك الأكاديمية بين تخصص اللغة إنجليزية وآدابها والأعمال التجارية و القانون و العلوم الاجتماعية؟
بالنسبة لمسيرتي الأكاديمية، لا يخفى على الجميع مدى صعوبة اختيار التخصص. وهذه مشكلة تواجه عددا كبيرا من الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية. وهذا ما وضح في مسيرتي الأكاديمية، بحيث درست السنة التحضيرية بكلية كابلن بلندن والتي كانت متعددة المسارات كالأعمال التجارية، والقانون والعلوم الاجتماعية.
قضيتُ عامًا كامًلا غير مقتنعة بما أدرسه ولم أشعر بالانتماء لما كنتُ مكلفة به من أعمال دراسية. انتهى العام مكللا بالنجاح والتفوق مع ذلك حين علمت أنه لا بد أن أختار إحدى هذه الثلاث مسارات أيقنت أنها لم تكن ما أصبو إليه.
اهتمامي بالأدب دفعني لإعادة السنة التحضيرية واختيار تخصص الأدب.
كانت رغبتي الأولى دراسة اللغة العربية وآدابها، ولكن الـ8 سنوات السابقة من الغربة تستحق دراسة اللغة الإنجليزية وآدابها.
انتهت فترة عمل والدي، ثم عدتُ إلى الوطن ودرست التخصص المرغوب ثم تخرجت وبحمد الله من جامعة الملك سعود بالرياض.
ما الذي ينقص النشاط الطلابي لجذب الأجيال الجديدة، خصوصا وأنك رائدة النشاط في كلية اللغات والترجمة؟
النشاط الطلابي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية السليمة. كما أنه متنفس للطالب ليخرج عن الإطار التدريسي وفرصة لصقل المهارات الشخصية.
طبعا سعيدة جدا بتكليفي رائدة للنشاط بكلية اللغات والترجمة لأن هذه الفرصة سنحت لي باكتشاف مواهب عدة مذهلة لدى طالبات كلية اللغات والترجمة. بالنسبة لسؤالك أعتقد أن النشاط يجب أن يلامس احتياجات الطلاب لكي يكون محط اهتمامهم.
أنصح نفسي أولا وغيري من رواد النشاط أن نبحث ونستكشف عن احتياج هذا الجيل، عوضا عن حصرهم بأفكارنا ومخططاتنا النشاطية.
ولأن النشاط ما وجد إلا لخدمة الطالب أعتقد أنه من الأفضل استشارة طلاب الكلية وسؤالهم عن رغباتهم وأفكارهم قبل الشروع في كتابة الخطة الفصلية للنشاط. وبهذا يكون رائد النشاط ملم باحتياجات ومواهب الطلاب وعلى أساسها يرسم خطة للنشاط.
عملتِ سابقا كمعلمة في النظام المونتيسوري للغة الإنجليزية والرياضيات،
هلا عرفتنا على هذا النظام؟
نعم، عملت كمعلمة للمونتيسوري في مدرسة عالمية بالرياض لمدة ترم دراسي. وفعلا ذهلت بهذا النظام التدريسي الرائع.
النظام المونتيسوري ينسب للدكتورة ماريا مونتيسوري وهي معلمة ومربية ذات شهرة كبيرة عالميا.
هذا النظام التعليمي فعال وداعم للطفل بحيث يتم فيه الابتعاد عن التلقين والتحفيظ، أي يكون التعليم معتمد على حواس الطفل واكتشافه وتحليله لما حوله. حين خضت هذه التجربة تعلمت بأن أكون متابعة ومحفزة للطفل، بحيث يكون هو المركز الرئيسي لاكتشاف المعلومات.
يتم تطبيق المعلومات من خلال ألعاب تعليمية، بطاقات إدراكية ومواد تعليمية محسوسة. مثلًا أن تكون الأدوات الدراسية مصنوعة من الخشب كالمكعبات الخشبية والتي تجعل الطفل يدرك بحواسه الأشياء الطبيعية الحقيقية عوضا عن البلاستيك وغيره. هذا مثال بسيط عن طريقة التدريس وبإمكانكم التعمق أكثر بالبحوث العلمية المطبقة على هذا النظام التعليمي.
بالنسبة لتجربتي الخاصة فأني أرى بأن هذا النظام يؤسس طفل منظم، ومكتشف ومحب للتعلم.
هنا يكمن جوهر نظام المونتيسوري بأنه يسعى إلى احترام شخصية الطفل وصقلها بتدخل قيادي بسيط من المعلم وبحيث يكون الطفل مهيأ لاكتشاف المعلومات بنفسه.
ما أوجه الشبه والاختلاف بين التعليم العام والجامعي من خلال تجربتك؟
أعتقد أن التعليم العام غالبًا ما يعتمد على تأطير التفكير العلمي لدى الطالب وحشد كبير من المعلومات والمواد التعليمية كما تجعل الطالب يصب تركيزه على جمع عددا أعلى من الدرجات العلمية عوضا عن التفكير الإبداعي والبحثي. وهنا تكمن الصدمة العاطفية والنفسية لدى الطلاب حين ينتقلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي.
بحيث أن الجامعة تعتمد على تكوين طلاب مفكرين ومستقلين بالبحث عن المعلومات. التعليم الجامعي متخصص أكثر ومحدد بمسارات حسب رغبة الطالب وأعتقد هذا بحد ذاته دافع للرغبة في التعلم.
سمعت مؤخرا بأنه سيكون هناك تعديلات على الخطط الدراسية وتحديد مسارات للتعليم العام وهذا ما أدخل السرور على قلبي، لأني أؤمن بأن الطالب في المرحلة الثانوية يحتاج إلى تكوين وتحديد رغبته الدراسية المستقبلية عوضا عن الجمع الكمي للدرجات. وهذه المشكلة تجعل الطالب تائها في أول السنوات الجامعية رغبة في تحديد مساره التخصصي الصحيح.
لك تجربة سابقة في التأليف والنشر، هلا حدثتنا عنها؟
من حسن حظي أني نشأت في بيئة عائلية محفزة، وهذا سبب رئيسي في تحقيق رغباتي. لطالما أحببت الكتابة، في مجال الخاطرة، والقصة القصيرة والمقالات. كنت أكتب كهواية أمارسها في ساعات الغربة الطويلة. لم يخطر في مخيلتي أن أنشر ولو سطرا واحدا، حتى عرضت واجبا منزليا طلبته معلمة اللغة العربية في نهاية المرحلة الإعدادية في أكاديمية الملك فهد بلندن. كانت قصة قصيرة تتلوها خاطرة.
أثنت معلمتي على ما قرأت وأصرت أن أبدأ في التخطيط لنشر كتاباتي. أعجبتني الفكرة، ولكن خشيت تطبيقها لصغر سني. توقعت بأني لن أجد القبول والتشجيع.
أكملت مشواري بالكتابة واحتفظت بها حتى انتهيت من دراسة الدبلوم في الأدب العربي. في ذلك الوقت وفي عمر الثامنة عشر اعتقدت بأني ناضجة جدا لنشر كتاباتي. وفعلا تواصلت مع دار نشر بلندن وتم نشر الكتاب ومشاركته في معرض الكتاب بالرياض عام ٢٠١٣.
كنت ولا زلت فخورة بذلك الإنجاز، كما تطلب مني شجاعة كبيرة أن أدخل مجال النشر في ذلك العمر وتقبل آراء وانتقادات القراء. رغم سعادتي بإتمامي كتابي الأول، إلا أني تعلمت من هذه التجربة أن التأني في النشر وسيلة أفضل لتطوير المهارة الكتابية. ولهذا أكملت الآن عامي الخامس في تدوين وتلقيح كتابي القادم بإذن الله.
درستِ ونشرتِ كتابك في لندن، ماذا أضافت لك الغربة وماذا أخذت منك؟
بصراحة هذا السؤال أخذ مني وقتا أطول من غيره. يطول الحديث عن الغربة، فهي تجارب حيوات في حياة. تكون شخصا يعلو ثم يهبط، يبكي ثم ينضج، تارة يفرح ويُنجز وتارة أخرى يتقوقع ويُحبط.
علمتني الغربة أن أكف عن الاعتماد وأتحمل المسؤولية، في حينٍ آخر أخذت مني بهجة أعياد وتكاتف عزاء. ثم واستني الغربة بشهادات وخبرات لامعة، بينما استنزفت طاقة جسد وذهن.
ممتنة جدا لتلك المرحلة التي صنعت مني ما أنا عليه الآن. أيقنت أنه كلما زاد الجهد والألم زادت الخبرة والقوة.
هل من كلمة أخيرة؟
شكرا جزيلا صحيفة آفاق لكونك مرآة صادقة ونموذجية لأحداث وكوادر جامعة الملك خالد.