أ. صفية عسيري: اللغة الإنجليزية مهارة مكتسبة يجب صقلها بالتدريب والممارسة
سارة الربيعي
اعتبرت مشرفة قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بالجامعة، المحاضرة بالقسم الأستاذة صفية علي محمد عسيري، أن اللغة الإنجليزية مهارة كأي مهارة أخرى تحتاج إلى صقل بالتدريب والممارسة وليس الحفظ والتلقين.
وشددت في حوار خاص مع «آفاق» على أهمية تعلم اللغة الإنجليزية في هذا العصر الذي نعيشه بكل ما فيه من تلاقح للثقافات في شتى المجالات والحاجة لاستخدامها في التعاملات الحياتية، مشيرة إلى أن تعلم اللغة في مراحل متقدمة من العمر أصعب بكثير من اكتسابها في السنوات الأولى من العمر كما هو معروف نظريا Chomsky’s Theories.
تجربة العمل الأكاديمي
وبينت العسيري أن تجربة عملها الأكاديمي بدأت عام ٢٠٠٧ كمعيدة في قسم اللغة الإنجليزية بعد حصولها على درجة البكالوريوس مباشرة.
وقالت «لله الحمد بدأت معه قصة طويلة من العطاء والنجاح واكتساب الخبرات المتعددة، ثم تم ابتعاثي للمملكة المتحدة؛ لدراسة الماجستير وتخصصت في الترجمة؛ وكانت من أجمل التجارب المثمرة التي مررت بها، بعد ذلك في عام ٢٠١١ حصلت على درجة الماجستير في الترجمة وعدت إلى أرض الوطن، حيث أكملت عملي الأكاديمي في الجامعة». وأضافت «كأستاذ لديك مسؤولية إيصال مفردات المقرر للطالبة بكل وضوح محاولة جعل المحاضرات ممتعه قدر الإمكان ولديك القدرة على أن تكون قدوة يمكن أن تقتدي به الطالبة أو ببعض منه في حياتها (رغم تحفظي على لفظة قدوة).
ومن ناحية أخرى عندما نتحدث عن العمل الإداري الأكاديمي أجد نفسي بعيدة نوعا ما عن متعة المحاضرات والانخراط في تفاصيل تخصصي (الترجمة) الذي لطالما كنت شغوفة به ولكن اخترت هذا الطريق كنوع من الخروج من منطقة راحتي الشخصية، وكذلك سعيا لتحقيق بعض المقترحات والأفكار التي لطالما رغبت في تطويرها وهنا وجدت خبرات من نوع آخر جعلتني أنظر للعملية الأكاديمية برمتها من زاوية أخرى؛ وهي بلا شك خبرات قيمة تصقل الأكاديمي وتجعل منه شخصا قادرا على اتخاذ القرار بشكل أدق وأوضح».
وكشفت أن هناك تطويرا مستمرا، ومقترحات تدرس ثم تطبق بدعم من القيادات العليا بشأن كل ما يخص العملية الأكاديمية من خطط ومناهج وسياسات ولوائح، وقالت «هذا بالتأكيد أمر إيجابي وما أنا إلا جزء بسيط منه»؛ واعتبرت أن اللغة الإنجليزية مهارة كمهارة قيادة السيارة مثلا أوالرسم والتصوير، مشيرة إلى أن المهارة تحتاج إلى صقل بالتدريب والممارسة وليس الحفظ والتلقين؛ وأردفت «نعم لا بأس بقليل من الحفظ ولكن نصيب الأسد يبقى في مثل هذه المجالات للممارسة والتدرب».
ضعف تعلم الإنجليزية
وحول الضعف في تعلم اللغة الإنجليزية قالت «بحكم خبرتي أعزو الضعف في تعلم اللغة الإنجليزية بالتأكيد إلى عاملين أحدهما عدم وجود الرغبة في دراسة هذه اللغة، والآخر ضعف المستوى التحصيلي فيها؛ فبالنسبة للسبب الأول ألمس من بعض الطالبات عدم الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية، وما دخولها لهذا المجال إلا لأسباب أخرى لا تتعلق البتة برغبتها أو شغفها لتعلم هذه اللغة، وبالنسبة للسبب الثاني، فالبعض لديه الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية، ولكن محصلتها بشكل عام ضعيفة من مفردات وغيرها.
ولا تسعى إلى تطويرها أو التعرض للغة بشكل أكبر خلال سنوات الدراسة متناسين بذلك أن هذا المجال ما هو ألا تعلم لغة جديدة وأن ذلك يختلف تماما عن غيره من التخصصات النظرية.
فاكتساب اللغة في مراحل متقدمة من العمر أصعب بكثير من اكتسابها في السنوات الأولى من العمر كما هو معروف نظريا Chomsky’s Theories بأنه أمر يحتاج أولا إلى رغبة المتعلم في ذلك ثم تأتي أهمية التعرض للغة داخل الجامعة وخارجها مع الإصرار على التعلم للوصول إلى الهدف المنشود.
أهمية تعلم الإنجليزية
وشددت على أهمية تعلم اللغة الإنجليزية في هذا العصر بكل ما فيه من تلاقح للثقافات في شتى المجالات وما يترتب على ذلك من الحاجة إلى استخدام لغة أخرى في التعاملات الحياتية.
وقالت مما قد يساعد في هذا المجال تطبيق Cambly يقدم خدمة ممتازة لدعم مهارة الاستماع والتحدث، موقع BBC يحوي منصات تعليمية ممتازة للراغبين في تعلم الانجليزية وغيرها الكثير، المنصات التعليمية غير الربحية متنوعة الخبرات ممتازة كذلك مثل منصة رواق، والأجنبية مثل Alison قد تدعم الراغب في تعلم اللغة».
طالبات متميزات
وحول مستويات الطالبات في اللغة الإنجليزية، أكدت أنها تتفاوت كأي برنامج تعليمي آخر، وذلك حسب مهاراتهن في اكتساب اللغة.
وتحصيل الدرجات، مؤكدة في ذات الوقت أن هناك طالبات متميزات جدا في مجالات الترجمة والأدب واللغويات، ويتضح ذلك مما يقدمنه من أنشطة لا منهجية يعرضن فيها كتاباتهن الأدبية باللغة الإنجليزية وقراءاتهن وتحليلاتهن.
الصعوبات
وحول الصعوبات التي تواجه الطالبات المستجدات قالت «إن إحدى الصعوبات تتمثل في المرحلة الانتقالية Transitional Period من بيئة تعلم تعتمد على اللغة العربية بشكل كامل إلى البيئة الجامعية التي تعتمد على اللغة الإنجليزية بشكل مطلق (أتحدث عن قسم اللغة الإنجليزية).
وربما تكمن الصعوبة في التأقلم مع الجو الجامعي الجديد المختلف عما تعودت عليه الطالبة خلال سنوات التعليم العام، رغم استبعاد هذا السبب نوعا ما في ظل الجهود التي يقدمها الإرشاد الأكاديمي لهن في بداية العام الأكاديمي، وما يتم توضيحه في اللقاء التعريفي بكل ما قد تحتاجه الطالبة المستجدة، كذلك دليل الطالب وموقع الجامعة بشكل عام والكلية بشكل خاص، تعرض للطالبة حقوقها وواجباتها ودليل إجرائي كامل لما قد تمر به أو تحتاج إليه أكاديميا».
الرؤية المستقبلية
وكشفت عن رؤيتها المستقبلية لقسم اللغة الإنجليزية، فقالت «يشغل القسم مكانة مرموقة بين أقسام اللغة الإنجليزية الأخرى إقليميا ودوليا بغرض المشاركة في المجتمع ولعب دور حاسم في البحوث الأكاديمية».
ركائز النجاح
وأكدت أن من أهم ركائز النجاح التي يجب أن تحرص عليها الطالبة، هو أن تكون أهلا للمسؤولية، مبادرة بالتعلم، متنوعة القراءات، مصرة على النجاح، وذلك بالجد والاجتهاد وتحمل المسؤولية كاملة عن دراستهن ومستوياتهن الأكاديمية.
نصائح
واختتمت حديثها قائلة «دائما ما أنصح طالباتي بالقراءة ليس فقط في مجال تخصصهن؛ إنما في مجالات الحياة المختلفة، أن تكون قارئا يعني أن تكون مطلعا متفهما للآراء المختلفة قادرا على النقد واسع الأفق.
تصفح الصحف والدوريات الأجنبية أمر ممتع ومفيد كذلك تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ذات المحتوى البناء باللغة الإنجليزية، متابعة الأشخاص المؤثرين قد تنمي مواهبك وتقيك من التسطح الفكري، أيضا ينبغي على المتعلم ألا يعتمد كامل الاعتماد على أساتذته، بل يطور نفسه خارج الفصل الدراسي بالأدوات المتوفرة لديه».
وأضافت «لست من جيل بعيد عن الأجيال الحاضرة ولكن أدوات التعلم الآن أوسع وأقرب مما كان لدينا في التسعينات مثلا، المعلومة قريبة تحتاج فقط من يبحث عنها، المصادر متنوعة تحتاج إليك لتتصفحها، الأيدي ممدودة ولا ننتظر منك سوى الاستجابة لها».