الأستاذة انتصار منصور: الفن الرقمي يسهم في تنمية التفكير الإبداعي ومهارات الابتكار
كريمة سلامة
أكدت أستاذة التربية الفنية المحاضرة بقسم الاقتصاد المنزلي بكلية العلوم والآداب بمحايل عسير، إنتصار منصور عامر، أنها تحفز طالباتها على ممارسة فن الرسم، وذلك بعد التعرف على ميول كل طالبة والوقوف على قدراتها ومواهبها في هذا المجال.
ولفتت خلال الحوار الذي أجرته معها «آفاق» إلى أن استخدام الفن الرقمي يسهم في تنمية التفكير الابتكاري لدى الطالب، ويفتح مجالا جديدا لاستحداث أعمال مبتكرة تتميز بالإبهار والدقة.
بداية حدثينا عن البدايات وقصة ممارستك للفن؟
اكتسبت مهارات فن الرسم منذ التحاقي بكليه التربية الفنية جامعة حلوان، وهي أكاديمية لتعليم الفنون والتربية على مستوي الوطن العربي؛ فمنهجها الأساسي هو التربية من خلال الفن، وطريقة التعليم في الكلية تعتمد القدرات الفنية للطلاب، والتي تنمى من خلال أسلوب الاكتشاف والتجريب؛ للوصول إلى حلول وصياغات فنية حديثة تتسم بالابتكار والإبداع.
كيف تنظرين للمكانة التي يتبوأها فن الرسم في عالم اليوم ؟
الفنون بشكل عام والرسم بشكل خاص حالة ثقافية، تعبر عن المخزون الثقافي لأمة من الأمم، بحيث تشكل الفنون الهوية الخاصة لهذه الأمة, فكل أمة لها فن يميزها عن غيرها.
وقد توشحت الفنون العربية بثوب الجمال بسبب تمحورها حول حب الله، فالله تعالى هو مصدر الجمال المطلق، ومن هنا فإن نسبة الروحانيات لدى العرب مرتفعة جدا في كافة المجالات.
والرسم يعتبر أداة تعبيرية مهمة جداً، يمكن أن تستعمل للتعبير عن الأفكار المختلفة التي تجول في خاطر الإنسان، مما يجعل لها تأثيرا كبيرا على كل من يراها ويتفاعل معها بصريا، وقد يعبّر الرسم في بعض الأحيان عن بعض الأحداث التي حدثت في الفترة التي عاش فيها الفنان، فبالرسم يمكن إظهار حالات النصر والفرح والعزيمة والفشل والخيانة والخذلان وكافة الحالات الإنسانية.
ما هو دور الفن الرقمي في عصرنا الحالي؟
الفن الرقمي هو الرسم بإحدى برامج التصميم, لكن هذه المرة الرسم لن يكون بـفرشاة الرسام ولا اللوحة التي يوضع عليها اللون؛ بل سيكون الرسم بالماوس والكيبورد، وفي الرسم الرقمي يستخدم الرسام اللون الرقمي بدلا من الألوان الزيتية والمائية.
والآن في العصر الحالي انتقل كثير من الرسامين إلى الرسم الرقمي بالكمبيوتر؛ ومن وجهة نظري فإن الفنون الرقمية أسهل من الفنون التقليدية، حيث يستطيع الفنان أن يجرب ويصحح عكس الرسم التقليدي.
هل يعزز الفن الرقمي من الإبداع الفطري أم يقلل منه؟
إن استخدام الفن الرقمي يعين الطالب على تنمية تفكيره الابتكاري وتقديم حلول متعددة لأفكار في زمن قصير، ويفتح مجالا جديدا؛ لاستحداث أعمال مبتكرة تتميز بالإبهار والدقة، وتنوع الحلول الجمالية، بعكس استخدام الأساليب والخامات القديمة.
كيف تقيمين ميول طالبات قسم الاقتصاد للفن؟
الفن يعتمد في المقام الأول على الموهبة. وقلة من طالبات قسم الاقتصاد المنزلي لديهن الموهبة الفطرية، لذلك يتم تدريس بعض المقررات المساعدة لهن بأسلوب مبسط مبتكر لرفع المستوي المهارى والفني في المواد التخصصية.
ومن خلال عملي بمنطقه محايل لاحظت ارتفاع الموهبة والحس الفني لدى طالبات المنطقة؛ لذلك سيحظى إنشاء قسم مستقل للتربية الفنية بجامعة الملك خالد بقبول كبير لدى طالبات المنطقة.
هل ميولهن فطرية أم يكتسبنها عن طريق الدراسة؟
غالبية الطالبات في هذه المنطقة لديهن حس فني، حيث ينبغي على الطالبة التي ترغب في دراسة علم الاقتصاد المنزلي أن يكون لديها بعض الميول الفنية الأولية، ويتم تدريبها على مهارات الفن وتقنيات التلوين والأشغال الفنية من خلال الدراسة. وهناك نسبة قليله جدا لديهن الموهبة الفطرية، والتي تنمى بالدراسة الأكاديمية.
كيف تحفزين طالباتك للإقبال على الرسم والإبداع فيه؟
لابد من معرفة واحترام ميول وقدرات الطالبات والبدء بمنهج علمي وتربوي وأكاديمي لرفع المهارات الأساسية في مختلف مجالات الفنون. وتنمية الرؤية الفنية، وهو تخصصي في رسالة الماجستير. كما نعمل على تنمية روح النقد والتذوق والعمل الجماعي، الذي تتميز به مواد التربية الفنية ولابد كذلك من التجريب، وإتاحة الفرصة لكل طالبة للتعبير عن ميولها ورغباتها الداخلية، وفقا لأهداف المقررات وتقاليد المجتمع.
نصيحة لطالباتك في مواد الفن؟
أنصحهن بتنمية الرؤية الفنية ومتابعة مجالات الفن التشكيلي المعاصر، والمشاركة في المعارض والمحافل الفنية المختلفة في الجامعة والمجتمع، والاستفادة من فنون التراث السعودي، وإخضاع عناصره للتجريب للخروج بتصميمات حديثة في شتى مواد التربية الفنية.
كذلك أنصحهن باتخاذ الفن وسيلة للتقرب لخالق الكون المبدع المصور وتقوية الإيمان، وأن تتحمل الطالبة أمانة العلم، وتعليمه لمجتمعها الصغير والكبير وخدمة وطنها الغالي. وأتمنى لهن التوفيق من الله تعالى، وأن يفدن بعلمهن الوطن والدين.