الدكتورة فاطمة مهدي: تخصص إدارة الأعمال متشعب تحتاجه جميع الكليات ويرتبط بمعظم التخصصات

تاريخ التعديل
سنتان 6 أشهر
الدكتورة فاطمة مهدي

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه مادحا المعلم: "مَا الفَخْرُ إلا لأَهلِ العِلمِ إنَّهُمُ ..على الهُدَى لِمَن اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ..والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَدا..النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ"  ومن منطلق فخرنا بكل الأساتذة الذين أثبتوا تميزهم وانتمائهم للجامعة حاورنا أستاذة إدارة الموارد البشرية المساعدة بكلية  إدارة الأعمال الدكتورة فاطمة المهدي.

بدايةً هل يمكن أن تخبرينا متى وكيف بدأت رحلتك العلمية والعملية؟

تخرجت عام 2007 شهر 7 وكنت الأولى على الدفعة والكلية فتم تعييني بشهر 9 عام 2007 معيد بقسم إدارة الأعمال جامعة قناة السويس ومن هنا بدأت رحلتي الأكاديمية والعلمية من معيد إلى مدرس مساعد ومحاضر إلى أستاذ مساعد كما وأنجزت الدرجتين العلميتين للماجستير والدكتوراه  في فترة قصيرة جدا، حيث حصلت على الدكتوراه في إدارة الموارد البشرية عام 2016.

ما أهم المواد العلمية التي تدرسينها لطالبات الجامعة؟

 تخصصي العام هو إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية وتخصصي الدقيق هو إدارة الموارد البشرية،  أدرّس جميع المواد المتعلقة بإدارة الأعمال والموارد البشرية مثل أساسيات الإدارة ووظائف إدارة الأعمال واستراتيجيات الإدارة وخطط التنظيم الإداري والسلوك التنظيمي الإداري ومهارات الاتصال، ويتم تدريس هذه المواد ليس فقط في كلية إدارة الأعمال ولكن أيضا في كليات أخرى مثل مادتي مهارات الاتصال ومبادئ الإدارة تعتبر من المواد العامة تدرس في أغلب الكليات.

كما قمت بتدريس هذه المواد في العديد من الكليات في جامعة الملك خالد ومنها: كلية التربية قسم الشريعة، كلية الحاسب الآلي بالسامر ،كلية العلوم والآداب بخميس مشيط، كلية العلوم والآداب بسراة عبيدة، كلية العلوم والآداب بأحد رفيدة والعديد من الكليات المختلفة.

وهذا إن دل على شي فيدل على أهمية تخصص  إدارة الأعمال فهو تخصص متشعب  تحتاجه جميع الكليات باختلاف تخصصاتهم ومجال عملهم وليس مجال الإدارة فقط، فهو مرتبط تقريبا بمعظم التخصصات سواء كانت طبية هندسية... فإدارة الأعمال ليست خاصة فقط بكيفية إدارة النشاط الاقتصادي ولكن يعلمنا كيف ندير حياتنا كلها كإدارة الوقت، وإدارة فن التواصل ومهارات التواصل  وكيفية التعامل مع الآخرين وفن التأثير والإلقاء طبعا يوجد جزء كبير من الموارد البشرية مرتبط بالإدارة كإدارة  الذات والتحكم فيها فهي مفيدة جداً للجميع.

بصفتك أستاذة مساعدة ناجحة لها بصمة في مجال التعليم الأكاديمي فما هي أهم الصفات الواجب توفرها بالأستاذ لكي يكون أكاديمياً متميزاً؟

لكي يكون الأستاذ متميزا لابد أن تتواجد فيه روح العطاء لأن الأستاذ الجامعي خلال سنوات دراسته بداية من معيد إلى أن يصل  إلى أستاذ جامعي وإلى أن يصل إلى أن يكون برفسور سيكون لديه حصيلة كبيرة من العلم وحصيلة كبيرة من التجارب و حصيلة كبيرة في التعامل لذلك بمقدرة الأستاذ في حال رغبته وحبه للعطاء بأن  يقدم كل المعلومات والخبرات التي تعلمها وتحصل عليها في السنين الطويلة السابقة في محاضراته خاصة الأستاذ الذي يتمتع بحبه للمهنة ستجد أنه يعطي بسخاء لأن لديه إحساس بمدى أهمية التدريس كما قيل (كاد المعلم أن يكون رسولا) فهو يقوم بتوصيل رسالة مهمة جدا.

لماذا أتحدث عن هذه النقطة تحديدا،  لأنني أرى أشخاص لديهم علم غزير وحصيلة علمية كبيرة جدا ووصلوا لمناصب أكاديمية مرموقة إلا أنهم ينظرون لفكرة العطاء للطالب مجرد محاضرة يتم إعطاء كم معلومة موجودة بالكتاب فقط،  وهذا خطأ لأن الأستاذ الجامعي ينقل رسالات وخبرات ومعلومات تم تجميعها فترة زمنية طويلة وهو قدوه للطلاب،  فكلما أحب الأستاذ طلابه وقدم لهم عطاءٍ سخيا سيحظى بتقدير الطلاب لذلك الأستاذ،  وكلما كان الأستاذ متفانيا بعمله يولد رغبة وشغف عند الطالب في التعلم وهذا هو الهدف من التعلم والرسالة التي يقدمها الأستاذ الجامعي يحبب الطلاب في العلم وأن يجعل من العلم لهم أن يكون غاية في الوصول وليس وسيلة وصول،  أن أتعلم وأحصل على شهادة من أجل العمل لا أن أعمل من أجل المعلومات وذلك مما يجعل من مخرجات الطلاب مخرجات ذات جودة عالية  جدا.

ماذا قدمتِ لجامعة الملك خالد وماذا قدمت لكِ؟

قدمت لي جامعة الملك خالد الكثير والكثير  بداية منذ أول يوم دخلت فيه للجامعة بكلية الأعمال وإلى الآن وأنا أحظى بكل تقدير واحترام واهتمام لأفكاري ومقترحاتي ومبادراتي التي أقدمها  كما أن جامعة الملك خالد هي من أعظم الجامعات ليس فقط بالمملكة العربية السعودية فأنا أرى أنها من أعظم الجامعات في تقديم البحوث العلمية وتشجيع طلابها في البحث العلمي والتطوير في البحث العلمي،  فمثلا أنا أشترك بمجموعات بحثية ممولة من جامعة الملك خالد من الألف إلى الياء بشرط النشر في مجلات عالمية دولية ذات تأثير عالي،  وأنا ولله الحمد نشرت 4 أبحاث وتم الحصول على تمويل كامل من الجامعة ومساندة تامة وكبيرة جدا.

طبعا انا شغفي الكبير بالإضافة للتدريس هو التدريب حيث أنني عاشقة للتدريب وأنا مدرب دولي معتمد في تنمية المواد البشرية منذ أول يوم حظيت باهتمام المسؤولين بذكر مهاراتي التي أرغب أن أخدم فيها الجامعة سواء طلاب أو منسوبين وقد قدمت أكثر من 24 دورة منذ عام 1440 هـ إلى عام 1443 هـ في أثر مستوى سواء للطلاب او أعضاء هيئة تدريس أو منسوبين هيئات أو وكالات الجامعة أو عمادات خدمة المجتمع والتعليم المستمر كما قدمت في عمادات تنمية الموارد البشرية وعمادة شؤون الطلاب وشؤون الطالبات و طلاب الدراسات العليا ،والجامعة توفر حضور مؤتمرات سواء داخل المملكة أو خارجها وداخل ابها وخارجها لكن بأسباب كورونا جعل من هذه الجزئية قليلة  بسبب الإجراءات الاحترازية حفظ الله الجميع، فإضافات الجامعة سواء لي أو إضافاتي للجامعة كثيرة فلقد شاركت في معظم المبادرات على مستوى الجامعة مثل مشروع وملتقى إيجابيون برعاية شؤون الطلاب وملتقى مبادرون  وشاركت بدورات تطوير القدرات للموظفين ومنسوبي جامعة الملك خالد وفي جانب الأنشطة هذه هي السنة الثالثة على التوالي، أتولى الإشراف على الأنشطة وحققنا مراكز كثيرة في المسابقات التي تقدمها عمادة شؤون الطلاب  منها المركز الأول في الخدمة المجتمعية والمركز الثاني في الأنشطة الخاصة بالتلاوة والإلقاء ونلقى استحسان من البرامج المقدمة من كلية إدارة الاعمال متمثلة في نادي المال والأعمال.

بماذا تتميز جامعة الملك خالد عن غيرها من الجامعات  من وجهة نظرك؟

تتميز جامعة الملك خالد بالاهتمام بالبحث العلمي وليس أي بحث علمي فلقد حصلت  جامعة الملك خالد على المركز  الثالث على مستوى المملكة العربية السعودية ، وهو مركز متقدم  على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى العالم وهذا شيء يحسب للجامعة ولجميع القائمين عليها بارك الله جهودهم جميعاً ، والشيء الآخر الذي تتميز به جامعة الملك خالد البنية التحتية للتعليم الإلكتروني، فقد قدمت الجامعة خدمات قصوى وجهد ملحوظ في دعم التعليم الإلكتروني والتي أصبحت ملامحها بارزة خلال جائحة كورونا فعندما يتم النقاش مع زملاء آخرون لي بجامعات أخرى  في المملكة العربية السعودية خلال فترة كورونا كانوا يذكرون أن لديهم صعوبات كثيرة جدا ومشاكل تقنية فنية كثيرة، وهذا يدل على قوة الدعم الفني في جامعة الملك خالد فالمشاكل يتم حلها خلال لحظات معدودة كما يتم عمل دورات مكثفة لفهم كيفية استخدام البلاك بورد بجميع خصائصه وتقديم اللقاءات عبر برنامج الزوم وكيفية تدارك أي مشاكل من الممكن حدوثها في أوقات الاختبارات أو دورات في أي نشاط من شأنه خدمة التعليم الإلكتروني.

ماهي أهم الشخصيات البارزة والمؤثرة في حياتك؟

أمي هي أكثر شخصية مؤثرة في حياتي خاصة أن والدي توفي وأنا بسن صغير 9 سنوات علما أن أمي غير متعلمة، ولكنها كانت داعمة لنا لنكمل تعليمنا ودفعتنا بشدة للتعلم وعملت أكثر من المطلوب منها لتوفير المناخ لوصولنا لأعلى المستويات العلمية. وبفضل الله تعالى وصلنا لأعلى المستويات العلمية فلديها ثلاث خريجات دكتوراه أنا وأخواتي وأيضاً الأولاد حصلوا على مناصب ومستوى عالي بالتعليم،  ولم نجد غيرها داعما  أساسياً ورئيسيا بعد الله فحققنا حلم حياتها  بأن ترى بناتها وأولادها في مناصب عليا والحمدالله تحقق لها ما أرادته،  فلقد وفرت لها كل سبل الراحة والرفاهية فكيف  من الممكن أن اتراجع عن أحلامي وهي قدمت لنا كل هذا السخاء في ظل الصعوبات والعقبات في الحياة فجعلت أمامي هدف الوصول للوظائف الأكاديمية.

ما الصعوبات التي واجهتك في رحلتك العلمية والعملية؟

لولا الصعوبات لم نحس بقيمة الأشياء، لقد مررت بحياتي بصعوبات كثيرة ومواقف كثيرة خاصة  عندما تزوجت حيث كانت وظيفتي في محافظة وعمل زوجي بمحافظة أخرى، والله سبحانه وتعالى أكرمني الله  بطفلي الأول في بداية زواجي فكان الأمر صعب جدا ولكن تخطيت ذلك بالرغم من إحساسي وقتها أنني في نفق مظلم،  ولكن في نهاية هذا النفق نور يرشدني للذهاب إليه والاستنارة به هذا النور  هو رغبتي بأن أصبح أستاذة جامعية ناجحة ومتفوقة ومتميزة.

تم تعييني بمنصب في نفس الفترة التي سوف أقدم فيها رسالة الماجستير ويعلم الله مقدار تعبي في رسالتي فعندما دخلت بالرسالة إلى مكتب الدكتورة أطلعت على عنوان رسالتي ورفضتها بالرغم من عدم اطلاعها على محتواها،  وسألتني سؤال غريب كم عمرك؟ فأجبت: 28 عاما،  وقالت:  تريدين أن أقبل رسالتك لتحصلي على الدكتوراه بعمر 30،  فاستغربت السؤال وتساءلت  في نفسي ما دخل العمر بهذا، فالإنسان يقيم بمجهوده وتعبه،  لماذا الارتباط بالعمر فطلبت مني تأجيل تقديم رسالتي سنتين،  فانزعجت كثيرا،  لماذا التأخير ورسالتي جاهزة فهذا الموقف كان من المواقف التي شعرت حينها أنني أمر بعذاب نفسي من ذلك الموقف. فالقرار كاملا كان بين يديها وهذا ما جعل الأمر يزداد سوءً ولكن لم أيأس فوقفت بين يدي الله وبكيت فسبحانه وحده يعلم قدر تعبي وجهدي ومدى صعوبة موازنة أن أكون زوجة وموظفة وأم وطالبة دراسات عليا.

ولا أنسى  وقفة زوجي معي في هذه الفترة،  وهو الآن أستاذ جامعي بجامعة الملك خالد ولكن بقسم الرياضيات،  وكان متفهما جدا لما مررت به فصدمتي بقرار الدكتوراه كان أقوى من أي صبر ولكن راودني إحساس أنني سوف أقدم رسالتي وأحصل على الدكتوراه قبل سن الثلاثين وسوف أصل إلى هدفي ولن أتنازل عنه،  ويشاء القدر أن تحصل ثورة يناير وتنقلب الموازين حيث كانت هذه فترة مشاكل كثيرة والإعلام في هيجان كبير فأصبحوا المسؤولين يحاولون إبعاد نفسهم عن الاعتصامات والمظاهرات ويشاء المولى أن تتنحى الدكتورة عن منصبها وفي هذه الأثناء قدمت رسالة الماجستير وأتممت الدكتوراه قبل سن الثلاثين والفضل كله لله سبحانه وتعالى،  فهذه كانت أقوى الصعوبات التي واجهتها على الإطلاق وكانت ذات وقع كبير على نفسي.

ما هي الرؤية التي تقدمينها للجامعة لوضع خطط تطويرية للجامعة سواء على المستوى التعليمي أو على مستوى دعم الأنشطة الطلابية؟

فيما يخص التطوير فأتمنى أن يتم تدعيم دراسة اللغة الإنجليزية لكل الأقسام،  مثلا في كلية إدارة الأعمال يكون فيها قسم للغة الإنجليزية وقسم للغة العربية يتم تدريسها فاللغة الإنجليزية مهمة جداً لأن الخريج إذا خرج لسوق العمل سواء بنوك أو مؤسسات خاصة أو شركات مالية أو تجارية سيواجه الخريج سؤال رئيسي هو: هل تتقن اللغة الإنجليزية،  فاللغة الإنجليزية أصبحت  هي المستخدمة الآن في معظم البرامج،  وفي كثير من البرامج أيضا لا يدعم اللغة العربية وهذه تعتبر من المشاكل التي تواجه الطلبة، فقد يكون الطالب ممتازاً في تخصصه ولكن ليس لدية مهارة إتقان اللغة الإنجليزية وأتطلع إلى أن تضيء رؤيتي على جانب من الاهتمام وتدعيمها فهي بالنهاية في مصلحة الطالب.

وفيما يتعلق بالأنشطة أتمنى أن يتم تكثيفها وتنوعها، خصوصا أن فترة كورونا أسهمت في تقليل الأنشطة الطلابية.

هل وجدتِ صعوبة عند تحول عملية التعليم بشكل كامل عن بعد؟

لا لم أجد صعوبة بالنسبة للدعم،  ولكن بالبداية كانت هناك صعوبة في عملية التواصل الشخصي مع الإدارة لأنني أحب جدا التواصل البصري والحسي،  فردود الأفعال والإيماءات تجعل من عملية التواصل مترابطة ففي عملية التعليم عن بعد لا أعلم هل المعلومة وصلت بشكلها الصحيح أم لا، وكذلك قلة المناقشات في التعليم عن بعد ففي التعليم الحضوري كان النقاش افضل بكثير.

ما أهم نصيحة تقدمينها لطالبات الدراسات العليا؟

من أهم النصائح التي أقدمها لطالبات الدراسات العليا العزم  والإصرار وعدم التنازل مهما حصل،  ضعي أمامك عبارة  (أنا لن أتنازل عن هدفي)  فدائما الهدف لا يتغير ولكن المسار يتغير فمن الممكن أن أسير في مسار ولكن أجد به الكثير من الصعوبات مما يجعلني مضطرة لتغيير مساري لان استمراري بالمسار الخطأ لن يوصلني إلى هدفي،  لذلك يجدر بنا أن نخرج من النفق المظلم إلى نور أهدافنا،  فكلما مشيت خطوة للأمام سيصعب عليك الرجوع، وكلما كان لدي حبا للشيء الذي أعمله سوف أتحمل الكثير من الصعوبات لأجله.

 

 

 

 بطاقة

د‌.      فاطمة محمد مهدي

·        أستاذ إدارة الموارد البشرية المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك خالد

·        حاصلة على الدكتوراه في فلسفة إدارة الأعمال  من جامعة السويس – كلية التجارة بمصر

·        حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة السويس – كلية التجارة بمصر 

·        عملت سابقا معيد بقسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بالسويس، ثم مدرس مساعد بقسم إدارة الأعمال  بجامعة السويس، ثم مدرس بقسم إدارة الأعمال أيضا بجامعة السويس

·        حصلت على عدد من الدورات الداعمة لتخصصي الدقيق إضافة إلى عدد من الدورات المتنوعة

·        إجادة اللغة الإنجليزية بطلاقة إضافة إلى مهارات أخرى كالقدرة على التواصل الفعال مع الآخرين.

 

مها بو جليع