المبتعثة أمل أبو مديني: ممتنة لتجربة العمل كمعيدة قبل اكمال الدراسة
"شغفي بالعلم والتعلم ساقني للعمل الأكاديمي الذي بنظري هو مجال لا يمكن أن تنقطع فيه وتيرة التعلم" هكذا قالت المعيدة بقسم الإعلام والاتصال وطالبة الابتعاث الداخلي بجامعة الملك عبد العزيز لنيل الماجستير الأستاذة أمل أبو مديني من خلال الحوار الذي أجريناه معها في "آفاق" والذي كشفت من خلاله عن تجربتها في الابتعاث الداخلي.
في البداية حدثينا عن رحلة ابتعاثك، هل كان مخطط لها مسبقا؟
نعم كان مخطط لها لكن تخطيط غير مؤكد، حصلت على قبول الماجستير قبل حصولي على وظيفة معيدة بشهرين مما اضطرني لتأجيل القبول ومباشرة العمل الأكاديمي لمدة عام دراسي، وحرصت جدا على العمل قبيل إكمال الدراسة وذلك لاعتقادي بإن التجربة العملية والانغماس في البيئة الأكاديمية وفهمي لها سينعكس بشكل أفضل على دراستي المستقبلية ، وبالفعل أنا ممتنة لهذه التجربة واليوم عند حضوري للمحاضرات العلمية أنا لا اتلقى فقط المادة العلمية بل أحاول تعلم طرق التدريس المجدية وتأثيراتها وانعكاسها النفعي على الطلبة بحيث يمكنني أن أكون معلمة جيدة عند العودة كمحاضرة.
ما سبب اختيارك لتخصص الإعلام كدراسة وتدريس؟
عند التحاقي بقسم الإعلام والاتصال لدراسة البكالوريوس كنت منجذبة كثيرا لبريق العمل الإعلامي بعيداً عن أي أفكار للعمل الأكاديمي، لكن قبيل التخرج أصبح العمل الأكاديمي ضمن خياراتي المستقبلية وذلك إيماناً مني بالدور العظيم الذي ينبغي أن يقوم به الأساتذة للطلبة وكنت أحمل معي كل المشاكل أو الأخطاء والمقترحات والأمنيات التي واجهتني أثناء الدراسة حتى أذللها للطلبة من بعدي و أسمو بالدور الأكاديمي لأعلى مستوى يمكنني، مرددة دائماً أنني اتعلم لأعلم.
ما الفائدة التي عادت عليك من هذه التجربة، وماذا تعلمتِ منها؟
الفوائد كثيرة قد لا أكون حتى مدركة لبعضها لكنها غيرت مني للأفضل وجعلتني أكتشف جوانب من شخصيتي لم أعرفها من قبل، وعززت مهاراتي الاجتماعية نظرا لاحتكاكي الدائم بزملاء العمل والطالبات، وتعلمت في هذه التجربة أن القوة تكمن في الرقة، وأن الاستقواء ضعف، والتعسف باستخدام المكانة انهزام لا يعلم عنه صاحبه شيئاً، وأن الاحسان أن تبدأ بنفسك.
ما الدافع خلف إكمالك لمسيرتك التعليمية؟
لم أكن في يوم من الأيام من الناس الذين يكتفون بحد معين من المعرفة، حتى في منتصف حديث عابر أو فيلم أو مشهد تلفتني معلومة وأبحث عنها بشكل متعمق، وهذا الشيء جعل مرحلة البكالوريوس غير كافية بالنسبة لي.
أثناء دراستك وابتعاثك الداخلي من المؤكد بأنكِ شعرتِ بالحنين للعائلة وحياتك السابقة، كيف تجاوزت هذا الشعور؟
التخبط في المشاعر ملازم لأي مرحلة انتقالية في حياتنا وشيء لا بد منه، واعتقد أن استنفاذ الشعور دائما أفضل من كبته، لكن يجب أن يكون هذا الاستنفاذ بطريقة صحية ومناسبة لشخصياتنا، وبالنسبة لي كانت الرياضة جزء مهم وتكوين محيط أصدقاء جيد وبالتأكيد السفر للعائلة كل ما سنحت الفرصة.
ما التحديات والصعوبات التي واجهتك خلال مرحلة الابتعاث، وكيف تجاوزتِها؟
معظم التحديات كانت تحديات دراسية فمرحلة الدراسات العليا تختلف كثيرا عن مرحلة البكالوريوس وتعتمد كثيرا على الطالب ومهاراته البحثية والتي تكون محدودة في بداية دراسته، بالإضافة لضغوط الوقت.
كان أهم ما يساعد على التجاوز هو تعلم إدارة الوقت، البدء المبكر في أي عمل وتعلم المهارات التقنية التي تساعد الباحث وتقلل من الجهد وتضفي جودة على المنتج النهائي.
بناءً على تجربتك ما نصيحتك لمن ينوي الابتعاث الداخلي؟
نصيحتي بسيطة؛ أن اتخاذك لقرار الدراسة في الداخل وحتى لو كانت دراستك باللغة العربية، وأنصح بالاهتمام بأن تكون على مستوى متمكن من اللغة الإنجليزية حيث لا يمكن للباحث المتعمق أن ينجح دون تمكنه منها واطلاعه على مصادر ومراجع الأبحاث الإنجليزية.
ما الذي تطمحين له، وأين ترين نفسك بعد حصولك على الماجستير؟
بالتأكيد لن يتوقف الطموح عند عتبات هذه الدرجة وسيتجاوزه للحصول على درجة الدكتوراه، من أجل تقديم مستوى عالٍ من التعليم لطالباتنا.
ماذا تودين أن تقولين في نهاية هذا الحوار؟
استمروا بالسعي فإن لكل مجتهد نصيب، ولا تتكئوا على الحظ وتندبوه فإن "من يندب الحظ يطفئ عين همته لا عين للحظ إن لم تبصر الهمم"
رولا الشهراني، وعد السيف