د. سهام آل حيدر: عاهدت نفسي أثناء الابتعاث أن أسخر طاقتي لخدمة وطني

تاريخ التعديل
4 سنوات 4 أشهر
سهام ال حيدر

أكدت عميدة كليتي العلوم والآداب والمجتمع برجال ألمع، أستاذة اللغويات المساعدة بقسم اللغة الإنجليزية الدكتورة سهام آل حيدر أن تجربة الابتعاث تعد ولادة جديدة لشخصية المبتعث،  مشيدة بدور المملكة العربية السعودية في مجال الابتعاث وما تقدمه من دعم للمبتعث، لافتة إلى أنها أخذت عهد على نفسها  خلال الابتعاث بأن تسخر كل طاقتها لخدمة الوطن.

وقالت في الحوار الذي أجرته معها آفاق: «لو افترضنا أن كل شخص مُبتعث أدى رسالة وطنه ودينه على الوجه المطلوب، لكان النتاج فيض جميل من الفكر السليم الوسطي، المواكب للتطوير أينما حل».

من هي الدكتورة سهام آل حيدر؟

الدكتورة سهام هي إنسانة تحمل على عاتقها هم وطن ودين، تطمح لتخدم وطنها ودينها كلما أُتيحت لها الفرصة.

كيف كان مشوارك التعليمي؟

كــان رحلة جميلة، مليئة بالمغامرات الهادفة التي صقلتْ من شخصيتي وأعدتني لفرص أفضل.

كـانت الرحلة طويلة فعلى مر السنين اكتسبت خبرة في الحياة لا تُقدمها إلا الغربة!

لماذا اخترت تخصص اللغة الإنجليزية؟ وما هو مجال تخصصك الدقيق في مرحلة الدكتوراه؟

اخترتُ تخصص اللغة الإنجليزية لسببين الأول: ميولي لهذا التخصص منذ الصغر، والثاني: لأهميته في سوق العمل، والطلب عليه يكـاد يكون في جميع القطاعات، كان هذا تفكيري عندما كنتُ طالبة في مرحلة البكالوريوس.

وتخصصي العام هو «لغويات» وتخصصي الدقيق في مرحلة الدكتوراه كان «اللغويات المشهدية»، وهو تخصص حديث جدا. 

تم بروزه في السنوات القليلة الماضية، مما شدّ انجذابي له كتخصص فريد من نوعه وحديث في الوقت نفسه.

حدثينا عن تجربة الابتعاث في الولايات المتحدة الأمريكية؟

تجربة الابتعاث هي حياة جديدة بحد ذاتها للشخص وولادة جديدة لشخصيته، يخرج الإنسان منها إنسان جديد، أعتقد أن هدف الابتعاث أتتْ نتائجه بمــا يتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠.

وأرى نتائج الابتعاث الإيجابية تظهر عليَّ شخصياً، فلو افترضنا أن كل شخص مُبتعث أدى رسالة وطنه ودينه على وجه المطلوب، لكان النتاج فيض جميل من الفكر السليم الوسطي، المواكب للتطوير أينما حل.

كيف وفقتي بين دراستك وحياتك العائلية في بلد الابتعاث؟

كان هذا التحدي الذي كسبته في النهاية بفضل من الله وتوفيقه، فدراستي وعائلتي كلا منهما مهم للغاية ولا أستطيع التفريط في إحداهما، وفي نفس الوقت يتحتم عليَّ القيام بواجبات كل منهما على أكمل وجه.

فكان الحل هو الموازنة، أو إذا صح التعبير «محاولة الموازنة» لأنها ليست عملية سهلة.

أتتْ عليَّ أوقات كِدتُ أن أتوقف عند تلك النقطة، لكن أنا أعرف نفسي تأبى التوقف في منتصف الطريق مهما كان،  فقطعتُ عهداً على نفسي بالمواصلة بكل ما أوتيتُ من قوة مهما كلفني الأمر، والآن أنا فخورة جداً والحمد لله بعد أن تحقق حلمي،وأتمنى لكل من يقرأ جوابي هذا أن يُحقق الله له حلمه، ونصيحتي دوماً هي (لا تتوقف، استمر، ستصل).

فالمحاولة تُحسب للمرء، والنجاح الحقيقي هو ليس فقط الوصول للشيء بل هو كيفية وصولك ومدى تحملك خلال عملية الوصول.

ما الصعوبات التي واجهتها هناك كمبتعثة وربة بيت في نفس الوقت؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

الصعوبات كثيرة ومتعددة وليست محصورة في جانب دون غيره، كمبتعثة وأم في نفس الوقت كان كل شيء من أصغر أمر إلى أكبر أمر يقع على عاتقي.

تغلبت عليها بالتنظيم والتخطيط والتركيز، فكان لدي أهداف قريبة الأجل وأهداف بعيدة الأجل.

كنت أتوقف في منتصف قراءتي لكتاب أو مقال لأدون في الملاحظات على هاتفي المحمول شيء من أغراض المنزل أضيفه لقائمة المشتريات تجهيزا للقائمة التي أحتاجها عند الخروج من المكتبة، هذا فقط مثال بسيط جدا لأمر روتيني.

أقوم بذلك لعدة أسباب وهي أن وقتي ضيق ومحدود لذلك يجب أن أفكر بكل ما أحتاجه قبل الذهاب مثلا للسوبر ماركت.

كيف كان دعم الدولة لك في مجال دراستك؟ تجربة المبتعث السعودي كيف تقيميها؟

المملكة العربية السعودية تقوم بدور وعمل جبار بتهيئة الشعب السعودي من كافة الجوانب، فمثلا مجال الابتعاث يفتح آفاق للمواطن السعودي البسيط،  الذي لا يستطيع دفع تكاليف دراسته وتحمل نفقة معيشته في بلاد الغربة.

الدولة تقدم هذا البرنامج (برنامج الابتعاث) له لتخرجه فيما بعد شخص ذا كفاءة أكبر مما كان عليه،لا أبالغ إذا قلت شخص جديد كليا، يخدم وطنه ودينه، ليرُد جميل وطنه عليه في بناء مستقبل أفضل لمواطنيها وفتح مجالات متجددة تعود بكفاءات عالية للوطن من مختلف التخصصات.

 فيأخذ هذا المواطن البسيط عهد على نفسه أن يخدم وطنه ودينه كجزء من رد الجميل بعد عناء الرحلة ونجاح التجربة.

 أخذتُ عهـد على نفسي في بلاد الغربة أن أسخر كل طاقتي لخدمة بلدي ونقل الفائدة وخلاصة التجربة لإخواني وأخواتي وأنا ماضية في تلك المرحلة الآن.

ما  طموحك الآن في العمادة؟

طموحي كبير كالبحر ممتد من أقصى الغرب للشرق، أطمح لتطوير الكلية وجعل مُخرجات الكلية مُخرجات بشرية ذا أهلية أكاديمية وإنسانية في نفس الوقت، العملية الأكاديمية هي خليط من العقل والشخصية وأطمح لبناء الاثنين معا في كل طالبة وزع خصلة «أُفيد وأستفيد» حتى تصبح الكلية صرح عظيم، يلمع كاسمها، ويُشــار إليه بالبنان.

كيف تقيمين الطالب المثالي؟

ليس هناك طالب مثالي في نظري، لكن هناك طالب مجتهد وطالب كسول، المثالية هي فكرة تتوقف المحاولة عندها وتحد الإنتاج لأنها تتضمن معنى الوصول للشيء.

 (إذا كنت مثالي فأنت لا تحتاج للعمل والتطوير لأنك مثالي!) فلا يكون هناك جديد وعندها يتوقف الإنتاج،لذلك أُفضّل استخدام كلمة «مجتهد».

الطالبــ(ـة) المجتهد هو من يظل في عجلة التطوير والاستفادة والتي تنعكس عليه في نهاية المطاف وتصنع منه طالب أفضل.

نصائح تقدمينها  لطلاب وطالبات أقسام اللغات (قسم اللغة الإنجليزية تحديدا)؟

أنتم مميزون! فقط لأنكم طلاب وطالبات في هذا القسم!

نصيحتي:

حافظوا على تميزكم في كل جانب سواء على الصعيد الأكاديمي أو الشخصي أو حتى الوظيفي في المستقبل، أنتم مميزون لأنكم تتكبدون جهد تعلم لغة أخرى جُملة وتفصيلاً، فهذا في حد ذاته جهد مميز.

هل تدعمين فكرة إدراج لغات أجنبية أخرى في جامعة الملك خالد؟

نعم أدعم ذلك، وفي الحقيقة أتمنى أن تُصبح متطلب أساسي يجب أن يأخذه كل طالب قبل التخرج مثلا، وذلك أن يكون مطلب أساسي للخريجين أن يدرسوا لغة أجنبية لمدة عام على الأقل، وطموحي أن تُفتح مجالات لدراسة عدة لغات أجنبية مختلفة وألا تكون فقط محصورة في تعلم اللغة الإنجليزية، كما أود أن تستقطب الجامعة مدرسين لغة في هذه اللغات الأجنبية الأخرى وأن يُؤسس مركز لدراسة اللغات الأجنبية للطلاب والطالبات، وأن يكون ذلك إحدى متطلبات التخرج، ومفتوح لجميع الأقسام العلمية وليس محصور فقط لطلاب وطالبات اللغة الإنجليزية.

ماهو المطلوب من طلاب وطالبات اللغة الإنجليزية لتحسين مستوى التحصيل اللغوي لديهم؟

القراءة وتدوين ملاحظات على ما تقرأ، ليس بالضرورة على كل الكتب التي تقرأ.

لكن بعضا منها هو حل سريع وممتع لإثراء العقل بالمفردات الجديدة والبليغة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية أو أي لغة أخرى.

ماهي رؤيتكم الاستشرافية  لتحقيق أهداف الدولة الرائدة والمتبلورة في رؤية 2030؟

رؤيتي في الحقيقة تتفق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، فلقــد قرأتُ المجلد الذي يتضمن أهداف الرؤية في كل جانب موضحا تفاصيله و انعكاساته على المواطن السعودي وعائلته، فأرى أنه إذا ما تم تطبيق ما قرأته عن الرؤية فهي مرحلة جديدة في حياة المواطن السعودي التي تنقله لحُقبة من الزمن قد تكاد الرحلة لها طويلة جدا لولا الرؤية التي بين أيدينا.

رؤية المملكة ٢٠٣٠ أتت بعد دراسة دقيقة للشعب السعودي واحتياجاته، لكـن أطلب من المواطن السعودي سعة الصدر وسعة الأفق في التفكير، وتقبل التغيير هو أمر إيجابي.

كلمة أخيرة لآفاق؟

في الحقيقة أشكر آفاق لإتاحة الفرصة لي في هذا اللقاء، وأشكرك أنتِ أستاذة كريمة، كما أشكر القارئ لقراءة هذا اللقاء، وأتمنى أنني كُنت ضيفة خفيفة على قلوب القراء الأعزاء.