د. فاطمة القديمي: تقنين استخدام الأطفال للأجهزة الذكية يقيهم من مشاكل النطق وتشتت الانتباه

تاريخ التعديل
سنتان 5 أشهر
استخدام الأطفال للأجهزة الذكية

حذرت أستاذة الصحة النفسية والإرشاد النفسي المساعدة، مشرفة قسم علم النفس بكلية التربية الدكتورة فاطمة يحيى حسن القديمي من استخدام الأطفال للأجهزة الذكية بإفراط، مؤكدة أنه يجب على الأهل تقنين استخدامهم لها؛ لتفادي مشكلات النطق وفرط الحركة وتشتت الانتباه أو الوقوع في دائرة الأمراض النفسية، مشيرة إلى أنه  يجب منع الأطفال تحت عمر السنتين من استعمال الأجهزة الذكية أو الأجهزة الأخرى، والحرص على اللعب والتفاعل مع الطفل وجها لوجه، وتشجيع وتحفيز الأطفال للعب مع أقرانهم بدلا من اللعب على الأجهزة الذكية.

كما نصحت بمراقبة ما يلعبه الأطفال على الهاتف باستخدام البرامج والتقنيات التي تساعد الأسرة على التحكم بالوقت، واختيار البرامج المفيدة المتاحة للطفل  للدخول إليها للحد من الكثير من الإشكاليات في المستقبل لدى الطفل.

أخطار نفسية

وكشفت في حديثها مع «آفاق»  أن هناك العديد من المخاطر التي تحدث بسبب ظاهرة استخدام  الأطفال للأجهزة الذكية لساعات طويلة،  حيث قالت: «استخدامها لساعات طويله يوميا يعرضهم لأخطار نفسية واجتماعية وصحية عدة أبرزها تأخر النطق، والإنهاك العقلي، والتأخر الدراسي، فضللا عن تعرضهم لتهديدات إلكترونية، ومشاهدتهم محتويات غير لائقة، في ظل غياب الرقابة الأسرية». 

أيضا «حدوث اضطرابات النوم وعدم التحدث كثيرا، والانطواء أمام الغرباء، وعدم مشاركة الأطفال الآخرين الأنشطة واللعب».

التعبير الإلكتروني

وكشفت أن من الأضرار التي يتسبب بها الإدمان على التقنية هو التعبير الإلكتروني بدلا من الشفوي، مؤكدة أن شريحة كبيرة من الأفراد وبالأخص في مرحلة المراهقة يجد نوع من الحرج أو الخجل في التواصل بشكل مباشر وجها لوجه مع الآخرين،  فتكون الوسيلة السريعة والمريحة بالنسبة لهم  هي التواصل من خلف الشاشة للتعبير عن ما يجول في خواطرهم من أفكار ومشاعر.

وقالت: «هذا ما يخالف وجهة نظري لأني أفضل الاتصال الشفهي المباشر؛  لأن من خلاله يتم التوضيح بشكل أكبر وأسرع ويحصل تدارك للأفكار بشكل أفضل، كما أن نبرة الصوت قد تشكل فارقا كبيرا في استيضاح المواضيع وإيصال الأفكار».

خوف مرضي

وأوضحت أن التقدم الهائل في الهواتف الذكية وتحولها  إلى بوابة لمجموعة ضخمة من التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وتعلق الكثير من الذكريات الشخصية بها، جعل المستخدمون يمدون هويتهم الشخصية إلى هواتفهم، ما جعل الاهتمام بها أكثر وغير مسبوق، كما تحول الخوف من البعد عنها إلى خوف مرضي.

أسباب إدمان التقنية

وأضافت:«المقلق توقع العديد من الباحثين أن الأمر سيزداد صعوبة في المستقبل مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، ما يشير إلى أهمية وجوب الوعي بعدم الاعتماد المفرط على الهواتف الذكية، دون أن يحرمنا ذلك من ذكاء التكنولوجيا،  أما علميا فوجد علماء النفس أن أدمغتنا تتفاعل باستمرار مع إشعارات الهاتف المتتالية طوال اليوم، ويُنشط ذلك مراكز المكافأة في الدماغ المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، وهي نفس المراكز التي تنشط عندما الأكل وتعاطي المخدرات، حسبما يؤكد ديفيد غرينفيلد، الأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي بجامعة كونيتيكت الأميركية.

بينما كان للدكتور صموئيل فيسيير، الأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة مكغيل الكندية، رأي آخر، فهو يرى أن الوقت الزائد الذي نقضيه مع هواتفنا الذكية ليس سببه الإدمان على الإشعارات، وإنما لتطور الحاجة لدينا للتواصل مع الآخرين، إلى جانب التوقعات الاجتماعية المرتفعة وما يعطيه لنا نظام المكافأة في أدمغتنا».

ضعف المستوى الدراسي

وردا على سؤالها عن ارتباط إدمان أجهزة الإلكترونية بالاكتئاب وضعف المستوى الدراسي، أكدت أن هناك ارتباط وطيد بينهما مشيرة إلى أن هناك ما يقارب 350 ميون حالة اكتئاب حول العالم حسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية، وقالت: «أما عن جانب الضعف الدراسي فالإفراط في استخدام التقنية جعل المتعلم يظهر عدم الاحتفاظ بالمعلومات على المدى البعيد ، ومن ذلك أيضا ضياع جزء كبير من الوقت على ألعاب ونشاطات ترفيهية أخرى مما يجعل المحتوى التعليمي يأتي بالمرتبة الثانية في الأهمية عند إدارة الوقت ، وهذا مؤشر خطير جدا».