منال الشهري: التعلم عن طريق العمل من أهم وسائل تطوير الكفاءات

تاريخ التعديل
5 سنوات 5 أشهر
منال الشهري: التعلم عن طريق العمل من أهم وسائل تطوير الكفاءات

 

لا بد من نشر ثقافة العلاج النفسي لتحقيق توعية صحية لأفراد المجتمع وغرس فكرة

أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي له أسباب وأعراض وله دواء وعلاج

عبير الشهراني

هي منال ناصر الشهري، عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الملك خالد، متخصصة وباحثة في علم النفس التربوي والتفكير الإبداعي، منسقة النشاط بقسم علم النفس بالجامعة، عضو في مركز نفوس للاستشارات النفسية، وعضو مستشار في فريق زاجل السلام التطوعي ومهتمة بالشراكة المجتمعية. «آفاق» التقتها وأجرت معها هذا الحوار.

هل لنا بنبذة عن علم النفس التربوي؟
علم النفس التربوي، يعد من أكثر الموضوعات أهمية لمن يدرس في مجال تخصصات علم النفس بشكل عام أو التخصصات التربوية بشكل خاص، وتعتبر عملية التعلم والتعليم من أبرز اهتمامات علم النفس التربوي.
وعندما نتحدث عن علم النفس التربوي، نجد أنفسنا بصدد التحدث عن علم نظري وتطبيقي في نفس الوقت، ويهدف إلى الإسهام في تحسين العملية التعليمية والتربوية.
يهتم علم النفس التربوي بقواعد تربية النشء وتنمية الشخصية، من وجهة نظر تخصصية، ما أهم النقاط

التي يرتكز عليها في تعزيز ثقة الفرد بذاته؟
من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس التربوي: (التعلم، الدفاعية، التفكير، اكتساب المعرفة) وهذه الموضوعات متصلة بشكل مباشر بالشخصية، فعلم النفس التربوي يقدم نصائح مفيدة تساعد الفرد على الدافعية والإنجاز واكتساب أكبر قدر من المعرفة، ويعلم الفرد كيف يفكر ويحلل وأي نوع من التفكير يحتاج، وبالتالي فهو يصقل شخصية الفرد ويعزز ثقته بذاته وقدراته.

كونك أستاذة جامعية لديك اهتمام بكيفيات التفكير الإبداعي، هل تتبعين استراتيجية محددة لتغيير طرق تفكيرنا؟
إفساح المجال لأي فكرة؛ لكي تولد وتنمو في الاتجاه الصحيح و في خدمة الصالح العام، واحترام وتشجيع الأفراد بإتاحة الفرص لهم للمشاركة، التخلي عن الروتين والمركزية مما ينمي القدرة الإبداعية، تحويل العمل والدراسة إلى شيء ممتع بأن يتم تحويل النشاط إلى مسؤولية، والمسؤولية إلى طموح.
وكذلك التجديد المستمر للنفس والفكر والطموحات، التطلع إلى الأعلى دائما لأنه يحفز الأفراد لتحقيق الأهداف باستمرار، يجب ملاحظة تجارب الآخرين وتقويمها والاستفادة منها، التعلم عن طريق العمل؛ لأنه الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات، حريصة دائماً على إتاحة الفرصة لممارسة مهارات التفكير العليا:التفكير الإبداعي، التفكير الناقد، وأيضا العناية بقيم الإبداع:الوقت، الإتقان.

يؤكد الباحثون بأنه لولا التفكير الإبداعي لبقيت حياتنا بدائية وبسيطة، ما وجهة نظرك حول هذه العبارة؟
من المعروف أن الحضارة هي نتاج بشري وتنقسم إلى شقين، الأول مادي يتمثل في التكنولوجيا وكل ما أنتجه الإنسان ماديا وعمرانيا وتقنيا.
أما الثاني فيتمثل في الثقافة ويقصد بها كل ما أنتجه الإنسان من فكر وإبداع وفن وعادات وتقاليد. فحماية الثقافة وتطويرها في نفس الوقت غاية في حد ذاتها ووسيلة للمساهمة في التطوير والتنمية المستدامة.

ما زالت نظرة المجتمع للمراجعين لمراكز الاستشارات النفسية نظرة خاطئة.. ما رؤيتك لتغيير تلك النظرة؟
يجب أن ندرك أن المريض النفسي إنسان قبل أن يكون مريضا؛ ولذلك لابد للمجتمع أن يعيد نظرته الخاطئة له، بأنه مريض عقلي وخطر على نفسه وعلى الآخرين.
ومن هنا لا بد من نشر ثقافة العلاج النفسي؛ لتحقيق توعية صحية لأفراد المجتمع، وغرس فكرة أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي له أسباب وأعراض وله دواء وعلاج، لا سيما أننا جميعنا معرضون لأزمات نفسية.

فيما يخص وعي الأفراد بأن الأمراض النفسية أمر طبيعي كما الأمراض البدنية، أين نحن من ذلك الوعي؟
الحمد لله، أصبحت نظرة المجتمع السعودي للعلاج النفسي مختلفة عما سبق، وأصبح هناك الكثير ممن لا يجدون حرجاً للذهاب إلى العيادات النفسية. كما ساهم الاتجاه الحديث في العلاج النفسي والذي يهدف إلى تقديم الخدمة العلاجية بأسهل الطرق، وذلك بأن تكون العيادات النفسية جزءا من باقي عيادات أي مستشفى، وهذا مما لا شك فيه ساهم في محو وصمة المرض النفسي.

كلمة أخيرة للقراء؟
لا يسعني إلا أن أشكركم في صحيفة «آفاق» للاستضافة وإتاحة الفرصة، وأشكر جميع القراء على كرم القراءة؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.