د. نورة حسن آل عبد الرحمن: عندما كنت في الغربة كان هدفي أن أعود لوطني بوعي مختلف

تاريخ التعديل
4 سنوات شهر واحد
كلية اللغات والترجمة

أكدت أستاذة الأدب الإنجليزي المساعدة بكلية اللغات والترجمة بالجامعة، مشرفة رابطة الخريجين بالجامعة الدكتورة نورة حسن آل عبد الرحمن أن تجربتها في الدراسات العليا في الأدب الإنجليزي بجامعة كنت في المملكة المتحدة كانت تجربة علمية وإنسانية فريدة، لافتة إلى أن الغربة والابتعاد عن الوطن في سبيل تحقيق هدف سامي يعد تجربة إنسانية مختلفة لن يستطيع أي شخص تحملها مالم يحدد الرؤية والهدف.

وقالت في حديثها إلى «آفاق»: «الاحتكاك بمجتمع أوروبي دولي قوي نسبيا يتطلب أن تكون مهيأ ثقافيا ونفسيا لتقبل الاختلافات وربما ممارسة عادات وسلوكيات لم نعتد عليها لذلك ستواجه الكثير من التحديات لتحافظ على هويتك الإسلامية العربية في حدود الأخلاق والدين».

 

تحديات الغربة

وحول التحديات التي واجهتها في الغربة كشفت أنها واجهت العديد من الصعوبات والتحديات كما هو حال جميع المبتعثين قائلة: «الإيجابيات تفوق السلبيات عدا عن كونها رحلة علميه من أجل التحصيل العلمي والأكاديمي فلقد كانت رحلة لاكتشاف الذات والإمكانيات في جو من الاستقلالية بعيدا عن الأهل والأصحاب والمعارف.

وتعلمت من خلالها أشياء لا حصر لها واكتشفت أنني قادرة على تحقيق أهدافي ومعرفة أخطائي وتصحيحها بشكل تدريجي للوصول للمعادلة الأفضل التي أسير بها في حياتي الشخصية ومسيرتي العلمية منها على سبيل المثال تنظيم الوقت وعلاقاتي بالآخرين لاسيما في المملكة المتحدة حيث المجتمع متعدد الثقافات والأجناس ومختلف في العقائد والأديان وبالتالي فالاحتكاك والاختلاط المتوازن مفيد جدا وليس الانجراف فيما يضر، وأخيرا لابد من التساؤل والبحث عن مغزى ما نفعله من أجل تحفيز الذات، بالنسبة لي أن أعود لوطني بوعي مختلف ورصيد معرفي متنوع من أجل الاسهام في بناء النهضة والتنمية السعودية».

 

جودة تعليم الإنجليزية

وردا على سؤالها عن كيفية تقييم الجودة في أقسام اللغة الإنجليزية بالجامعات، أكدت أنه يمكن ذلك من خلال  تأسيس منظومة من المؤشرات التعليمية المتعلقة بجودة التعليم بطرق علمية ترتكز على مجموعة من المستوى والمحتوى ومدى ارتباطها بالواقع، إضافة إلى معايير مرتبطة بالإدارة التعليمية والإمكانيات المادية من حيث مرونة المباني وقدرتها على تحقيق الأهداف ومدى استفادة الطلاب من المكتبة والأدوات والمساعدات وحجم الاعتمادات المالية، وأن تقاس جودة التعليم من خلال العلاقة بين القسم والمجتمع من حيث الوفاء باحتياجات المجتمع المحيط والمشاركة في حل مشكلاته وربط التخصصات بطبيعة المجتمع وحاجاته والتفاعل بين القسم بموارده البشرية والفكرية وبين المجتمع بقطاعاته الإنتاجية والخدمية.

 

البطالة افتراس للأحلام

وحول مشكلة البطالة والتي يعاني منها الكثير من الخريجين ومنهم خريجي اللغة الإنجليزية تحدثت قائلة: «البطالة تفترس أحلام شبابنا وتحرم بلادنا من مساهماتهم ومشاركاتهم في بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم؛ ليس لأن الاقتصاد السعودي غير قادر على خلق الوظائف ولكن برأيي أن كثير من الخريجات ينتظرن وظائف حكومية بينما اتجهت الدولة فعليا لتوطين الوظائف في القطاع الخاص، وتخصص اللغة الإنجليزية يوافق احتياجات سوق العمل ولكن يجب على كل خريج العمل على تطوير المهارات الشخصية و الإدارية والتقنية من أجل مواكبة متطلبات سوق العمل والمنافسة في ظل المتغيرات المتسارعة.

والجدير بالذكر أن رابطة الخريجين بجامعة الملك خالد قد أطلقت برنامج تطوير الخريج الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وتدريب جميع خريجي الجامعة من خلال ورش عمل ودورات تدريبيةمجانية بلغت ١٨٥ دورة خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام بالإضافة إلى عدد من اتفاقيات التدريب المنتهي بالتوظيف».

 

بكالوريوس ودراسات عليا

وردا على سؤالنا عن الفرق بين طالب البكالوريوس وطالب الدراسات العليا أجابت بأن ما يميز البرامج الجامعية لمرحلة البكالوريوس أنها أكثر عمومية، مشيرة إلى أن برامج الدراسات العليا على درجة عالية من التخصص وأكثر تقدما من البرامج الجامعية في مرحلة البكالوريوس، ناصحة طالب البكالوريوس بالتركيز على المعلومات المكتسبة والتي دائما ما يقتصر تقييمها على الامتحانات الفصلية أو مشروع رئيسي، وطالب الدراسات العليا بالإلمام بإعداد البحوث الأكثر توجها.

وأردفت قائلة: «الشخصية الأكاديمية بحاجة كبيرة إلى صقل مهنتها بالدورات التدريبة التي تضيف إتقان في جودة العمل وإدارة العمل بشكل أكاديمي متقن».