«العلوم الإنسانية»: فعاليات علمية وثقافية في اليوم العالمي للعربية

تاريخ التعديل
6 سنوات 3 أشهر
«العلوم الإنسانية»: فعاليات علمية وثقافية في اليوم العالمي للعربية

بحضور عميد كلية العلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور يحيى بن عبد الله الشريف، نظمت لجنة الندوات والمؤتمرات بقسم اللغة العربية وآدابها برنامجا احتفائيا تضمن حفلا خطابيا وندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر 2017، الذي وافق يوم الاثنين الماضي 30 ربيع الأول 1439.
وقد افتتح رئيس لجنة الندوات والمؤتمرات الأستاذ الدكتور محمد أبوملحة هذا البرنامج بالترحيب بعميد الكلية، وأصحاب السعادة وكلاء الكلية، وأصحاب السعادة أعضاء هيئة التدريس، وبالحاضرين من الطلاب في كلية العلوم الإنسانية، وبالحاضرات من أعضاء هيئة التدريس والطالبات في الشطر النسائي، ثم بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم رتلها الطالب معاذ نبيل خطّاب، ثم ألقى سعادة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور أحمد التيهاني كلمة القسم بهذه المناسبة، وقد أكّد فيها أن اللغة العربية جزء من هويتنا.
ثم جاءت كلمة عميد كلية العلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور يحيى بن عبد الله الشريف، الذي تحدث خلال كلمته عن مكانة اللغة العربية وحضورها العالمي، كما أشار إلى المسؤولية الكبرى الملقاة على عواتق المتحدثين بالعربية بصفة عامة، والمتخصصين في علومها بصفة خاصة، كما شكر سعادته لقسم اللغة العربية وآدابها وللجنة الندوات والمؤتمرات بالقسم الجهود المبذولة في الأنشطة العلمية للقسم، ومن ذلك هذا البرنامج بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. 
بعد ذلك قدّم الأستاذ الدكتور عوض القرني قصيدة بهذه المناسبة تحت عنوان «الحورية»، وبعد ذلك عرضت لجنة الندوات والمؤتمرات بالقسم فيلما حول النتاج العلمي والإبداعي لأعضاء هيئة التدريس بالقسم؛ وقد قارب مائة وخمسين كتابا مطبوعا.
ثم انطلقت الندوة العلمية التي نظمتها لجنة الندوات والمؤتمرات بالقسم بهذه المناسبة تحت عنوان «اللغة العربية والتقنيات الحديثة»، وقد أدار الندوة سعادة وكيل الكلية للتطوير والجودة الدكتور خالد أبو حكمة الذي حث في افتتاحه الندوة جميع المحبين للغة العربية على خدمتها وبذل جهود عملية ملموسة للنهوض بها، ثم دعا أصحاب الأوراق العلمية إلى تقديم أوراقهم العلمية. وقد تضمنت الندوة عددا من الأوراق العلمية المهمة:  
تحدث الأستاذ الدكتور يحي بعيطيش حول «تحديات اللغة العربية للغات الأجنبية الحديثة.. تقنيات البنية الموقعية  للجملة نموذجا»، وقد عرض في ورقته لمفهوم تقنيات البنية الموقعية للجملة في اللغات الحية الحديثة، انطلاقا من مقاربة نحوية وظيفية حديثة، تبرز بعلمية وموضوعية طاقة اللغة العربية وحيويتها وقدرتها على احتواء بنى اللغات الحضارية الحديثة، وذلك بتوضيح مفهوم كلية الوظائف الدلالية والتداولية من جهة، ومفهوم بنية الجملة الموقعية من جهة أخرى، مع إجراء مقارنة بين بنية الجملة الفعلية أو الاسمية في اللغة العربية، وبنية الجملة في اللغات الحية الأجنبية الحديثة، ممثلة في اللغات الهندوأوروبية «كاللغة الانجليزية أو اللغة الفرنسية» واللغات الطورانية «كاللغة اليابانية أو الصينية». 
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالغني شوقي الأدبعي حول «التوسع في الاستعمال النحوي في لغة الإعلام الإلكتروني- صحيفة آفاق الجامعة والمركز الإعلامي بجامعة الملك خالد مثالا»؛ حيث عرض نماذج من التوسع في الاستعمال النحوي في صحيفة «آفاق الجامعة»، ثم علق على تلك الأمثلة، وبين أوجه التوسع النحوي، ومدى وجاهة ذلك وصحته لغويا.
ثم كانت ورقة الدكتورة حنان أبو لبدة حول «حوسبة اللغة العربية»؛ حيث جاءت الورقة موضحة العناصر الآتية: 
1) الحوسبة في اللغة. 
2) الحوسبة في الاصطلاح. 
3) استخدامات اللسانيات الحاسوبية. 
4)أهمية حوسبة اللغة العربية. 
5) الإشكالات والتحديات التي تواجه حوسبة اللغة العربية. 
6) الحلول المقترحة لمواجهة تحديات حوسبة اللغة العربية. 
وبعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور عبد الحميد الحسامي حول «سلطة التقنية وتحولات الخطاب الشعري»؛ حيث وضح كيف توغلت سلطة وسائل التواصل الاجتماعي في تفاصيل حياتنا، واستأثرت بالوقت والاهتمام، وأخذت دائرة سلطتها تتسع بشكل متسارع، وحشرتنا في عوالمها مكرهين. وقد أتى «تويتر»ليفرض نفسه بين وسائل التواصل الاجتماعي؛ بوصفه وسيلة ذات سمات تتعلق بالعدد الهائل من البشر الذين يستخدمونه، ويطلقون تغريداتهم عليه يوميا، ومقدار المحتوى المسموح به من الحروف، فضلا عن السمة النخبوية التي تسمه عن سواه من نوافذ التواصل الاجتماعي.
ووضح الحسامي أن المتلقي في تويتر حاضر في فضاء جديد، حيوي، سريع، على الشاشة الخضراء، في مكتبه، أو على شاشة جهاز بين قبضة أصابعه، يتفقده بين اللحظة والأخرى، في المنزل والمكتب والطريق، وربما تراه وهو يقود سيارته.
وحاول في ورقته قراءة سلطة التقنية، وكيف مارست حضورها في ديوان «على أغصان تويتر» للشاعر عيسى جرابا؛ إذ يمثل هذا الديوان عينة دالة على هيمنة التقنية على الخطاب الشعري بدءًا من العنونة التي كانت مستلهمة من فضاء التقنية (تويتر)، كما عرضت الورقة التأثير الذي يمكن أن نلمسه في حضور المتلقي الضمني الذي شكل هذه النصوص، واندس بين ثناياها.
وكانت ورقة الدكتورة سهير عيسى القحطاني حول «أثر مواقع التواصل الاجتماعي على فصاحة المفردة- موقع فيس بوك لنادي القصة السعودي نموذجا»؛ وقد هدفت الدراسة إلى بيان أثر مواقع التواصل في أمور ثلاثة:
• العناية بإيجاد مشترك لفظي عام، فالألفاظ الواردة ليس فيها  اشتراك دلالة أو إبهام .
• البعد عن الألفاظ التي لها دلالات خاصة ببلد من دون آخر.
• العناية بالتأنق في اللفظة. واستخدمت الباحثة في ورقتها المنهج الوصفي لبيان ما اطرد في مواقع التواصل من البعد عن غرابة الكلمات الموحشة سواء كان ذلك من ناحية: الشيوع العلمي أو الاصطلاح التخاطبي، أو في ظهور الدلالة الأولى، وإرادة الحقيقة المجردة منها أو الاشتراك العام في المفهوم واللفظ، أو البعد عما تكرهه الأذن ويأباه السمع؛ فيكون المطرد في المحاورات الدائرة في المواقع المتخصصة بالأدب والفن كموقع «نادي القصة السعودي»، الذي اتخذته الورقة أنموذجا للدراسة، البعد عن الألفاظ الممجوجة إلى الكلمات الحسنة المتأنقة، والبعد عن الألفاظ الخاصة أو الموهمة أو القبلية إلى مشترك عام. 
واختتمت الندوة بورقة الأستاذ يحيى اللتيني حول «معطيات المحلل النحوي ونتائجه»؛ والمحلل النحوي برنامج يقوم بتحليل الجملة إلى مكوناتها التركيبية العُمد والفضلات والأدوات، والكشف عن القوالب التركيبية، ويعد ركيزة أساسية لكثير من التطبيقات اللغوية الآلية كالترجمة الآلية والمعرب الآلي والمدققات النحوية والإملائية ومحللات النصوص، ويستمد المحلل النحوي حسب تصور الباحث معلوماته من المحللين السابقين: الصرفي والدلالي، كما يفيد من البنوك الشجرية للتحاليل النحوية والأنطولوجيات الدلالية؛  ويتميز بأسبقية التحليل الدلالي عليه بعكس التصور السائد في معظم أبحاث اللسانيات الحاسوبية؛ لأن من مهماته هنا تعيين الوظيفة النحوية وتسميتها ووضع علامتها الإعرابية ،كل كلمة في الجملة على حدة فيما يتولى تطبيق المعرب الآلي جمع تلك التحليلات في سطر واحد بصيغة output .
ثم اختتم رئيس لجنة الندوات والمؤتمرات بالقسم الأستاذ الدكتور محمد أبوملحة فعاليات البرنامج الاحتفائي باليوم العالمي للغة العربية بشكر سعادة عميد الكلية والحضور الكرام، وبالشكر لكل من أسهم في نجاح تلك الفعاليات الاحتفائية والعلمية.