عبد الله شاهر: أعلم الأطفال الفنون التشكيلية في منزلي الخاص بمساعدة زوجتي وأبنائي
محمد إبراهيم
عبد الله شاهر، الفنان التشكيلي الذي لا يتوقف عن الإبداع والتميز، والذي يعد أحد رواد الساحة المحلية في مجال الرسم. عشق الفن التشكيلي، وسعى جاهداً أن يمتد هذا الفن ويتطور من خلال صناعة جيل جديد يتولى بدوره المهمة؛ ليقدم بأدواته أفكاراً جديدة، الأمر الذي جعله يقدم تجربته الثرية لجيل جديد من الأطفال؛ ليكونوا امتدادا لمرحلة الرواد، وذلك لإيمانه التام بمقدرتهم على الإبداع، وهو ما جعله يخصص جزءا من وقته ومرسمه الخاص لعدد من الموهوبين الصغار، استغله لتعليمهم أسرار هذا الفن، ومبادئ الفن التشكيلي على أسس صحيحة، بالإضافة إلى سعية الحثيث لتنمية مهاراتهم التشكيلية من خلال تعليمهم أساسيات فن الخط العربي، والرسم، والمهارات اليدوية.
ويحل الضيف الرسام عبدالله شاهر ضيفا في هذا العدد للحديث أكثر عن تجربته.
لديك تجربة ثرية في إقامة مراسم للأطفال هل تحدثنا عن هذه التجربة؟
هذه التجربة أضافت لي الكثير، حيث أنني أقضي وقتا ممتعا مع الأطفال الذين لمست منهم الكثير من الإبداع. بالإضافة إلى عفويتهم ومصداقيتهم، فالطفل بخطوطه البسيطة والعفوية يجسد إبداعا صادقا بلا زيف، وهو ما جعلني أخطو هذه الخطوة نحو تعليمهم.
وبدأت في تنظيم هذه الدورات في مرسمي الخاص بمنزلي، وبفريق عمل مكون من زوجتي وأبنائي، وهي خاصة للأطفال من سن 8 سنوات حتى 14 سنه، وبحمد الله، استطعنا إقامة ثلاث دورات، استطاع الأطفال من خلالها تعلم الرسم، والخط العربي، والمهارات اليدوية، تحت إشراف الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ( جسفت).
كيف لمست الاستعداد الفطري لدى الأطفال من خلال رسوماتهم؟
لا شك بأن الطفل لديه الرغبة في تعلم الفنون بأنواعها، ولديه الحب الشديد بمعانقة اللون وتلمس الأشياء الجميلة وتعلم المهارات والتجربة.
وسعيت لخوض هذه التجربة ليقيني التام أن الأطفال بحاجة ماسة لهذه الفنون. وإذا عدنا لاسمها في المقررات فهي ( التربية الفنية )، وأقصد أنها أولاً تربية للطفل وفيها تكمن الفنون. والطفل يتلقى تلك العلوم بنفس مفتوحة؛ لما تحتويه من أسرار داخل الطفل. فاللون هو الحياة وحينما يعالجه الطفل فهو يبدع؛ لأن عفويته تخلق جماليات مكنونة، وتريد فقط من يهتم بها ويظهرها وينميها لدى الطفل.
كيف يمكن استمرارية الموهوبين من الأطفال ليصبحوا من رواد الفن التشكيلي؟
بعدما يرى الطفل إنتاجه من خلال الدورة والأشياء التي أنجزها، سيصبح لدية القابلية والدافع للذهاب إلى نقطه أبعد وهي الممارسة الدائمة والفعلية، ليصبح فناناً يسهم بدوره في الحركة الفنية.
ومن خلال ما شاهدته من الأطفال وأولياء أمورهم من حرص وتفاعل، يجعلني متفائلا جدا بأنني سأراهم فنانين تشكيليين، فقد لاحظت حرص ورغبة أولياء الأمور، وأنا أدعوهم للاستمرار في دعمهم وتشجيعهم في شتى المجالات.
هل يمكن أن تتطور فكرة تعلم الأطفال بإنشاء أكاديمية لتعليم الأطفال الإبداع في كافة أنواع الفن التشكيلي؟
أكاد أجزم بأن إنشاء أكاديمية مخصصة لتعليم الأطفال كافة أنواع الفنون التشكيلية؛ سيكون له أثر ايجابي وكبير في تطوير الحركة التشكيلية في وطننا الغالي، حيث أن الطفل سيجد أرضا خصبة تحتويه وتعلمه الأسس الصحيحة للفن، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
وحقيقة أتمنى أن يكون هناك أكاديمية للفنون خاصة للأطفال؛ لأننا سنرى إبداعا كبيرا منهم ، خاصة إذا ما عرفنا أن طرق الفن التشكيلي اختلفت وأصبح هناك أساليب جديدة في استخدام الخامات والذي نلمسه من خلال المعارض التي تقام حاليا ويشارك فيها فنانون من صغار السن بطرق وإبداعات جديدة.
أقسام التربية الفنية ما هو تأثيرها على مسيرة الفن التشكيلي؟
لم يكن هناك أقسام تربية فنية في الجامعات بالمعنى الصحيح، بل كان هناك مناهج تُدرس بالإضافة إلى مناهج أخرى، وكان هناك معهد التربية الفنية، ودوره مهم، حيث كان متخصصا في دراسة الفنون وتعليمها ومن خلاله تخرج أكثر فناني المملكة وروادها في الفن التشكيلي.
وكلي أمل في أن يعاد التفكير في أسلوب هذه الأقسام؛ حتى يتحقق منها الهدف الذي أنشئت من أجله.