الخريجة صالحة عسيري: شغفي بالعلم والتعلم دفعني لإكمال تعليمي حتى تخرجت أنا وابنتي معا

تاريخ التعديل
سنة واحدة 11 شهراً
الخريجة صالحة عسيري

لم تحضر صالحة إبراهيم عسيري كأٌم أسوة ببقية الأمهات في حفل تخرج ابنتها  الخريجة الحاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية رهف سعد الحمراني والتي كانت واحدة من بين آلاف من خريجي وخريجات الدفعة الـ24؛ بل حضرت أيضا كخريجة هي الأخرى، حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال، لتحتفلان معا في هذا اليوم بتخرجهما... حاورناها في "آفاق" لنتعرف أكثر على قصتها مع الإصرار والطموح.

كيف ومتى بدأت رحلتك الدراسية كأم؟

الحمد لله أن بلغنا التمام وأكمل نعمه علينا بالتخرج من جامعة الملك خالد في نفس اليوم الحمد لله ، بداية أنا خريجة معهد إعداد المعلمات في عام 1419 هـ بعد تخرجي تزوجت وأنجبت ابنتي رهف وبعدها عبدالله فعندما كان في عمر الثلاثة أشهر التحقت بكلية التربية سابقا في أبها انتساب وعند حلول الاختبارات مرض ابني مما اضطرني لعدم الحضور وأداء الاختبار ثم انسحبت من الكلية وبقيت قرابة الثمان سنوات لم استطع الالتحاق بأي كلية بسبب انشغالي بتربية أبنائي حتى عام 1433 منَ الله علي بالوظيفة (إدارية في تعليم عسير) وهنا عاودت البحث عن قبول في الجامعات بنظام الانتساب عن بعد ولكن كانت أغلب شروط الجامعات أن تكون شهادة ثانوية عامة وليست معهد إعداد معلمات، واستمريت في البحث حتى عام 1436 حيث حصلت على قبول من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية انتساب عن بعد، ومن هنا كانت الانطلاقة حيث بدأت الفصل التحضيري أولا في الفصل الدراسي الثاني لعام 1436هـ ونجحت فيه بامتياز ثم تخصصت في إدارة الأعمال وتخرجت عام 1440هـ  قبل تخرجي كنت أعمل جاهدة على أن أحظى بالمعدل المرتفع لأستطيع إكمال الدراسات العليا وحرصت على الحصول على التوصيات العلمية لتحقيق ذلك، عند تخرجي مباشرة عملت على الاستعداد لمرحلة الماجستير بإداء اختبارات القبول مثل قدرات الجامعيين ولله الحمد اجتزتها مباشرة وكنت أحرص على متابعة إعلانات الجامعة عن مواعيد القبول والتسجيل لبرامج الدراسات العليا وبفضل الله تقدمت عليها وقبلت وبدأت مرحلة الماجستير في عام 1442هـ في تخصص إدارة الأعمال أكاديمي رغبة في الالتحاق بالعمل الأكاديمي بإذن الله.

ما الذي دفعك لإكمال تعليمك على الرغم من المسؤوليات الملقاة على عاتقك كأم؟

دافعي لإكمال تعليمي أولا أنا شغوفة بالعلم والتعلم والوصول إلى أعلى الدرجات العلمية ثم الالتحاق بالعمل الأكاديمي في إحدى جامعات المملكة.

ما الصعوبات التي واجهتك كـ طالبة وأم حتى وصولك إلى لحظة التخرج؟

لاشك كوني أم وموظفة وطالبة  واجهت في بداية الأمر صعوبة في تنظيم الوقت والتوفيق بين العمل والبيت والدراسة ولكن عملت جاهدة على تنظيم وقتي وإنهاء مهامي أول بأول وهذه أهم خطوة ساعدتني في اجتياز هذه المرحلة والوصول إلى التخرج، ومما لاشك فيه أيضا أن لأسرتي دور كبير في نجاح ذلك.

ماذا يعني لكِ أن تتخرجي أنتِ وابنتكِ معا في يوم واحد؟

تخرجي أنا وابنتي في يوم واحد يعني لي الكثير يعني لي الفخر والتميز له رونق وطابع مختلف ابنتي هي شريكة نجاحي هي المعين لي بعد الله في لحظة يأسي وتعبي في بعض لحظات دراستي وانهزامي كانت تدفعني وتذكرني دائماً بلذة الوصول بعد التعب والعناء تخرجي أنا وابنتي أشبه بالحلم الجميل الذي تحقق واكتمل بأبهى حلة.

 كيف وفقتِ بين مسؤولياتك كأم ومسؤولياتك الدراسية كطالبة؟

استطعت أن أوفق بين مسؤولياتي كأم ومسؤولياتي كطالبة بالتنظيم وإنجاز المهام أول بأول واختيار الأوقات المناسبة لأداء التكاليف والواجبات والبحوث  التي لا تتعارض مع أوقات رعاية أبنائي وإنهاء واجبات منزلي كل ذلك يندرج تحت التنظيم وإدارة الوقت.

لماذا اخترتِ تخصص إدارة الأعمال تحديدا، وما الذي تطمحين لتقديمه في هذا المجال؟

اختياري لتخصص إدارة الأعمال كان لحبي لهذا التخصص فهو يشمل مجالات متعددة من حيث الإدارة العامة والموارد البشرية والمالية والمشاريع والتخطيط الإستراتيجي وريادة الأعمال وغيرها من المجالات فهو مجال شامل وواسع وأجد نفسي فيه.

حضرتِ مع ابنتك الخريجة رهف الحمراني كأم، فمن حضر إلى جانبك ليحتفي بكِ كخريجة في هذا اليوم؟

حضر إلى جانبي في يوم تخرجي أمي وأخواتي وزوجي وأبنائي: (رهف، عبدالله، وليد، مهند).

درستِ إدارة الأعمال ودرست ابنتك اللغة الإنجليزية، هل هناك أي مشاريع وأهداف مشتركة تنويان العمل عليها بالاستناد على دراسة هذين التخصصين؟

بكل تأكيد نسعى أنا وابنتي إلى استثمار ما تعلمناه في مجال تخصصاتنا في تحقيق هدف ومشروع نعمل على تحقيقه بإذن الله من خلال ما اكتسبته من خلال تخصصي إدارة الأعمال ومن خلال التخطيط والتنظيم وإعداد دراسات الجدوى وريادة الأعمال وغيرها  وابنتي من خلال إجادتها للغة الإنجليزية للتواصل مع العملاء الخارجيين.

ما مدى تأثر النساء في محيطك بتجربتك في الطموح والإصرار وحب العلم؟

الحمد لله كان لي دور كبير في التحاق بعض منهن بالجامعة وإكمال المسيرة العلمية ولله الحمد تجربتي كانت مصدر إلهام وقوة لهن من خلال ما أبدينه لي.

من الداعمين لك حتى وصولك إلى عتبة التخرج؟

الداعمين لي حتى وصولي الى عتبة التخرج أولا عائلتي زوجي وابنائي وأمي واخوتي واخواتي وايضا صديقاتي جميعهم داعمين وبقوة لي حتى تخرجي ولكن عائلتي هم في المقدمة.

ما الذي تطمحين له بعد الحصول على الماجستير؟

أطمح الآن إلى التقدم على برنامج الدكتوراه والالتحاق بالعمل الأكاديمي في إحدى جامعات المملكة وهذا أعظم حلم وشرف لي أسعى لتحقيقه.

ريم العسيري