الخريج يحيى ناصر: ذوي صعوبات التعلم بحاجة لنا لنقف بجانبهم ونساعدهم، فهم يملكون مواهب عديدة
تُعرف صعوبات التعلم بأنّها حدوث اضطراب في العمليّات العقليّة والنفسية الأساسية التي تشمل التذكّر، والإدراك، وحل المشاكل، ولها أثر واضح في ضعف تعلّم الطفل، والقراءة، والكتابة، والحساب، سواء كان ذلك في المرحلة الابتدائية أم في مرحلة أخرى، حيث يبدأ المعلمون والآباء بملاحظة هذا الأمر والبحث عن حلول لهذه المشكلة.
آفاق التقت بالخريج يحيي ناصر ليسلط الضوء على تجربته من خلال دراسة مرحلة البكالوريوس كطالب صعوبات تعلم بالجامعة.
حدثنا عن بداية التحاقك بجامعة الملك خالد ؟
التحقت بجامعة الملك خالد عام 1438ه ، وكانت مرحلة البكالوريوس مختلفة تماماً عن المدرسة، وبفضل من الله حصلت على التخصص الذي أرغب به، وهو صعوبات التعلم، وكانت من أجمل مراحل الدراسة التي مررت بها.
ماذا يعني لك تخصص صعوبات التعلم؟
يعني لي الكثير فهو يجمع بين التربية وعلم النفس والاجتماع والطب والفن، وتؤثر صعوبات التعلم في الطريقة التي يتعلم بها الشخص، والكيفية التي يتعامل بها مع المعلومات، وطريقة تواصله مع الآخرين.
وتشمل صعوبات التعلم جميع مجالات الحياة، وليس فقط التعلم في المدرسة، كما يمكن أن تؤثر في كيفية تعلم المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات، وفي طريقة تعلم مهارات عالية المستوى مثل التنظيم وتخطيط الوقت، التفكير المجرد، وتنمية الذاكرة الطويلة أو القصيرة المدى .
من خلال دراستك في هذا المجال كيف ندعم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم ؟
الاستماع إلى الشخص الذي يعاني من صعوبةٍ في التعلم ومحاولة استيعابه، وتجنب الحديث عن المشكلة؛ فبعض الأشخاص الذين يعانون من إعاقاتٍ غير مرئية يفضلون عدم مناقشة إعاقتهم، فقد يشعرهم ذلك بالإحراج من أنفسهم مع تقديم المساعدة بالطريقة المناسبة إذا احتاج الشخص لمساعدةٍ ما.
وتعلم المزيد عن نوع المشكلة والصعوبات التي يعاني منها المريض مع معرفة المعلم والأهل لمستويات المهارة لدى المصاب بصعوبات التعلم، وطلب أمور منه تمتلك مستوى أعلى بقليل من مستوى مهاراته، لضمان وجود التحدي لدى الطفل، وتجنب حدوث الإحباط لديه.
ما سر تميزك في الدراسة ومن كان الداعم لك في مسيرتك العلمية؟
الداعم لي والدتي، وسر تميزي الحرص على تدوين كل كلمة تقال أثناء اليوم الدراسي ؛ لأني حتمًا أحتاج إليها، والدراسة من أجمل الفترات التي قضيتها في حياتي، فأنا دائماً أحرص على الاستمتاع بكلّ لحظةٍ فيها.
رسالتك لمن يريد الالتحاق بالدراسة الجامعية؟
من أصعب الأمور التي تمر على الطالب قبل التحاقه بالجامعة؛ هو اختيار التخصص ، لأنه مرتبط بثلاثة أشياء، الرغبة الشخصية، الامكانيات، وطلب السوق وللأسف دراسة ما قبل الجامعة مليئة بالتعليم النظري المجرد الفارغ من التجارب والخبرات، وبالتالي يصعب على الطالب معرفة رغباته وجزء كبير من امكانياته، ويصبح اختياره للتخصص مبني على المطلوب بالسوق أو الأكثر راتباً.
ماهي خططك المستقبلية؟ وأين ترى نفسك؟
حالياً أحضرالماجستير، وسأكمل دراستي العلمية، و أتعمق أكثر في تخصصي، و سأحقق أهدافي ، وسأصبح ناجحاً ؛ بإذن الله تعالي ، فالنجاح يولد صغيراً، ثم يكبر مع الأيام إن تعاهده صاحبة بالتعليم والتدريب، ولو كان بكميات قليلة.
ما هو شعورك عند استلام وثيقة التخرج ؟
شعور جميل، كانت سنوات جميلة ولطيفه؛ من أجمل اللحظات التي تمر بحياتنا، الحمد لله ما أنتهى درب ولا ختم جهد، ولا تم سعي ألا بفضلك يا رب العالمين الحمد لله الذي يسر البدايات وأكمل النهايات، وبلغنا الغايات الحمد لله حمداً كثيراً
كلمة أخيرة ؟
ذوي صعوبات التعلم بحاجة لنا لنقف بجانبهم ونساعدهم، فهم يملكون مواهب عديدة، ويريدون فقط مساعدات، وتشجيع، وثقة بالنفس، واحتواء لكي يعرفوا ذاتهم، ويقون أنفسهم، كي يصلوا إلى النجاح دون مساعدة الغير، و عندما نقلل من قدراتهم سوف يأتيهم إحباط في الذات وفِي النفس، ولن يكملوا باقي ما وصلوا إليه عندما لا نشجعهم، لن يثقوا بأنفسهم، ولن يبرزوا مواهبهم، لذا يجب علينا دعمهم، فقط يحتاجون إلى تركيز أكثر واهتمام وعدم نعتهم بالغباء، هم أيضا بشر لديهم إحساس، لديهم مشاعر، يريدون دعما معنوياً وتشجيعا لكي يصلوا إلى القمة.
زاهر عبدالله