ما الدوافع وراء متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي؟

تاريخ التعديل
5 سنوات شهر واحد
ما الدوافع وراء متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي؟

منال العلي

يفرض الواقع اليوم ضرورة استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث باتت هي الأدوات الأهم في التواصل والتلاقي والتعريف بالأشياء والأشخاص. كثيرون استخدموا تلك التطبيقات لتحقيق الشهرة في مجالات عدة، وبالمقابل هناك كثيرون ممن يتابعون أولئك أيضا من خلال تلك المواقع.
وقفنا في «آفاق» عند هذه القضية؛ لتوضيح ما يتعلق بها ومعرفة ما يقف وراء ذلك الشغف المتزايد لمتابعة مشاهير تلك المنصات.
منذ فتره غير قصيرة وموجة إطلالات وجوه فنية جديدة تعلو وتكتسح الإعلام المرئي، المسموع والمقروء دون أدنى معرفة أي إنجاز صنعوه ليظهروا بهذه السرعة والكثرة.
كثير من الأسماء يصعب ذكرها وحصرها، تبرز أسبوعيا في منصات التواصل الحديثة، وتفرض نفسها واقعا علينا دون أن نعرف لها خلفية أو تاريخ أو ارتباط بعالم الفن والموسيقى. فكل ما نراه منها شكلا جميلا جذابا، مهارتها كبيرة في الميوعة والإيحاءات الغريبة التي  تبهر البصر وتشد الآذان وتلهي التفكير عن تمييز الأصوات الناشزة والمشوشة التي لا تلبث أن تتلاشى في وقت سريع.
المشكلة باتت أكبر من مجرد أشخاص يظهرون فجأة ويشاركوننا حياتهم الخاصة، بل ما يدعو للاستغراب والدهشة اليوم، الأعداد الهائلة التي تتزايد بشكل كبير لمتابعتهم وتعاطفهم معهم، خصوصا المراهقون والشباب وتفاعلهم الكبير تجاههم الذي يظهر واضحا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ باتوا الشغل الشاغل للمراهقين والشباب ومحور أحاديثهم في حين أن هناك عديدا من الاهتمامات الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي يجب أن تستحوذ على اهتمامات أولئك الشباب، وتشد انتباههم وتوجه تفكيرهم نحو قضايا جادة ترتبط بالمصالح العليا للمجتمع.
على ضوء ذلك طرحت «آفاق» هذا السؤال وما يندرج تحته من التساؤلات على مختلف الفئات المتابعة لمواقع التواصل، والذين من ضمنهم الطلبة والطالبات الجامعيين ومعرفة رأيهم حول هذا الموضوع.

المحتوى الجيد:
كشفت عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا الدكتورة منى العتيبي، أنها تختار متابعة من يقدمون المحتوى الجيد، وذلك أهم أساس تبنى عليه متابعة المشاهير؛ وأشارت إلى أنها تؤيد إلى حدٍ ما مشاركة المشاهير لحياتهم الخاصة، حيث لا ترى إشكالا في ذلك، كما أنها لا تبدي اهتماما كبيرا من ناحية الإعلانات التي يعرضونها.
وأضافت «هناك مشاهير لا يقدمون أي محتوى هادفا، وللأسف أنهم يتواجدون بكثرة، لذلك علاج الجاهل بالتجاهل».
من جانبها كشفت السيدة نورة الأحمري بصفتها إحدى وليات الأمر المهتمات بهذا الجانب، أن المحتوى الجيد من أهم المعايير التي على أساسها يتم اختيار من نتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه من غير اللائق عرض المشاهير لحياتهم الخاصة، وأنه ينبغي تجاهل صناع المحتوى السخيف وغير المفيد للحد من كثرتهم، وانتشار ما يقدمونه بغير فائدة تذكر.

صناع المحتوى السخيف:
من جانبه أكد الطالب راكان القحطاني أنه يتم متابعة هؤلاء المشاهير على حسب تقديمهم للمحتوى الجيد، لافتا إلى أنه غير مؤيد لطريقة عرضهم لحياتهم الخاصة ومشاركتهم إياها.
وأضاف «لست من المهتمين بالإعلانات التي يقدمونها، وأرى أن صناع المحتوى السخيف والذين يظهرون هذه الآونة بتزايد ملحوظ لا يتابعهم  من يبحث عن المحتوى الجيد».

الإعجاب بالطرح
وكشفت الطالبة  بقسم رياض الأطفال العنود علي، أنها تختار من تتابع من هؤلاء المشاهير على أساس الإعجاب والميول بما يطرحونه، مؤكدة أنها لا تؤيد عرض حياتهم الخاصة لمتابعيهم، كما أنها ليست من المهتمين بالإعلانات التي يقدمونها.

المجتمع هم من صنعهم
من جانبه قال أستاذ اللغة الإنجليزية عبد المجيد السعوي «اتابع هؤلاء المشاهير على ضوء الميول للشخصيات وتفضيل ما يقدمونه؛ أما بالنسبة لعرض حياتهم الخاصة فأؤيد ذلك إلى حدٍ ما إذا كان فيها فائدة، لكن هناك جوانب من غير اللائق إظهارها للعلن، وفيما يخص صناع المحتوى غير الهادف والهزيل، فالناس هم من صنعوهم بكثرة المشاهدات والنشر للغير».