هل وضعت وسائل الإعلام لغة الضاد في مهب الريح؟!

تاريخ التعديل
6 سنوات شهران
هل وضعت وسائل الإعلام لغة الضاد في مهب الريح؟!

عبد الله: اللغة الفصيحة تراجعت كثيرا
بعد ظهور قنوات التواصل الاجتماعي  
 
وائل: العامية هي لغة الشارع
ويجب الا تتعدى ذلك
وانتشارها بالإعلام يهدد الفصحى  

رشا: الأصل في الإعلام تحرره
من التقيد بلغات معينة
..والعامية تتميز
بسهولة الطرح والتداول 

 

هادي الشهراني وريم العسيري

أصبحت وسائل الإعلام المختلفة تميل الى استخدام اللهجات العامية في محتوياتها الاعلامية المتعددة باستثناء القليل منها الذي ما يزال متشدقا باللغة العربية الفصيحة، حيث يعمد الى الحرص على المحافظة عليها اثناء تناوله للقضايا والموضوعات المختلفة؛ لكن وحسب ما يقول طلاب الاعلام فان اللغة الفصيحة تقف على شفا جرف هار، قد يهوي بها الى هوة سحيقة لا قرار لها؛ ان لم يتدارك المهتمون أمرها، ويعملون على ايجاد المعالجات الكفيلة بصون لغة الضاد.
للوقوف على اسباب سيطرة اللهجة العامية على غالبية وسائل الاعلام وتداعيات هذا المنحى على المشهد الثقافي والاعلامي استأنسنا بآراء وملاحظات بعض طلاب مسار الإذاعة والتلفزيون حول اللغة التي تستخدمها بعض القنوات المحلية والدولية التي تعنى بالشأن الثقافي والاجتماعي وغيرهما من ضروب الحياة. 

لغة الضاد تتراجع
يقول طالب الإذاعة والتلفزيون،  عبدالله آل عبيد «من خلال متابعة دقيقة للكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على وجه الخصوص رصدنا ابتعادها الملحوظ عن ممارسة واستخدام اللغة العربية الفصحى حتى في البرامج والقنوات الثقافية التي نحملها المسؤولية الأكبر في هم لغة الضاد بحجة التحدث باللغة المحكية الدارجة أو العامية لاسيما وأننا افتقدناها عبر أشهر المنابر المعاصرة وهي وسائل التواصل الاجتماعي». 
وفي ظل هذه المؤثرات جميعا التي باتت تهدد اللغة العربية الفصيحة يتمنى آل عبيد   أن يصدر قرار برعاية وتطبيق استخدام اللغة العربية في وسائل الإعلام العربية الثقافية منها تحديدا وتكليف مختصين في اللغة لمراقبة المادة الإعلامية، حيث تم اعتمادها كمنهج تدريس في تخصصات الإعلام». 

أمر غير مقبول
وأكد طالب مسار التلفزيون والإذاعة بقسم الإعلام والاتصال وائل عامر أن انتشار العامية فى وسائل الإعلام يمثل ظاهرة تهدد الفصحى.
وقال «صحيح أن العامية هى لغة الشارع التى نتفاهم بها، لكن هذه اللهجة يجب ألا تتعدى ذلك، وإذا كان لها أن تدخل فى مجال الإعلام فيكون فى مجالات محددة كبعض المسلسلات أو الدراما، أما أن تكون لغة برامج الحوار، وكذلك ندوات الثقافة فهو أمر غير مقبول».
ولفت إلي أن ظاهرة ضعف الأداء اللغوي وشيوع الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية واللجوء إلى العامية وعدم سلامة النطق وازدواجية اللغة في وسائل الإعلام تعد من أكثر ما يؤخذ علي وسائل الإعلام، مشددا على أن هذه الظاهرة قد أصبحت مشكلة حقيقية تواجه اللغة العربية في عصر العولمة والانفتاح الثقافي وسيطرت اللغات الأجنبية علي وسائل الإعلام. وتابع «يتضح أن دعاوى استخدام العامية في وسائل الإعلام لا تعتبر تعبيرا موضوعيا، فإن اللغة العربية الفصحى التي تحملها أجهزة الإعلام هي التي يفهمها من يتكلمون العربية على كافة الأصعدة وفي مختلف المستويات وبين الشعوب العربية، فاللغة العربية الفصحى هي اللغة الوحيدة التي يلتقي عندها أهل العربية في جميع أقطارهم يتكلمون ويكتبون بها، فإذا التزم رجال الإعلام بالقواعد اللغوية الصحيحة وحرصوا علي اتخاذ الفصحى لغة حديث وكتابة يقدمون بها برامجهم ويكتبون مقالاتهم وأحاديثهم ويعبرون بها عن مختلف الأمور كان ذلك يدل على رقي اللغة العربية في جميع مجالاتها».

تعزيز اللغة المتداولة
وكشفت الطالبة بقسم الإعلام والاتصال رشا عسيري أن الإعلام في الأصل ليس محكوم  بلغة معينة, وليس من المفترض أن يتم تحديد وتجميد الوسائل التي يستخدمها الإعلام للوصول إلى المتلقي. وأشارت عسيري إلى أن اللهجات العامية تستخدم  غالبا لسهولة طرحها وتداولها , وهذا ما يجعلها تحقق الهدف المنشود , الأمر الذي لم يؤثر باعتقادها  على الوعي المتصاعد باللغة وقواعدها والذي تلمسه من الأجيال القادمة,  مؤكدة أن هذا يعد أحد أهم تأثيرات الإعلام على المجتمع من حيث تعزيز اللغة المتداولة.
أما الطالبة بقسم الإعلام والاتصال سماح سالم القحطاني،  فقالت «استخدام اللهجات العامية في الإعلانات بالتحديد  تكون  للفت أنظار الجمهور  وللإسهام في  ترويج الإعلانات وأرى أن استخدام العامية في الإعلام يرجع إلى سهولتها ووضوح معانيها لدى المتلقي».

العامية تغير المعاني
بدورها اعتبرت  طالبة الصحافة والنشر الإلكتروني منال علي محمد أن استخدام اللهجة العامية في الإعلام يعد فوضى لها تأثيرها على الإعلام بشتى وسائله, ولفتت إلى أن اللغة العامية تغير المفهوم وتصعب وصول المعنى المراد, أي أنها، كما قال الإعلامي والروائي الكبير علي أبو عريش «اللهجة العامية تفقد الإعلام رسالته», و على ذلك لن يقدم الإعلام رسالته على صورتها المطلوبة والمثلى وهو يستخدم اللغة العامية؛ لذا يجب الالتزام باللغة العربية الفصحى لأسلوبها الحضاري في الطرح وإيصال المعاني بشكل  لائق و مفهوم». 

العامية أداة لجذب المتلقي
وأشارت الطالبة بقسم الإعلام والاتصال عزيزة الشهري إلى أن استخدام اللغة العامية في الإعلام  لا ينذر بضعف وإنما هو وسيلة لجذب شريحة من الجمهور، فعلى سبيل المثال  لو كان هناك شخص مشهور في المنطقة الغربية, وكنت تريد منه أن ينقل المحتوى الذي يقدمه باللهجة الجنوبية, في حين أن المتلقين حجازيين فلن يكون هناك اقبال على ما يقدمه». 
وأضافت «مخاطبة الشرائح المستهدفة يعتمد على الوعي وعلى أمور كثيرة, وشخصيا، لو أنني قرأت مقالة  فيها تكلف في الكتابة باللغة العربية الفصحى, لفضلت عليها اللغة العامية لبساطتها وقربها مني؛ وأعترف أن هناك تدهور في اللغة العربية وأعتقد أن السبب هو الأسلوب التقليني في تدريسها بالمدارس».