المفاضلة وقلة جهات التدريب تحطم آمال الطلاب والطالبات

تاريخ التعديل
سنة واحدة
المفاضلة وقلة جهات التدريب تحطم آمال الطلاب والطالبات

 

 

يظهر مُتطلب مقرر التدريب خلال المرحلة الأخيرة لإنهاء المشوار الدراسي في المرحلة الجامعية، ويعد من المساهمات في إطلاع الطلاب والطالبات على بيئات العمل الفعلية وبعض المهارات لتهيئته من بعد التخرج في مختلف التخصصات الجامعية.

وتحطم المفاضلة في مقررات التدريب الخاصة بطلاب وطالبات الجامعة حلم آخر فصل جامعي سواء كان تدريبا إلزاميا ( تدريب تعاوني أو الميداني)، أو غير إلزامي (تدريب متخصص أو المهاري أو تدريب الشهادات الاحترافية).

وفي استطلاع رأي أجرته "آفاق" عن هذه القضية أظهرت نتائجه بأن 50% من الطلاب والطالبات يتدربون في جهات غير مرغوبٍ بها من قبلهم، كما كشفت نتائج الاستطلاع أن الطلبة يعانون من قلة جهات التدريب في المنطقة.

 

وفيما يتعلق بالمفاضلة بين المعدلات أثناء اختيار جهة التدريب  كشف الاستطلاع أن 40% تمت مفاضلتهم وبالتالي تم رفض القبول بالجهات التي اختاروها مسبقا.

وفي ضوء ذلك شاركنا عدد من الطلاب والطالبات تعليقاتهم حول الأمر وكشفوا لنا عن بعض العقبات التي واجهتهم أثناء مرحلة التدريب.

إلغاء جهات تدريبية

ذكرت الطالبة نورة أحمد القحطاني من قسم الصحة العامة عما واجهته في التدريب التعاوني قائلة:  التدريب لدينا في تخصص الصحة العامة يكون شاملا في فترة التدريب التعاوني وكتبنا كل الرغبات منذ نهاية آخر فصل دراسي جامعي، ولكن تم اعتماده بالفترة التي تلتها ومن ثم قمنا بمخاطبة المسؤول عن التدريب عن الجهة التي نريد التدرب فيها بالفترة القادمة، ولكن لا يصل الخطاب إلى الجهة المطلوبة، بل نتلقاه نحن أولاً ونذهب لنوصل الخطاب ونتلقى القبول أو الرفض. وأيضا كطلاب في الصحة العامة يوجد أمر  يضايقنا بخصوص تدريبنا، وهو إلغاء جهات تدريبية مثل شركة المياه، ومركز نواقل الأمراض في أبها، وكانت الجامعة قد حددت لنا جهات تدريب، حتى لو لم يكن لنا رغبه بها أو لم تكن مجهزه للتدريب مثل المدارس؛ فلن  أكون معلمة في مدرسة بالمستقبل وبذلك لن أستفيد من تدريبي بها.

تدريب بلا فائدة

من جانبه قال  الطالب بقسم الصحة العامة محمد سعيد القحطاني: بعض الجهات مدة تدريبها طويلة وهي لا تحقق الاستفادة بالشكل الأمثل على عكس الجهات التي تستحق هذه الفترات الطويلة وسير تدريبي الحالي مُناسب إلى الآن، والجهة التي أتدرب فيها برغبتي وكانوا المشرفين متعاونين، إلا أن المشكلة تكمن في بعض الجهات مثل المدارس لا تعي بطبيعة تخصصنا ونبدأ نباشر الحالات دون تدريب مسبق، كما  أن بعض الجهات فترتها طويلة عن اللازم  بعكس الجهات المهمة حيث أن فتراتها قصيرة مثل المستشفيات ففترة التدريب بها فقط شهرين وهي جداً قليلة لأن التطبيق والأشياء المهمة نطبقها في المستشفى. ويوجد جهة  أخرى مثل مركز مكافحة النواقل من فترة طويلة يرفضون المتدربين وغير أن فترتها طويلة جدا، لو يتم الغاؤها سيكون أفضل وتضاف فترتها للمستشفيات.

تدريب بلا توجيه

وشاركتنا الطالبة هنوف فهد علي من كلية علوم الحاسب رأيها قائلة: تدريبنا كان بلا توجيه واضح ولم يتم توجيهنا التوجيه الصحيح بخصوص التدريب ، لأنه ليس إجباريا وعندما تم مخاطبة المسؤولين عن التدريب ذكروا أنه اختياري وقاموا بإعطائنا خطابات التدريب فقط، فتوجهت إلى أكثر من جهة تدريبية حيث يمكن أن أجد بيئة تخصصي ودراستي ولكن أغلب الجهات رفضوا وانتهى بي الحال كمتدربة في أمانة منطقة عسير، كما وجدت بعض الصعوبات في الجهة وفي نهاية تدريبي لم يعطى لي أي شيء يثبت أنني تدربت عندهم وفترات التدريب كانت قصيرة جدا ولم استفد منها نهائيا.

مفاضلة وفقا للمعدلات

من جانبها تحدثت لنا الطالبة  بقسم الإعلام والاتصال رهف أحمد العسيري عما واجهته بمقرر تدريبها قائلة:  بدايةً وإحقاقاً للحق لم أُجبر على جهة لا أريدها إنما تم إرسال الجهات لنا وطُلب مننا الاختيار وأنا كنت محتارة بين ثلاث جهات أريدها بشدة وعندما حان وقت الاختيار قيل لنا: أنه سيتم مفاضلتنا بـ معدلاتنا ،والجهات التي كنت أريدها لم ألتحق بها، ولكن دخلت جهة تعتبر جيدة، ولكنها ليست رغبتي الأساسية.

اختيار المشرف الأجدر

وكشفت الطالبة  بقسم الإعلام والاتصال مزون أحمد الشهري عن تجربتها التدريبية قائلة: حقيقةً تدربت في جهة لأول مرة أعرفها، وكانت رغبتي أن أتدرب في جهة أخرى من غير الجهات المطروحة وتمت الموافقة، ومن ثم تم رفض الجهة، وتم التوجيه للجهة التي كانت آخر ما تبقى من الجهات المطروحة لنا، فتم اختيارها بناءً على الوقت وعدم زيادة أي جهات أخرى.

وأضافت: تعلمت خلال التدريب الكثير وواجهت مشكلات أكبر، ما بين ضغوط العمل وما بين أن يكون الطالب في ضغط من قبل المشرف، قد تكون الجهات قويّة وتمنح شهادات الخبرة، ولكن الأهم من هذا، توفير بيئة مريحة نفسيًا للطالب، واختيار المشرف القادر على تدبير الأمور دون الأخذ بالحكم على الطالب، لإنها قد تعيق أفكار الطالب وإبداعه وإنجازاته خلال فترة تدريبه ، وأيضًا أتمنى من الأقسام والجامعة زيادة الجهات والشركات وإتاحة الفرص للطلاب والطالبات على التدريب في جهات هم يرغبونها.

أفضل فرص التدريب

وعن موقف المسؤولين في الجامعة حول قلة جهات التدريب وإمكانية إلغاء المفاضلة في السنوات القادمة أكدت لنا  وكيلة أعمال شؤون الطلاب وشؤون الطالبات و مديرة وحدة التدريب والتبادل الطلابي الدكتورة منى الشهري أن الجامعة تعي بالصعوبات القائمة و لديها خطط طموحة تسعى من خلالها إلى جذب أفضل الفرص التدريبية التي تحقق مستهدفات الجامعة، وتمكن الطلاب والطالبات من تجربة المشاركة في بيئة عمل حقيقية تسهم بتهيئتهم للدخول في سوق العمل والمنافسة فيه.

عقد اتفاقيات وشراكات

وعن ما إذا كانت هناك خطط مستقبلية للتوسع في خيارات الجهات التدريبية قالت: أؤكد أن جامعة الملك خالد ممثلة بوحدة التدريب والتبادل الطلابي تعي تمامًا حجم مشكلة التدريب التعاوني التي تواجه طلاب الجامعة، لذا فنحن نعمل مع عدة جهات في منطقة عسير وخارجها لزيادة فرص التدريب التعاوني من خلال عقد الاتفاقيات والشراكات وتحديث الخدمات والحوافز التي يمكن للجامعة أن تقدمها لجهات التدريب لحثها على توفير فرص التدريب، هذا التحدي كبير جدّا ويعتمد في المقام الأول على تعاون جهات العمل ورغبتها في المشاركة في تنمية الكوادر الشابة و إعدادها لسوق العمل من خلال إتاحة فرص التدريب التعاوني.

امتلاك مهارات

كما سألناها عن كيفية توجيه الطلاب الذين يواجهون استغلالا من جهات التدريب  ودفعهم للتصرف بشكل صحيح ، ردت قائلة: يمكن النظر لهذه الملاحظة التي ذكرها بعض الطلاب من ناحيتين:  أولًا، يجب أن يعي الطالب أن سوق العمل اليوم يتطلب امتلاك مهارات  تمكّن الطالب من التعامل باحترافية مع مختلف المواقف التي تواجهه. وجود الطالب في بيئة عمل حقيقية قد لا يعني بالضرورة ممارسة مهام مرتبطة ارتباط مباشر بالتخصص، وبالتالي فإن ممارسة المهام الأخرى التي قد لا ترتبط بتخصص الطالب أو مسمى الإدارة التي يتدرب بها، يساعد الطالب في تطوير هذه المهارات بشكل غير مباشر. يجب أن يكون لدى المتدرب استعداد للاستفادة من جميع التجارب في بيئة العمل، وأن يكون مقتنصا للفرص ومبادرّا للمشاركة في إنجاز مهام الإدارة ومتقبلًا للنصح والتوجيه من المشرفين.

من جانب آخر، فإن بعض جهات التدريب تخفق في تقديم فرصة تدريبية حقيقية للطالب، فمثلًا تعد بعض الجهات بإعطاء المتدربين التقييم العالي في التدريب التعاوني دون الحاجة لممارسة أي مهام وظيفية أو حتى الالتزام بالحضور كشكل من أشكال المساعدة والتيسير. يا للأسف فإن مثل هذه الممارسات تحرم الطالب المتدرب من فرصة خوض العمل في بيئة حقيقية مع إمكانية الحصول على النصح والإرشاد والتوجيه من المشرفين، واختبار قدراته الذاتية والاطلاع على ديناميكية العمل عن كثب. كل هذه الأمور قد تصنع فارق في مسيرة الطالب المهنية بعد التخرج. وإذا ثبت قيام جهة التدريب بممارسة مثل هذه الحالات، فإن الجامعة تستبعد هذه الجهات التدريبية، وتطالب الطلاب بالبحث عن فرص تدريب في جهات أخرى ذات سمعة تدريبية جيدة.

معايير المفاضلة

وعن المعايير المتخذة في المفاضلة للقبول في جهات التدريب المطروحة من قِبل الجامعة قالت:  تختلف معايير المفاضلة باختلاف التخصصات وكذلك باختلاف جهات التدريب واشتراطاتها، ولكن بشكل عام تكون الأولوية دائمًا للطلاب أصحاب المعدلات الأعلى. كذلك فإن بعض الجهات المهمة في المنطقة تشترط إجادة اللغة الإنجليزية، وأن يكون للطالب سيرة ذاتية تثبت جديته في التطوير المهني، سواءً من خلال حضور الدورات التدريبية أو المشاركة في الأنشطة اللاصفية.

وردا على سؤالها عن كيفية علاج أي مشكلة تواجه المتدربين في الجهة التدريبية وتؤدي إلى إعاقة التدريب والحد من الإبداع قالت: يعين لكل طالب متدرب مشرف أكاديمي،  دور المشرف الأكاديمي إرشاد الطالب ومتابعة أدائه في جهة التدريب. يمكن للطالب التوجه للمشرف الأكاديمي لمناقشة التحديات التي تواجهه. وفي حال لم يتم حل المشكلة، فإن الطالب حينها يتوجه لرئيس القسم بالكلية.

 

 وأضافت: حسب دليل الحقوق والواجبات لطلاب وطالبات جامعة الملك خالد، فالجامعة تكفل للطالب الحق في الشكوى أو التظلم من أي ضرر يقع عليه، مع ضمان عدم تعريض الطالب لأي ردة فعل ناتجة عن تقديم الشكوى، على أن يراعى في ذلك القواعد والضوابط الواردة في ضوابط التظلم.

فرصة التدريب التعاوني

ووجهت بعض النصائح التي من الممكن أن توجّه للمتدربين في الوقت الحالي أو للمقبلين لهذه المرحلة قائلة: فرصة التدريب التعاوني فرصة عظيمة ومرحلة مهمة من مراحل المسيرة المهنية للطلاب يجب عليهم أن يقتنصوها ويستفيدوا منها، كما يجب أن يتذكر الطالب دائمًا أن مسؤولية تطوير نفسه مهنيًا تقع على عاتقه وحده، الطالب يجب أن يكون لديه وعي بأهمية تطوير مهاراته، والقدرة على التعلم الذاتي وأن يسعى دائمًا للبحث والتطوير والعمل ليحقق لنفسه الأهداف المهنية التي يستحقها.

 

لين آل مرعي ، أمجاد القحطاني