أسماء القحطاني: الابتعاث ساعدني على اكتشاف ذاتي وعلمني إدارة الوقت والخروج من دائرة الراحة

تاريخ التعديل
سنة واحدة 7 أشهر
المبتعثة أسماء القحطاني


"الابتعاث فرصة لتهذيب النفس وتقويم السلوك، فرصة تعلمك وتوضح لك قدراتك ومدى تحملك وعطائك" هكذا تصف طالبة الدكتوراه في مجال علوم الحاسب الآلي في المملكة المتحدة والمحاضرة بقسم علوم الحاسب الأستاذة أسماء القحطاني الابتعاث  مؤكدة لنا من خلال الحوار الذي أجريناه معها أن الابتعاث علمها الكثير.

 ما هو الدافع الأكبر لإكمال دراستك؟

إكمال الدراسات العليا كان دائمًا من أهم الأهداف التي أسعى لتحقيقها على المستوى التعليمي والمعرفي، حبي للتخصص وشغفي للتعمق فيه من أكبر الدوافع كذلك.

ابتعثتِ مرتين، حدثينا عن رأيك في التجربة؟

الابتعاث تجربة ثرية جداً على جميع الأصعدة سواء كان التعليمي، الشخصي أو الاجتماعي، هو فرصة ذهبية لمن يحسن استغلالها ويعيش التجربة بحلوها ومرها، على الصعيد التعليمي هو فرصة لأن تتعلم على أيدي خبراء في مجالك وتلتقي بهم، هو فرصة كذلك لأن تتعلم في صرح تعليمي عريق قد يمتد تاريخه إلى ٢٠٠ عام وتنهل من خبراتهم ومصادرهم ومن ثم تنقل هذه التجربة للوطن. على الصعيد الشخصي الابتعاث فرصة لتهذيب النفس وتقويم السلوك، فرصة تعلمك وتوضح لك قدراتك ومدى تحملك وعطائك، الابتعاث علمني المسؤولية، كيفية إدارة الوقت، الخروج من دائرة الراحة، ساعدني على اكتشاف ذاتي. على الصعيد الاجتماعي هو فرصة للتعلم من ثقافات الشعوب المختلفة وأخذ ما يتناسب منها مع ديننا الحنيف ومبادئنا.

ما هو سبب اختيارك لإكمال مرحلة الدكتوراة في جامعة مانشستر تحديدًا؟

جامعة مانشستر من أقوى ١٠ جامعات في بريطانيا اخترتها لأني كنت حريصة على أن أدرس في جامعة لها اسمها ومكانتها، ولتواجد مشرفتي التي يتناسب ميولها البحثي مع اتجاهاتي البحثية كذلك.

 خلال دراستك وتنقلك هل واجهتك صعوبات وتحديات؟ وكيف استطعتِ التغلب عليها؟

من الأكيد أن أي انتقال أو تغيير في حياة الشخص يتبعه صعوبات وعقبات، نعم الابتعاث فرصة ذهبية لكن في نفس الوقت يحمل في طياته كثير من الصعوبات. هناك صعوبات تعليمية نفسية واجتماعية، تجربتي الشخصية في الابتعاث كطالبة وزوجة وأم لطفين لم تكن أرض ممهدة؛ كان هناك دائمًا قمم وقيعان، ولكن جميعها تُذلل أمام الهدف السامي والشغف والطموح المرتجى. الاستعانة بالله والدعاء هي المفتاح السحري لكل هذه العقبات بعد ذلك الاعتراف بها ووضعها أمامك على ورقة وافتراض الحلول الممكنة، ولابد أن يكون الشخص واقعي ومنطقي في حلوله، كذلك طلب المساعدة من الأشخاص حولك سواء أصدقاء أو مختصين؛ حيث يتواجد في كل جامعة مستشارين  واختصاصيين نفسيين لمساعدة الطلاب.

حدثينا عن إنجازاتك وخبراتك؟

خلال مسيرتي التعليمية اكتسبت الكثير من الخبرات والمهارات الأكاديمية والتقنية ولله الحمد، مثل البرمجة بلغات متعددة، اشتغلت على كثير من المشاريع في مجال تصميم وتحليل النظم وبرمجتها، وغيرها من المشاركات البحثية.

من خلال مشوارك العلمي والتعليمي يتضح طموحك العالي، ماهي أهدافك في مرحلة ما بعد الدكتوراه؟

مرحلة ما بعد الدكتوراة ستكون بإذن الله مرحلة تطبيقية بمعنى كل المهارات والمعرفة التي اكتسبتها أو سأكتسبها خلال مسيرتي التعليمية سوف تظهر على أرض الواقع من خلال تطبيقها في مجال عملي كأكاديمية وباحثة، ما بعد الدكتوراه لا يقل أهمية عن هذه المرحلة بإذن الله ستكون مرحلة لإنجازات مختلفة تساهم في رفع المحتوى العلمي في بلادنا الحبيبة.

العديد من الطلاب والطالبات لديهم رغبة بالابتعاث يصاحبها الكثير من المخاوف لمواجهة الصعوبات والتحديات، ماذا تقولين لهم؟

الخوف غير المبرر هو أكبر عائق للإنسان وقد يحول بينه وبين تقدمه في أمور كثيرة من حياته.

 هناك مخاوف نفسية وأكاديمية وكل منها من السهل التغلب أو التقليل منه، نصيحتي لمن يرغب في الابتعاث هي التوكل على الله أولًا، ثانيًا التعرف على طبيعة الابتعاث وبلد الابتعاث والنظام التعليمي هناك، ومن ثم الاطلاع على كل جوانب الابتعاث حتى يتمكن الطالب من الاستعداد نفسيًا لهذه المرحلة ولا يكون هناك صدمات عند الوصول لبلد البعثة، تقبل التغيير الذي سوف يحدث والتركيز على الهدف السامي من الابتعاث متزامنًا مع الاستمتاع بهذه التجربة الفريدة، كذلك استشارة أصدقاء التخصص ممن سبق لهم الابتعاث والأخذ بالخبرات السابقة، أما المخاوف التعليمية مثل هاجس اللغة وصعوبة الدراسة فنصيحتي هي ألا تجعل هذا الهاجس عائقًا وتأكد أن الكثير من المبتعثين كانت لديهم نفس هذه المخاوف في بداية الأمر، ولكن بفضل الله ثم الاجتهاد والإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم عادوا للوطن بشهادات عالية، وقد شهدت الكثير من الجامعات في الخارج باجتهاد وتميز الطلاب السعوديين.

كلمة توجهيها لطلاب العلم ولمن أراد أن يخوض تجربة الابتعاث؟

أسال الله أن يجعلنا جميعًا ممن قال فيهم رسولنا الكريم (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)، وإلى كل طلاب العلم - سواء ممن ينوي الابتعاث أو من هو في الوطن - لا تقلل من قدراتك وإمكانياتك وآمن بنفسك ومقدرتك، وعليك دائمًا أن تتذكر أن الإصرار والعزيمة والمداومة على العمل من أهم ما تحتاج إليه مسيرتك التعليمية.

وختامًا شكرًا وطني الغالي لدعمه الدائم للمبتعثين في جميع أنحاء العالم، شكرًا لجامعتي الحبيبة جامعة الملك خالد، شكرًا لكم على استضافتي وآمل أن تكون كلماتي ملهمة لكثير من طلاب العلم أين ما كانوا.
                                                                                                                               أسيل عادل، ريما الغوازي