"طلب العلم فريضة تسهم في رقي الفرد الذي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع، وفيه من الأجر العظيم، وطريق العلم محفوف بالمتاعب، وليس من السهل سلكه، ولكنه أيضا ليس بالشيء المستحيل" هذا ما قالته لنا طالبة الابتعاث في البرنامج السعودي الفرنسي للدراسات الطبية بتخصص جراحة الأنف والأذن والحنجرة في جامعة مونبليه منى الخيري من خلال الحوار الذي أجريناه معها في "آفاق".
كيف كانت بداية منى الخيري في الابتعاث؟
بدايتي كانت عن طريق التقديم على البرنامج السعودي الفرنسي للدراسات الطبية للعام 2021 والذي يتم فتح باب التقديم عليه سنويا عن طريقة موقع "سفير" للتقديم التابع لوزارة التعليم.
أنتِ خريجة بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الملك خالد، وطالبة ابتعاث حاليا تخطين أولى خطواتك في هذه الرحلة الدراسية...ما تطلعاتك تجاه هذه المرحلة؟
تخرجت من جامعة الملك خالد عام 1441 \ 2020 مع مرتبة الشرف الثانية ولله الحمد، ثم عملت في وزارة الصحة لمدة 8 اشهر كطبيب مقيم، تعرفت فيها على بيئة العمل الطبية، وكيفية التعامل مع الحالات المختلفة من المرضى وذويهم، ثم في نفس العام من السادس من شهر يوليو تم قبولي في البرنامج السعودي الفرنسي للدراسات الطبية بتخصص جراحة الأنف والأذن والحنجرة في جامعة مونبليه، والآن أنا في مرحلة اللغة لتعلم اللغة الفرنسية لأنها لغة التواصل بين المرضى والزملاء في مكان العمل.
ما أول شيء تعلمته منى في بلد الابتعاث؟
الاعتماد على النفس هو أول وأهم ما تعلمته في بلد الابتعاث.
في الغربة تحديات تواجه العديد من المبتعثين، ما أبرز هذه التحديات بالنسبة لكِ؟
حاجز اللغة هي من أول التحديات التي واجهتني، خصوصا أن الشعب الفرنسي يوجد به نسبة كبيرة لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى البعد عن الأهل والأصدقاء، وعدم حضور المناسبات الاجتماعية والدينية كان تحدي صعب بالنسبة لي.
ما الأمور التي ساعدتك خلال مرحلة الابتعاث؟
العائلة هم الداعم الأول بعد الله سبحانه وتعالى، ولا ننسى فضل هذا الوطن المعطاء وما تقدمة هذه الدولة العظيمة من خدمات وتسهيلات للمبتعثين في العقوبات التي تواجههم، وقدرنا الله على رد هذا المعروف له، إذ أنها مسؤولية عظيمة تتطلب منا تمثيل الوطن في أبهى صورة، كذلك تذكر الحلم وما يسعى ويطمح إليه المبتعث من الدوافع المعينة والمشجعة التي تساعده على إكمال هذه المرحلة.
ما الصعوبات التي عانيتِ منها نتيجة اختلاف قيم وعادات المجتمع الفرنسي؟
اختلاف الثقافة من بلد لبلد هي من أحد الصعوبات التي يواجهها أغلب الطلبة المبتعثين لذلك فإن من وجهة نظري أن التعرف على عادات المجتمع وفهم ثقافته خطوة مهمة في حياة المبتعث، ومن المهم الانخراط في المجتمع الجديد والتعامل معه مع الحفاظ على القيم والأخلاقيات النبيلة المتوافقة مع ديننا الحنيف.
ختامًا؛ كلمة تقدمينها لمن يفكر بخوض هذه الرحلة في سبيل طلب العلم؟
طلب العلم فريضة تسهم في رقي الفرد الذي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع، وفيه من الأجر العظيم، وطريق العلم محفوف بالمتاعب، وليس من السهل سلكه، ولكنه أيضا ليس بالشيء المستحيل أو المحال، نعم قد تكون البدايات صعبة، وفيها من لحظات الفشل والعقبات الكثير والتي لا تكون متوافقة مع إرادتنا وخططنا المستقبلة، ولكنها سوف تزول وتصبح ذكرى كونت إنسان ناجح صلب ذو همة عالية يستطيع التغلب على المصاعب والوقوف أمامها.
سهى القحطاني