المبتعثة نورة آل أبو عيسى: الغربة كانت فرصة لي لمعرفة نفسي ولمعرفة العالم وصنوف البشر

تاريخ التعديل
سنة واحدة 11 شهراً
Afaq logo

"أعتقد أن إنجازات المرء هي التي تتحدث عنه ولا يتحدث هو عنها، فما دام العمل خالصًا لوجه الله، وقد أحسنَّا فيه، وعلينا أن ننسى أنه إنجاز لنا، وسنتعامل معه على أنّه مرحلة جيدة ومثرية، وأنّ القادم أفضل ويستحق التركيز"

هذا ما قالته لنا طالبة الابتعاث في مرحلة الدكتوراه بجامعة لانكستر  في بريطانيا، الأستاذة نورة عامر آل أبو عيسى،  من خلال الحوار الذي أجريناه معها للوقوف على تجربتها مع الابتعاث.

حدثينا عن نفسك وعن رحلتك الأكاديمية؟

أنا نورة، أمٌّ قبل كل شيء، ثم باحثة في الصحافة الرقمية، ولي اهتمامات في الذكاء الصناعي ودراسات الثقافة، مؤمنة بسُنَّة التغيير، وأن الحياة لا تستحق الوقف على المراحل أو الأشخاص، لديَّ الكثير من العيوب والإيجابيات، أحاول أن أدركها لأحسنها أو أطورها.

أما رحلتي الاكاديمية فكانت في أربع جامعات، حتى الآن: أنهيت درجة البكالوريوس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصلت على الماجستير من جامعة الملك سعود، وعملت كمعيدة ثم محاضرة في جامعة الملك خالد، وحاليًا أحضر الدكتوراه في جامعة لانكستر في بريطانيا، أعتقد أنّ هذا التنوع أضاف لي الكثير.

 ما أهم إنجازاتك التي تفتخرين بها؟

كلَّما أنجز الشخص عملًا وانتهى منه، وبذل فيه جهده، يحقّ له أن يفخر به، المهم ألَّا نتوقف عن الحلم ووضع الأهداف والعمل على تحقيقها، حاليًّا أعمل على بودكاست مع جامعة لانكستر، حيث نلتقي بخبراء في مجال التعليم للحديث عن مستقبل التعليم، متحمسة جدًّا لهذه التجربة، حيث أعمل مع فريق الإعداد وأقدم عدة حلقات.

هل هناك فرقٌ بين الدراسات العليا في السعودية وفي بريطانيا؟

أنظمة التعليم تختلف كثيرًا من بلد إلى آخر، وهذا شيء طبيعي، فقد يجد الشخص ما يناسبه في نظام ما وفق قدراته وتفضيلاته.

 

حصلت على الماجستير من السعودية، وحاليًّا أُحضِّر للدكتوراه في بريطانيا، لذلك لا يمكن المقارنة فهي مرحلتين مختلفة تمامًا، وبشكل عام النظام البريطاني مختلف تماما عن النظام السعودي في كل المراحل التعليمية.

المشترك في النظامين أنّ الدراسات العليا تعتمد بشكل كبير على الطالب، وخاصة في مرحلة الدكتوراه.

إنّ ما وجدته مميزًا في النظام البريطاني، هو الدعم الذي يحصل عليه طالب الدراسات العليا، فمثلًا: تقدم مكتبة الجامعة خدمات لدعم الطالب من توفير المراجع، وخدمات استشارية في أنظمة التوثيق واستخدام الموسوعات الكترونية، ودورات تدريبية في مهارات البحث العلمي.

ويعتمد قبول الطالب في برامج الدكتوراه في معظم الجامعات البريطانية على ثلاث نقاط: جودة المقترح البحثي، شخصية ومهارات الطالب، خبرته البحثية.

-       يوجد نظام إلكتروني لتسجيل الاجتماعات مع المشرف والاحتفاظ بها في سجل الطالب، وهي تضمن استمرارية الإشراف، وتحفظ حق الطالب في الحصول على الإرشاد طول فترة الدراسة.

-       الأنظمة التعليمية تتغير بسرعة كبيرة في السعودية، وخاصة مع خصخصة الجامعات، جامعة الملك خالد تتميز بأنظمة الكترونية ودعم تقني عالي جدًّا، يوجد طاقم شاب ومتحمس؛ لذلك يبدو المستقبل بالتأكيد أفضل، خاصة أنّ موجة التغيير واضحة وقوية مع وجود عقول نيرة وشابة تبحث عن الأفضل.

 ما أبرز الفوائد التي اكتسبتها في رحلتك إلى بريطانيا؟

الغربة عن الأهل والوطن كانت فرصة لي لمعرفة نفسي، ولمعرفة العالم وصنوف البشر، وباب واسع للعلم والمعرفة.

 لقد كان كتاب الأديب أحمد أمين "إلى ولدي" من أوائل الكتب التي قرأتها في بداية رحلة الابتعاث، وقد كان فيه مما ينير البصيرة ويلفت الانتباه الكثير، وهو ما أنصح فيه كل المقبلين على الابتعاث.

لقد ساعدني على أن أركز على ثراء التجربة مع الحفاظ على الهوية والاعتزاز بها.

قد تكون اللغة أحد أهم المهارات التي طورتها، فاللغة بحر وكل شعب له خصائصه اللغوية التي تميزه، اللغة هي الأدب والشعر وطريقة البشر لرسم الفكر والفن.

 

مما جعلني أكثر حبا للغتي العربية وأكثر إدراكا لأهمية دراسات اللغة واللسانيات فهي لب العلوم.

كلُّ تجربة سواء كانت صغيرة أو كبيرة سهلة أو صعبة، اكسبتني مهارة، نمط الحياة المختلف يجبرك على الخروج من المعتاد للنجاة والاستمرار.

كيف كانت تجربتك مع التغيرات الثقافية والتعايش مع بيئة مختلفة؟ وهل واجهتك أيّة عقبات؟

التجربة الحمد لله جيدة، ما زلت أبحث وأتعلم، فكونك في بيئة وثقافة مختلفة تمامًا عما نشأت عليه يعدّ تحديًا وفرصة أيضًا، إنّ العقبات والفرص متساوية، المهم أن تكون الفرص تستحق الوقوف عليها، أما العقبات فمصيرها أن تنتهي، فكلّ مشكلة ولها حلٌّ، كما يقولون.

ما هي نصيحتك للمقبلين على الابتعاث؟

يمكن أن ألخصها في عدة نقاط:

- تعرف على المدينة التي ستسكن فيها جيدًا قبل وصولك.

- ابحث عن سكن قبل وصولك بأسبوعين على الأقل.

- تحضر ماديًّا ونفسيًّا.

- كُنْ منفتحًا على التجربة هي فرصة للتطوير والنمو.

- اعتز بثقافك بهويتك بوطنك.

- انضم للنادي السعودي، زملاء الابتعاث هم شركاء العمل في المستقبل.
           
                             

                                                ريم عامر، ريم عبد الله، طميا عبد الله، وجدان دخيل، لمى إبراهيم